آخر الأخبار
... مرحبا بزورا موقع شعبة وتخصص الدراسات الاسلامية

تذكر ان الله هو الموفق للمسلم في جميع امور دنياه واخرته فتوكل عليه

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إذاعة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقران الكريم - المصحف المجود بث مباشر 24 ساعة

افضل موضوع في المدونة اضغط في عنوان هذا الموضوع لقراءته

حمل اكبراسطوانة وموسوعة لكتب الزهد و الرقائق موجودة الانترنت اكثر 900 كتاب 5.6 GB

 كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه، أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبت...

حمل موسوعة مجلة البيان : الإصدار الخامس -الأرشيف الكامل ل (250 ) عددا

0
 بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله  :

- تعد هذه الموسوعة قاعدة بيانات شاملة لمحتوى 250 عددا من أعداد مجلة البيان ، و التى حوت أكثر من خمسة آلاف مقال من خلاصة فكر ثلة من العلماء و المفكرين و الكتاب و القراء و خبراتهم .

- ضمت بين سطورها نصوصا قرآنية بلغ عددها أكثر من (5000 ) آية ، و أحاديث نبوية بلغت أكثر من ( 6200 ) ، و أشارت إلى أكثر من ( 21250 ) من الأسماء و الأعلام ، و ( 6400 ) من الأماكن و البلدان ، و سطر مقالتها و ما فيها من البحوث و الدراسات ما يقارب ( 1700 ) كاتبا ، و ذلك خلال ثلاثة و عشرين عاما من عمر هذه المجلة .

- و بهذه الموسوعة يتيسر لقراء المجلة – حاسوبيا – استعراض مقالات مجلة البيان على العديد من المحاور الرئيسية، منها : رقم العدد ، اسم الكاتب ، موضوع المقالة، فضلا عن إمكانية البحث بأى كلمة أو جملة بين نصوص المقالات .

- كما يمكن لمستخدمى هذه الموسوعة النسخ و الاقتباس ، أو الحفظ أو الطباعة لأى نص من مقالات المجلة بكل يسر و سهولة .

- نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع ، و الله الموفق .
صور ة للموسوعة 
روابط التحميل المباشرة

أولا : تقسيم وحدانى ( ملف واحد )

http://www.gulfup.com/?ejVE5w


تانيا : تقسيم سباعى ( 7 ملفات )


3

مختارات سلفية: موسوعة مجلة البيان الإلكترونية [ 200 عدد ]

0
3

التيار الفقهي المرابطي وأثره على الأدب

0
بـــــــــــــــسم الله الـــــــــــــــــــــــــرحمن الـــــــــــــــــــــــــــــرحيم
عــــــــرض بــــــــــــموضوع التيار الفقهي المرابطي وأثره على الأدب:
من انجاز    زكرياء بوراس     
تحت اشراف الأستاذ :      د. عبد الوهاب الفيلالي

تصميم العرض

 المبحث الأول        :     لمحة تاريخية عن نشأة المرابطين                  
  المبحث التاني     :     التيار الفقهي المرابطي طبيعته ودوره           
   المبحث الثالث    :     الحياة الفكرية والأدبية                           
المبحث الرابع        :    نماذج شعرية {القاضي عياض – ابن زنباع}  
المبحث الخامس    :     أثار التيار الفقهي على الأدب     
            
   التيار الفقهي المرابطي ومدى تأثيره على الفكر والأدب
 لمحة تاريخية عن نشأة المرابطي
عرف المغرب نظام الدولة  بمعناه الحقيقي و بعده الاستراتيجي في عهد " المرابطين " .فمن هم المرابطون  ؟
تأسست الدولة المرابطية سنة 448 هـ, على يد عبد الله بن ياسين الجازولي, وكان ذلك عندما حج يحيى بن ابراهيم الجدالي ,وفي طريق عودته من القيراوان التقى أبي عمران الفاسي شيخ المالكية الذي كان قد ضايقه المغراويون فاضطروه للخروج من فاس, وأخبره عن الحالة الاجتماعية بالمغرب ومدى جهل أهله بالشريعة وتعاليم الدين الإسلامي فبعث معه بكتاب الى تلميذه وجاج بن زلو اللمطي الذي كان فقيها مالكيا متمكنا في بلاد نفيس    {بالمغرب الأقصى} فوقع اختياره على تلميذه عبد الله بن ياسين الجازولي الذي دخل الى بلاد صنهاجة يعلم الناس مبادئ الدين وأحكام الشريعة , وحدت أن مات حاميه فتم الاعراض عنه ومنابذته , فاضطر هو ومن تبت على دعوته الخروج الى أقاصي الصحراء يعبدون الله ويطبقون تعاليم دينه . وكانت المنطقة التي رابطوا فيها بين موريتانيا والسينغال لهذا سموا بالمرابطين . ولم يلبثوا أن داع صيتهم وتسامع بهم الناس فبدؤا يفيدون عليهم من كل البلاد حتى بلغ عدد الوافدين عليهم من أشراف صنهاجة ألف رجل , وقد تأتى لهم الاجتماع على كلمة سواء – عبادة الله وحده – فتحول اجتماعهم هذا الى سند شعبي لم يلبث ان تحول الى سند عسكري في اطار دويلة صغيرة ذات قوة ومناعة . فقرروا القيام لإصلاح الأوضاع وتطهير المجتمع من عوامل الشرك والوثنية وذلك بنشر الفضائل الدينية وقيم الشريعة المحمدية حتى توفي رحمه الله في احدى المعارك , جاء بعده أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي تولى قيادة الجيش المرابطي ويرجع الفضل الى هذا الرجل في نشر الاسلام في أكثر من عشرين دولة افريقيا حتى استُشهد في احدى المعارك فتولى يوسف بن تاشفين قيادة الجيش بعده , حيت عمد الى توحيد البلاد وذلك بانتزاع ما بقي من ملك المغرب بيد مغرواة ,وبني يفرن ,و نقل كرسي المملكة من فاس الى مراكش التي بناها سنة 454 هـ , وكان ذا همة عالية حيت قام بفتوحات مكنته من نشر الاسلام في شمال افريقيا فتوسعت دولته من تلمسان ووهران الى حدود السودان و حوض النيجر , وفي عهده تم ضم الأندلس الى السيادة المغربية , ولُقب آنذاك بأمير المسلمين وتوج حياته بإعلانه الانضواء تحت الخلافة العباسية . ليس لطلب من هذه الأخيرة ولا لضعف في الدولة المرابطية , ولكن رغبة في الحفاظ على كلمة المسلمين وتوحيد صفهم وجعلهم يدا على من سواهُم .التيار الفقهي المرابطي طبيعته ودوره
يذكر أحد مؤسسي الدولة المرابطية وهو يحي بن ابراهيم الجدالي الواقع الفكري للمنطقة التي خرج منها هؤلاء المرابطون قائلا : ’ اننا في الصحراء منقطعون لا يصل الينا إلا بعض التجار الجهل حرفتهم الاشتغال بالبيع والشراء وفينا أقوام يحرصون على تعلم القرآن وطلب العلم ويرغبون في الفقه والدين ما وجدوا الى ذلك سبيلا ‘{1}هذا الكلام ان دل على شيء إنما يدل على انبعاث صادق متمثل في نقد الذات , وهو منطلق وأساسُ تطور المعرفة عند المرابطين , ومعروف أن الدولة قامت على أساس من الاصلاح الديني في اطار المذهب المالكي .                                 سيسأل سائل لماذا المذهب المالكي دون غيره من المذاهب ؟ان الاجابة عن السؤال تقتضي تسليط الضوء على ظروف ميل المغاربة الى هذا المذهب ,كما جاء عند ابن خلدون 1- أن المغاربة والأندلسيين كانوا كثير الترحال الى المدينة التي كان مالك يدرس بها {مذهب مدرسة الحجاز}وبما أن العراق لم يكن في طريقهم لم يتعرفوا على المذهب الحنفي .2- التقاء بداوة أهل المغرب ببداوة أهل الحجاز حيث مال الطبعُ للطبعِ خلافاً للطبع الحضري لأهل العراق {2}3- المذهب المالكي لم يكن محدث أو جديد على المغاربة حيت كانوا على دراية بهذا المذهب منذ العهد الادريسي وكل ما فعله المرابطون أنهم عمموه واتخذوه دليلا لحركتهم الاصلاحية .4 -كان موافقا لمزاجهم وظروفهم ذلك لأن المستوى الفكري والحالة العقلية التي كان عليها المغاربة آنذاك لم تكن لبساطتها أن تسمح بفتح المجال للمذاهب المعقدة , وإنما كانت في حاجة الى أن تُثبت في النفوس قواعد الدين ومبادئه الأولية خاصة وأن المغاربة كما هو معروف قد ارتدوا اتنا عشرة مرة عن الاسلام ولعل ذلك لطول تجربتهم مع المستعمرين الطامعين في نهب خيرات بلادهم بدءا بما كان قبل التاريخ الاسلامي ومرورا بالفينيقيين والرومان والوندال نهاية بالبيزنطيين . ومن خصوصيات المذهب المالكي اعتماده على النص والنقل وابتعاده عن المنطق والقياس فكان أكثر من غيره قدرة على تحقيق الوحدة والسلم الاجتماعيين , ولو اتُخذ مذهبا غيره في الفترة الأولى من قيام الدولة لعاد المغرب الى سابق عهده من الفوضى الفكرية ولستغل أصحاب المذاهب الضالة الوضع لبث أفكارهم المتطرفة وترويج معتقداتهم الباطلة التي كانت منتشرة وفي مقدمتها المذهب الخارجي الذي كانت تعتنقه امارة  بني مدرار - في سجلماسة – والمذهب البرغواطي الذي كان قد باض وفرخ في – تامسنا – والمذهب الشيعي الذي يقال أن قرنه طلع مع نشوء الدولة الادريسية {3}خاصة وأن العالم الاسلامي في هذه الفترة كان يتخبط في خلافات مذهبية وانقسامات حزبية تُكرس الشقاق وتجعل من الأخوة أعداء , ومن هنا لم يكن الدين عند المرابطين مجرد مذهب بل حركة تقود نضالهم وتُكيف طبيعة هذا النضال وتحدد شروطه وغاياته مما أهلهم الى بناء كيان – سياسي اقتصادي اجتماعي -  متكامل ولكن ليس على النموذج الذي كان ينهار أمامهم في الأندلس , ولعل اعتماد المرابطين على المذهب المالكي داخل في نطاق صراع المذهب السني عموما مع المذهب الشيعي على مستوى العالم الاسلامي ولاسيما في الشرق الاسلامي ولا أدل على ذلك مساندة العباسيين ليوسف بن تاشفين حيت كان بحاجة الى مثل هذه المساندة ,منها الى مسالمة حتى لا يُعزل سياسيا ولكي لا يواجه بأي تحالف ضده من شأنه ايقاف مسيرة البناء والتشييد داخل الدولة المرابطية .                                        الحياة الفكرية والأدبية
  1  الحياة الفكرية أغلب الانتاج الفكري والأدبي في العصر المرابطي مفقودا  أو في حكم المفقود , فلم يبقى الا مجموعة من الأسماء وقلة قليلة من النصوص الأدبية ولعل القارئ لهذه النصوص لا يمكن أن يجزم الا بوجود نصوص اخرى.فليس ضياع الموروت هو وحده المسؤول عن الضباب الذي يُغلف هذا العصر وانما كذلك اهمال بعض الأندلسيين والمشارقة للمغرب لما قدمه في ميدان الفكر والأدب خاصة .  لقد كان أساسُ دعوة المرابطين العلم , وعليه قامت دولتهم وأنداك لم تكن قضية هذا أديب وذاك فقيه وثالث شاعر , بل كنت تجد الفقيه الأديب الكاتب الشاعر بل والطبيب الفلكي وقلما تجد عالما يثقن فنا واحدا أو صاحب تخصص معين بل كان الرجل فيهم بأمة , عليهم تأسست الأمجاد , ونرجو من الله أن يعيد الكرة بهؤلاء والأحفاد .كان في زمن المرابطين فقهاء وعلماء لا زال أثرهم في الأمة إلى يومنا هذا برعوا في عدة مجالات منها:العلوم الدينية  لمعت أسماء من قبيل ابي علي الصدفي وأبي علي الغساني وبن ابي الخصال وبن أيوب الفهري الذي قامت حوله نهضة احياء السنةعلم التفسير والقراءات اشتهر فيه أبو بكر بن محمد بن علي المعافري السبتي  و أبو عبد الله القيسي المكناسي و اللخمي الفاسي{4}الفقه نجد عبد الملك المصمودي قاضي الجماعة بمراكش وعبد الله بن سعيد الوجدي قاضي بالنسيا علم الكلام لمع فيه أبو بكر المرادي الذي كان قد استقدمه أبو بكر بن عمر اللمتوني زعيم المرابطين ويُعتبر أول من أدخل علم الاعتقاد الى المغرب .ويوسف ابن موسى الكلبي وكذلك عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الكتامي .وأبو الحسن علي بن محمد الأنصاريالفلسفة فقد استُدعي بن باجة لتدريسها من الأندلس وما يتصل بها من علوم.                      الطب  برع فيه أبو العلاء بن زهر الذي تتلمذ على يده من المغاربة أبو الحسن بن زنباع الطنجي        الحساب  نبغ فيه ابن مراءة السبتي وتلميذه ابن العربي وهو من سبتة كذلك وغيرهم كثير...  الشعر اشتهر فيه العلامة القاضي عياض الذي قيل في حقه لولا عياض لما عرف المغرب {5}  وشيخه الحسن بن طريف السبتي ونجد كذلك الشاعر الطبيب ابن زنباع الطنجي ففي هذا العصر امتزجت دراسة الفقه بعلم الأصول وظهر الاشتغال بعلم الكلام عن طريق أهل النظر والتأويل وظهر أيضا الاهتمام بالعلوم الأدبية واللسانية من قبيل النحو واللغة والشعر والبلاغة , ونجد كذلك الأمراء المرابطون والرؤساء منهم قد شاركوا في طلب العلم والتحصيل و يَحسُن النظر كذلك الى بعض أعلام المفكرين الأندلسيين الذي كان لهم دور مهم في تنشيط تلكُمُ الحركة العلمية التي شهدها المغرب على عهد المرابطين فمعظم أعلام الفلسفة والطب الأندلسيين كانوا ممن نبغوا في هذا العصر أو بعده بقليل على سبيل المثال لا الحصر , ابن باجة {الفيلسوف} وابن رشد {الطبيب} وابن طفيل {الفلكي الطبيب الرياضي والأديب}وفي اطار افاء الدولة بما قامت من أجله نجد في عهد علي بن تاشفين تم تأسيس جامعة بمراكش على شاكلة جامعة القرويين , قصد النهوض بالدراسات العلمية والأدبية بالمغرب اضافة الى بناء المدارس التي تُتخذ لإيواء الطلبة وتدريس مختلف العلوم فكثُر الفقه والحديث والرواية والقراءة والتفسير وباقي العلوم بالموازاة . سيقول قائل أن الحركة العلمية كانت مزدهرة والحرية الفكرية متيسرة ولم يكن هنالك تضييق على الأدب والأدباء فكيف يُحرق كتاب الاحياء لحجة الاسلام أبي حامد الغزالي ؟قضية الاحياء انما أثارها أبو عبد الله بن حمدين قاضي قرطبة وتواطأ معه بعض فقهاء المغرب في حين عارضه آخرون وتجدر الاشارة أن الاحراق كان في الأندلس , وهذا لا يُبرئ ساحة المرابطين لأن عُدوة الأندلس كانت تابعة للحكم المرابطي انذاك , وكما سبق فقد عارض احراق كتاب الاحياء جملة من العلماء والفقهاء المغاربة , منهم الفقيه بن الفضل النحوي وفتياه المضادة وكان قد تبعه فيها علي بن حرزهم كما جاء في كتاب التشوف " وصل كتاب علي بن تاشفين بالتحريج عن كتاب الاحياء و أن يحلف الناس بالأيمان المغلظة أن كتاب الاحياء ليس عندهمذهبت الى أبي الفضل أستفتيه في تلك الأيمان قال أنها لا تلزم" {6}ولعل احراق الاحياء كان في أواخر عهد المرابطين , حيت يُعتبر مظهرا من مظاهر عجز الفقهاء المسؤولين أو كانت بداية العجز عن توجيه الرأي العام وهو انما عجز ناتج عن عدم قدرة هؤلاء على تطوير المذهب باعتباره ايديولوجية حتى تنسجم مع ظروف الدولة الكبيرة , ويبدوا أنهم في تلك المرحلة كونُوا بيروقراطية كهنوتية خصت نفسها وبعض الولاة الموالين بامتيازات الاستثمار والسيطرة وكان ذلك من بين العوامل التي ساهمت في سقوط هذه الدولة .   الحياة الأدبية  2  ذكر المراكشي عنده في المعجب : أن يوسف بن تاشفين لم يزل من أول امارته يستدعي أعيان الكتاب من جزيرة الأندلس وصرف عنايته الى ذلك حتى اجتمع له منهم ما لم يجتمع لملك قبله {7} نجد من كُتابه عبد الرحمن بن أسباط ومحمد بن عبد الغفور وعبد المجيد بن عبدون يقول بن الحسن بن الجد في مدح يوسف بن تاشفين انظر الى الصبح سيفا في يدي ملك
                                     في الله من جنده التأييد و الظفر
يرعى الرعايا بطرف ساهر يقظ    
                               كما رعاها بطرف ساهر عمر{8}ومن كتابه أيضا أبو القاسم الجد وأبو بكر بن محمد المعروف بابن القبطرينة وغيرهم كثير ...وكذلك الشأن بالنسبة لبقية أمراء الدولة وولاتها فقد أبدوا كبير اهتمام بالكُتاب والشعراء فرعوهُم وشجعُوهم وكان أكثرهم رعاية للأدب وأهله ابراهيم بن يوسف وأبو بكر بن تافلويتوعبد الله بن مزدلى فقد قرب ابراهيم الفتح بن خاقان وهو من هو الكاتب الفذ مؤلف كتاب القلائد , حيت ذكر في مقدمته فضل الأمير ابراهيم على احياء رسم الأدب حيث قال "و لم يزل شخص الأدب وهو متوار و زنده غير وازر وجده عاشر و منهجه داثر، الى أن اراد الله اعتلاء اسمه و احياء رسمه و انارة افقه و اعادة رونقه، فبعث من الامير الاجل ابو اسحق ابراهيم بن يوسف ابن تاشفين ملكا عاليا للبة المجد حليا وهي على الامة وسما دوليا البس الدنيا جمالا جدد لأهلها امالا ناهيك به من ملك عالي ناظم لأشتات المعالي"  {9}       و من الشعراء الذين مدحوه ابن خفاجة و ابو بكر بن رحيم و الشمنتري، و غيرهم كثيرون تجدون مدائحهم في قلائد العقيان و مغرب ابن سعيد.
اما عبد الله بن مزدلي فكان يقصده الادباء والشعراء للمدح والثناء امثال ابي محمد بن عطية و ابي عامر بن ارقم و ابي جعفر ابن مسعدة الذي اتخذه كاتبا له.
اما ابن تافلويت فكان من اهم كتابه و مادحيه : ابو بكر بن باجة و كذلك ابن سارة الشنتريني، وهو نفسه كان يقرض الشعر و بلغ من عناية المرابطين للأدب – و الشعر خاصة – ان نساءهم كن يحفظنه و وينشدنه و يحكى انه كانت لهن مجالس أدب و قد لمعت في هذا المجال حواء بنت ابراهيم بن تافلويت و اختها زينب و كذلك تميمة بنت يوسف بن تاشفين.وكنتيجة لهذا التوجه نبغ أدباء من أبناء المغرب نذكر منهم ابن حبوس الذي قيل في حقه أن شعره بلغ ستة الف بيت والذي بلغنا لم يكذ يتجاوز ثلث هذا المقدار- ابن زنباع{الطبيب الشاعر} - ابن الزيتوني - ابن القابلة السبتي – عبد الله التادلي – ابن عطاء {الكاتب }– ابن غازي { الخطيب } – القاضي عياض{الفقيه الأديب الشاعر} وكذلك ظهرت عائلات اشتهرت بالعلم كعائلة عياض وعائلة بن الملجوم وظهور أمهات الكتب الفقية والحديتية والأدبية كمؤلفات عياض الشهيرة والموسوعات الضخمة كالذخيرة  وكذلك أُلفت مشارق الأنوار والمحرر الوجيز وبالمقابل هناك من ينعث المرابطين بعدم الدوق الأدبي , وخير شاهد على بطلان هذا الادعاء معاملة ابن تاشفين للمعتمد بن عباد وما تُعبر عنه من نُبل وأدب رفيع على عكس معاملة ابن عباد الشاعر لوزيره ابن عمار حيت قتله بيده وهو مُكَبل بالأغلال يجُرها ويبكي ويستعطفه شعرا , ولا يخفى علينا ما تردد على ألسنة بعض المستشرقين الذين غلفوا الموضوع بالعلمية والبحت النزيه , وللتعرف أكثر على هذا الاتجاه التي سارت فيه هذه الحملة نستعرض أمثلة من أهمها قول المستشرق رنهرت دوزي في تاريخه  قال : {أن سلاطين المرابطين لم يبدوا كبير عناية بأمر الفنون والعلوم والشعر وأنهم كانوا يعملون على تحطيم روح الشعر بالأندلس} {10}والواقع أن عناية المرابطين بالأدب أوضح من أن تُنكَر فقد أولى أمراءهم رعاية كبيرة للأدباء من كُتاب وشعراء من اليوم الذي توطدت فيه دعائم مُلكهم ,خاصة أدباء الأندلس حتى لم يبق منهم أديب مرموق إلا وَعُين في بلاط أمير المسلمين أو ديوان أحد الأمراء في الأقاليم .وقد قال اميليو كورسيا كومس أن بن خفاجة وبن الزقاق يُعتبران الذروة العليا للشعر العربي القديم الحديث في الأندلس ولا نجد بعدهما الا تكرارا وانحدارا { الشعر الأندلسي صفحة 59}.وعليه فالشعر المرابطي قمة الشعر الأندلسي عكس ما ذهب اليه رنهرت دوزيوفي الأندلس عرف أيضا تطور ملحوظ حيت ازدهر فن التوشيح على يد وشاحين كبار من أشهرهم التطليلي – ابن بقى حيت كانت لهما موشحات في مدح بعض الولاة والقضاة المغاربة حيت نقل ابن باجة وابن اللبانة هذا الفن الى المغاربة وعرفهم به وكذلك ظهر الزجل كفن مستقل يفرض وجوده في ميادين الشعر وكان رائده ابن قزمان وله اكثر من مئة وتسعة وأربعون قصيدة نـــــــــــــــــــــــــــــماذج شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعرية
يقول ابن زنباع واصفا للطبيعة :أبدت لنا الايام زهرة طيبها                                      
                  و تسربلت بنضيرها و قشيبها
و اهتز عطف الارض بعد خشوعها                             
                  و بدت بها النعماء بعد شحوبها
و تطلعت في عنفوان شبابها                                        
                  من بعد ما بلغت عتى مشيبها
وقفت عليها السحب وقفة راحم                                    
                 فبكت لها بعيونها و قلوبها
فعجبت للازهار كيف تضاحكت                                       
                     ببكائها و تبثرت بقطوبها   
و تسربلت حللا تجر ذيولها                                                
                    من له مها فيها وشق جيوبها
فادر كؤوس الانس في حافاتها                                                   
                     و اجعل سديد القول من مشروبها
و اركض الى اللذات في ميدانها                                                  
                    و اسبق لسد ثغورها و دروبها {12}أتناء تتبع الحقول الدلالية لهذه القصيدة نجدها تتكون من حقلين دلالين : معجم لغوي من قبيل زهرة , طيبها , الأزهار ... حيت وصف الشاعر الطبيعة في أحسن تصوير وكأنه يرسمها, وكانت أدواته هي ألوان من البديع من تشبيه واستعارة وجرس , ونجد كذلك مصطلحات مثل اهتز - الأرض - خشوعها . ويظهر أن الشاعر استقاها من قوله تعالى :وترى الأرض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج {سورة الحج الأية5 }من هذا يتبين تأتر صاحب القصيدة بالقرأن والدين كيف لا وهو الشاعر الفقيهالأبيات التالية وهي للقاضي عياض التي يصف فيها خامات الزرع بينها شقائق النعمان هبت عليها الريح :انظر الى الزرع و خاماته                      
                     تحكي و قد ماست امام الرياح
كتيبة خضراء مهزومة                           
                    شقائق النعمان فيها جراح    {15}الملاحظ أن النزعة الغالبة في هذه الأبيات دينية , اذ البيت الأول المقتبس من الحديت الشريف {مثل المؤمن مثل الخامات من الزرع تُفيؤها الرياحُ} ونرى في تقريظ الشاعر القاضي عياض للموطأ خير مثال على أثر المذهب المالكي على الأدب في هذه المرحلة :اذا ذكرت كتب العلم فخيرها                                                         كتاب الموطأ من تصانيف مالكأصح أسانيد وأثبت سنة                                             وأوضحها في الفقه نهجا للسالكأسانيد أمثال الرواسي الصحيحة                                     ورأي كأنوار النجوم الشوابكنجد القصائد التي قيلت في أمراء المرابطين تكاد تكون في عمومها أقرب الى شعر الحروب والمعارك منه الى شعر الفتوح , وقصائد في مدح الأمراء و يكفينا في هذا الصدد ان نذكر ابياتا للاعمى التطليلي، مقتبسة من قصيدة يمدح بها ابن يوسف ، يقول:
جلبت الخيل مشرفة الهوادي                   
                  تعز على قيادك او تهون   
كارام الصريمة او مهاها                               
                 و ليس سوى الرماح لها قرون
سوابح من غمار في حديد                              
                 فما تدري اخيل ام سفين   
يلقيها الطعان و لا يبالي                                    
                 مشيح ما يبل له طعين          
يجللها ثياب مكايديه                                         
                اذا انتفضت من الورق الغصون{11}ومعظم شعراء هذا العصر كانوا ميالين بالقول في الطبيعة والغزل تأثرا منهم بالأندلسيين الذين لهم قصب السبق في هذين الفنين .ولعل قصيدة ابن زنباع في وصف الطبيعة خير شاهد على ذلك :ويعتبر شعر القاضي عياض أكثر دلالة على هذا الاتجاه وهو العالم الفقيه وله بيتين ينسبان اليه يمثلان معادلة غزلية رائعة رأت قمر السماء فأدركتني           
                     ليالي وصلها بالرقمتين
كلانا ناظر قمرا و لكن                
                     رأيت بعينها و رأت بعيني{13}ويُلاحظ في بعض الأحيان أثر المعارك والحروب منعكسا على التعبير الشعري حتى في موضوعات الغزل والطبيعة على حد قول ابن زنباع في هذا البيت الذائعو قد تحمي الدروع من العوالي            
                      و لا تحمي من الحرق الدروع  {14}أثر التيار الفقهي على الأدب
ومن هذا كله , يتبين لنا أن التيار الفقهي الذي كان سائدا في هذا العهد , والذي اتخذه المرابطون أساسا لقيام دولتهم ونبراسا لتحقيق دعوتهم الاصلاحية لم يكن له من تأثير على الفكر إلا بالقدر الذي نشطت به الدراسات الفقهية دون تجميد بقية الدراسات. ولم يكونوا يمارسون أي ضغظ فكري فوق ما تفرضه ضرورة الحفاظ على الوحدة في ظل المذهب المالكي وهذه الوحدة رُسخت وكما هو مُلاحظ طيلة تاريخ المغرب , اما في الادب فلم يكن له من تأثير يُذكر الا ما كان من الغاء المظاهر الرسمية التي كانت تقام للأدب و الشعر في أحضان اللهو و المجون على عهد الطوائف، و ما كان من روح القوة التي تسيطر على شعر المدائح و الفتوح و ما قد يعلو بعض ابيات هذا الشعر من مُسحة دينية لعلها كانت باهتة في غالب الاحيان, وعلى عكس ما يُتهم به المرابطون من جمود على المستوى الفكري والأدبي , وأنهم كانوا دولة فقهاء بامتياز , فقد عرف المغرب في عهدهم نهضة حقيقية في كل المجالات الدينية منها و السياسية والاجتماعية وكذا الاقتصادية وقد تأتى لهم, وفي اطار الوحدة مع الأندلس الاستفادة فكريا وأدبيا وفي باقي ميادين العلم والحياة مما جعلهم قبلة للفقهاء والأدباء , وكما سبق الذكر أن امراء الدولة المرابطة وولاتهم قد أولوا كبير عناية بالأدب وأهله , سواء باستقدامهم أو الرحلة  للدراسة عليهم , ونذكر في هذا المقام خالوف بن خلف الله الصنهاجي وعمر بن معتز الصنهاجي وكذا نجد الأمير ميمون بن ياسين وغيرهم ... ولعل خير شاهد على هذا التوجه هو انشاء المدارس والرباطات في مختلف المراكز قصد بت الوعي الديني والإصلاح الاجتماعي , وكذلك لنشر العلم وتعميم الثقافة , ومن أهم هذه المعالم نجد جامع بن يوسف في مراكش و مثله جوامع في سبتة التي كانت مزدهرة بالعلم حتى قال عنها المعتمد بن عباد" أشتهي أن يكون عندي ثلاثة نـفر من أهل سبتة ابن غازي الخطيب وابن عطاء الكاتب وابن مرائـــة الـفرضي" {16}هذا بالإضافة الى الازدهار العلمي الذي عرفه جامع القرويين بفاس , وجامع قرطبة بالأندلس , وقد كان لهذا التيار الفقهي بالغ الأثر في تحقيق الاستقرار الداخلي للدولة , أما على مستوى العلاقات الخارجية فقد تمكن المرابطون من خطاب ود الاخوة في المشرق تمثل في مساندة العباسيين لابن تاشفين مما مكنه من ترتيب أولوياته وبسط سيادة وهيبة الدولة .ولم يُعكر على المرابطين صفوة ادعى والرخاء والأمن الذي كانوا يتمتعون به هم ورعيتهم الا قيام ابن تومرت عليهم فما دوافع قيام ابن تومرت ؟؟   قائمة المراجع
 {9}كتاب المطرب صفحة 87{10}الحلل الموشية 16 الجزء 2 صفحة 251 {11}ديوان الأعمى التطليلي صفحة 200
{12}كتاب القلائد صفحة 225{13} نفح الازدهارصفحة 9{14}كتاب القلائد صفحة 228{15} كتاب القلائد صفحة 3 {16}معجم البلدان (سبتة) ج 5 صفحة 26-27مجلة الدراسات الإسلامية وشؤون الثقافة والفكرالعددان 156 و157 {1}الحلل الموشية ، صفحة 9{2} مذكرات من التراث المغربي لحسن الصقــلي، مج: 2: 102، ط. 1984م
الأمير الشاعر أبو الربيع سليمان الموحدي، عصره، حياته، شعره، عباس الجراري: 28، دار الثقافة، الدار البيضاء 1974م{3}النبوغ المغربي عبد الله كنون صفحة 48

{4} الغنية فهرست شيوخ القاضي عياض صفحة 68{5}كتاب عياض بين العلم والأدب صفحة 5{6} كتاب التشوف صفحة 73{7}المعجب في تلخيص أخبار المغرب صفحة 73{8}كتاب اعمال الأعلام صفحة 242  
3

حمل الاسطوانات والموسوعات والبرامج الاسلامية عبر هذا الموقع

0
                                                                         http://bramjfreee.blogspot.com/
3

اسئلة في علم اصول الفقه مع الاجوبة

0

س1/ عرفي أصول الفقه باعتباره مركبا ؟

أصول الفقه مكونه من مضاف ومضاف إليه ، ولابد من تعريف الجزئين . .

أ- أصول :

لغة : جمع أصل وهو في اللغة مايبنى عليه غيره حسياً أو معنوياً .

اصطلاحاً : له خمسة معاني . .

1- الدليل ، ومنه قولهم : الأصل في وجوب كذا الكتاب والسنه والإجماع .

2- القاعدة الكلية ، ومنه قولهم :إباحة الميتة للمضطر على خلاف الأصل أي على خلاف القاعدة الكلية .

3- الراجح ، ومنه قولهم : الأصل في الكلام الحقيقة أي الراجح .

4- المقيس عليه ، ومنه قولهم : الخمر أصل في تحريم النبيذ .

5- المستصحب ، ومنه قولهم : لمن يتيقن الطهارة وشك في الحدث الأصل في الطهارة .

والمعنى المراد من المعاني السابقة :

هو المعنى الأول أي الدليل لأن المراد من أصول الفقه الأدلة الاجمالية كالكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من الأدلة المختلف فيها .

ب- الفقه :

لغة : الفهم مطلقاً .

اصطلاحاً : العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسبة من أدلتها التفصيليه .

شرح التعريف :

العلم : أي مطلق الإدراك سواء كان قطعياً كتحريم القتل أم ظنياً كالحكم على الوتر بأنه سنه لا واجباً .

الأحكام : قيد أول خرج به العلم بالذوات والصفات ، وخرج به أيضاً أصول الفقه لأنه علم بأدلة الأحكام .

الشرعية : قيد أنه خرج به الأحكام العقلية والأخلاقية واللغوية والعادية فليس العلم بها فقهاً .

العملية : قيد ثالث خرج به العلم بالأحكام الشرعية الإعتقادية .

المكتسبة : صفة للعلم ومعناها الحاصلة عن طريق النظر والاستنباط أي الإجتهاد .

وهو قيد رابع خرج به علم الله تعالى وملائكته ورسله بالأحكام الشرعية العملية .. لأن علم الله تعالى صفة أزليه ، وعلم الملائكة والرسل حاصل عن طريق الوحي وليس مكتسباً .

من أدلتها التفصيلية : أي الأدلة الجزئية للأحكام الشرعية العملية كالآيآت والأحاديث وغيرها . .

وهو قيد خامس خرج به : علم المقلد ؛ لأن علمه مكتسب من المجتهد وليس من الأدلة التفصيلية .

 

س2/ عرفي أصول الفقه باعتباره لقباً أي علماً على فنٍ قائم بذاته ؟

تعريف أصول الفقه بهذا الإعتبار له معنيان :

المعنى الأول : وهو تعريف بالنظر إلى موضوع أصول الفقه " أنه معرفة أدلة الفقه الإجمالية ، وكيفية استفادة الأحكام منها ، وحال المستفيد " .

المعنى الثاني : وهو تعريف بالنظر إلى فائدته " أنه العلم بالقواعد التي يتوصل بها إلى استنباط الأحكام الشرعيه العمليه من أدلتها " .

شرح التعريف الأول :

معرفة : أي مطلق الإدراك سواء أكان قطعياً كمعرفة حجية الكتاب والسنه أو ظنياً كمعرفة حجية الإستصحاب .

أدلة الفقه : قيد أدل خرج به أدلة النحو والعقيدة وغيرها ، فلاتسمى معرفتها أصول فقه .

الإجماليه : قيد ثان خرج به علم الفقه والخلاف لأن أدلة الفقه فيهما تفصيليه .

وكيفية استفادة الأحكام منها : أي معرفة وجوه استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة .

وحال المستفيد : أي معرفة حال المستنبط أي المجتهد .

شرح التعريف الثاني :

العلم : أي مطلق الإدراك سواء أكان قطعياً أم ظنياً .

بالقواعد : قيد أول خرج به الفقه وغيره ؛ لأن الفقه علم بالأحكام .

التي يتوصل بها : قيد ثان خرج به قواعد النحو التي يتوصل بها إلى استنباط الحكم الشرعي العملي لأن التوصل فيها بعيد ، أما القواعد الأصوليه فالتوصل بها قريب .

إلى استنباط الأحكام : قيد ثالث خرج بها القواعد التي يتوصل بها إلى استنباط غير الأحكام كالحِرف المختلفة .

الشرعية : قيد رابع خرج به قواعد الهندسة والحساب ، وقواعد النحو التي لايتوصل بها إلى استنباط الحكم الشرعي والقواعد العقليه وغيرها .

العملية : قيد خامس خرج به علم الكلام .

من أدلتها : قيد بيان لأن الحكم الشرعي لا يمكن استنباطه إلا من دليل .. فهو متعلق بكلمة استنباط الواردة في التعريف .

 

س3/ ماهي موضوعات أصول الفقه ؟

لا شك أن موضوع أصول الفقه هو الأدلة الشرعية التي يتوصل بها إلى الأحكام ، وإليك بيان ذلك :

أولاً : أدلة الفقه الإجمالية كالكتاب والسنه والإجماع والقياس والمصلحة المرسلة والعرف وقول الصحابي والاستصحاب والإستحسان وغيرها .

ثانياً : الأحكام : ونعني بذلك تعريف الحكم الشرعي واقسامه ومعرفة الحاكم والمحكوم به والمحكومعليه وغير ذلك .

ثالثاً : كيفية دلالة الأدلة على الأحكام : كمعرفة كون الدليل يدل على الحكم الشرعي عن طريق المنطوق أو ال.......... أو العموم أو الإقتصاء وغير ذلك .

رابعاً : المستدل بالأدلة على الأحكام : وهو المجتهد أي معرفة شروطه وما يتعلق بذلك كمعرفة المقلد والإفتاء والتعادل والتراجيح وغيرها .

 

س4/ ماهي العلوم التي يستمد أصول الفقه معلوماته منها ؟

ثلاثة علوم : علم الشريعة ، وعلم اللغة العربية ، وعلم الكلام " العقبة " .

وبيان ذلك فيما يلي :

أولاً : استمداده من علم الأحكام الشرعية العملية أي الفقه كون الغرض من دراسة أصول الفقه هو اثبات الأحكام الشرعية أو نفيها ولا يمكن ذلك لشيء غير متصور فكان لابد من تصورالأحكام الشرعية وأقسامها أي علم الفقه حتى يمكن تصور القصد إلى اثباتها ونفيها والتمكن أيضاً من ايضاح المسائل الأصولية بضرب الأمثلة الفقهيه لها .

ثانياً : أما استمداده من علم اللغة العربية فلأن ألفاظ الكتاب والسنة عربية فكان لازماً فهم معناها ودلالتها على الأحكام بالبحث في معاني الحروف وأساليب الخطاب .

ثالثاً : أما استمداده من علم الكلام أي العقيدة فلأن حجية الكتاب والسنة تثبت في علم الكلام حيث يبحث عن ثبوت الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وصدق الرسول ببيان المعجزات ، فهناك ترابط بين علم الكلام وعلم أصول الفقه .

 

س5/ ماهي الغاية من دراسة علم أصول الفقه ؟

لدراسة أصول الفقه غايات وثمرات عديدة منها :

1- القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها .

2- أنه من أكبر الوسائل لحفظ الدين وأدلته الكبرى من شبه المضللين حيث نستطيع بواسطة أصول الفقه الرد على من أنكر حجية حديث الآحاد ومن أنكر الإجماع والقياس وغير ذلك من الأدلة الشرعية .

3- أنه يفيد الباحثين في علم الفقه المقارن لأن علم الأصول من أسس المقارنة .

4- أنه يفيد الاطمئنان إلى أن الأحكام في المذاهب الفقهية قد سارت على علم ومنهج فيرفع ذلك الشكوك عن تلك المذاهب وأصحابها .

5- يفيد القضاة والمفتين , ويفيد أهل التخريج في معرفة حكم المسائل التي لم ينص عليها إمام المذهب وذلك بتخريجها على أصوله .

6- أن أصول الفقه يعين على فهم كثير من العلوم الأخرى كالتفسير والحديث والفقه واللغة والبلاغة والعقيدة وغيرها ، فإنه يحقق في الدارس قوة الإدراك لحقائق هذه العلوم والكشف عن دفائنها وكيفية النظر فيها والاستفادة منها .

 

س6/ تحدثي عن تاريخ أصول الفقه بإيجاز ؟

كان المسلمون الأوائل في عهد رسول الله صلى الله علي وسلم يتلقون الأحكام الشرعية عنه بواسطة ما يوحى إليه من القرآن الكريم ومن أقوله وأفعاله صلى الله علي وسلم فلم يكونوا بحاجة إلى الاجتهاد حيث كانوا يرجعون إليه فيما يعرض لهم من حوادث , ومن كان بعيداً أو يتعذر عليه الرجوع إلى الرسول r فإنه كان يجتهد فيما يعرض له من حوادث ودليله في ذلك قصة معاذ بن جبل رضي الله عنه فقد قال له الرسول صلى الله علي وسلم حين بعثه إلى اليمن :"بم تقضي ؟ قال : بكتاب الله قال صلى الله عليه وسلم : فإن لم تجد ؟ قال : فبسنة رسول الله . قال صلى الله علي وسلم : فإن لم تجد ؟ قال : أجتهد رأيي ولا آلو . فضرب رسول الله صلى الله علي وسلم بيده على صدره وقال : الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله لما يرضي الله ورسوله " أو كما ورد , فهذا إيذان من الرسول صلى الله علي وسلم بالاجتهاد عن الحاجة .

وبعد انتقال الرسول صلى الله علي وسلم إلى الرفيق الأعلى كان الصحابة رضوان الله عليهم يستنبطون الأحكام من الكتاب والسنة , وهذان المصدران هما العمدة في التشريع, ولقد نزل القرآن باللغة العربية وبها أيضاً جاءت السنة وكان الصحابة على علم تام بتلك اللغة ومعرفة بأسباب نزول القرآن وموارد السنة كما كانوا على بصيرة كاملة بأسرار والتشريع وأهدافه ومراميه وذلك بسبب ملازمتهم للرسول r مع حدة الذهن وقوة الفهم , وعلى ذلك فلم تكن لديهم حاجة إلى قواعد يهتدون بها إلى استنباط الأحكام من أدلتها الشرعية , وكانوا إذا أرادوا معرفة حكم من الأحكام لجأوا إلى مصادر الشريعة المعروفة وهي الكتاب والسنة والإجماع والقياس , وعلى هذا السبيل سار التابعون لهم بإحسان فكانوا يستنبطون الأحكام من مصادرها المعروفة لقرب عهدهم من الصحابة مع تمكنهم في العربية ومعرفتهم بالناسخ والمنسوخ مما يجعلنا نقول إن قواعد أصول الفقه التي يحتاج إليها المجتهد كانت حاضرة في أذهان هؤلاء ولم تكن لديهم حاجة إلى تدوينها . وبعد انقضاء زمن الصحابة والتابعين واتساع رقعة الدولة الإسلامية اختلطت الأمة العربية بأمم غير عربية فضعف اللسان العربي كما بَعُدَ العهد بالرواة وجدَّت وقائع كثيرة وكثر الخلاف بين المجتهدين وتنوعت طرقهم في الاجتهاد وسلك كل مجتهد ما رآه أنه الحق فأصبحت الحاجة ماسة إلى تحصيل القواعد التي تعتبر أساساً لاستنباط الأحكام من مصادرها فدونوا هذه القواعد مستمدين ذلك مما قرره أئمة العربية ومما فهموه من روح الشريعة الغراء وجعلوا هذه القواعد علماً مستقلاً سموه "أصول الفقه" وكان الإمام الشافعي (ت 204هـ) أول من جمع هذه القواعد حيث كتب رسالته المشهورة وتكلم فيها عن القرآن ومنزلة السنة من القرآن والناسخ والمنسوخ والاحتجاج بخبر الواحد والإجماع والقياس وتكلم عن الاستحسان وعلل الحديث والاجتهاد وغير ذلك , وبهذا كانت (الرسالة) للشافعي أول لبنة في بناء علم أصول الفقه ثم تتابع العلماء في التأليف على هذا النحو ثم كتب فقهاء الحنفية وكتب المتكلمون وتعددت المصنفات في أصول الفقه إلى يومنا هذا .

س7/ ماهي الأسباب التي دعت إلى تدوين أصول الفقه ؟

1- بعد العهد عن رسول الله r مما أدى إلى كثرة طرق أسانيد الحديث وكثرة رجال السند فاحتيج الكلام عن علل الحديث حتى يعرف المقبول منه والمردود لا سيما بعد انتشار الوضع في الحديث النبوي.

2- وجود الاتجاهات المختلفة بين المجتهدين في المسائل الفقهية وكثرة الجدل بينهم مما حفز إلى تدوين قواعد أصول الفقه ليتبين على ضوئها الخطأ من الصواب في الاجتهاد .

3- فساد اللسان العربي بسبب اختلاط العرب بالعجم مما جعل استنباط الحكم الشرعي من الكتاب والسنة أمراً عسيراً فاحتيج إلى تدوين قواعد الأصول ليعرف من خلالها كيفية استخراج الحكم من دليله على أساس صحيح .

4- الاحتياج الشديد إلى القياس حيث جدَّت وقائع لم يُنَص على حكمها في الكتاب والسنة ولا سبيل إلى الوصول لحكمها إلا من طريق القياس فكُتِب علم الأصول الذي فيه يبين معنى القياس وكيفية أعماله وضوابط العمل به .

س8/ لقد اختلفت مناهج المؤلفين وطرقهم في تأليف أصول الفقه فما هي هذه الطرق ؟

أولاً : طريقة المتكلمين (الشافعية) (الجمهور) : وقد سار على هذه الطريقة الجمهور من الشافعية والمالكية والحنابلة حيث اهتموا في كتبهم بتحقيق المسائل الأصولية وما فيها من خلاف وأكثر من ذكر المسائل الكلامية وأكثروا من الجدل كما هو شأنهم في علم الكلام , واهتموا بتقرير القواعد الأصولية من غير تعرض للفروع الفقهية ولا لبنائها على هذه القواعد إلا على سبيل التمثيل والإيضاح .

ثانياً : طريقة الفقهاء (الحنفية) : وقد سار على هذه الطريقة علماء الحنفية حيث اهتموا في كتاباتهم بتحقيق الفروع الفقهية وابتنائها على القواعد الأصولية حيث كانوا يقررون في كتبهم القاعدة الأصولية على الفروع الفقهية المأثورة عن أئمتهم حتى إنهم إذا وجدوا القاعدة يترتب عليها مخالفة فرع فقهي واحد أعادوا صياغة القاعدة على الوجه الذي يتفق مع الفرع الفقهي , وهذا يعني أن القواعد الأصولية عندهم مبنية على الفروع الفقهية في كتبهم فهذه الفروع في الحقيقة أصول للقواعد وإن تفرعت عليها , ومن هنا كثرت الفروع الفقهية في كتبهم الأصولية ،كما أنهم لم يكثروا من المسائل الكلامية ولا من الأدلة العقلية والمناقشات الجدلية التي حصلت لأصحاب الطريقة الأولى .

ثالثاً : طرقة المتأخرين : ظهرت هذه الطريقة في القرن السابع الهجري حيث رأت جماعة من العلماء أن تكتب كتباً تجمع فيها بين المنهجين : منهج الحنفية , ومنهج المتكلمين وتقارن فيما بينهما بالأدلة والترجيح وبناء الفروع الفقهية على القواعد الأصولية , وقد كتب على هذه الطريقة علماء من الحنفية والشافعية .


3

أصول الفقه نشأته و أهميته و تطوره

0
تعريف أصول الفقه:- هو معرفه دلائل الفقه إجمالاً وكيفية الاستفادة منها وحال المستفيد.
فالمقصود بمعرفه دلائل الفقه:- أي التصديق الناشئ عن دليل بأن الكتاب و السنة و الإجماع و القياس أدلة يحتج بها .
و أن الأمر غير المصحوب بالقرينة يفيد التحريم.
و النهى غير المصحوب بالقرينة يفيد التحريم .
و أن العام يقبل التخصيص.
و أن المطلق يحمل على المقيد.
" فدلائل الفقه في هذا التعريف تشمل القواعد الكلية و الأدلة الإجمالية في التعريف الأول".
و المقصود بكيفية الاستفادة منها:- أي كيفية استنباط الأحكام الشرعية منها.
وذلك يرجع إلى معرفه شرائط الاستدلالات.. كتقديم النص على الظاهر (الظاهر: ما دل على معناه دلالة ظنية كلفظ الأسد).. وتقديم المتواتر على الآحاد.
فلابد من معرفة تعارض الأدلة.. و معرفة الأسباب التي يترجح بها بعضها على بعض .
و المقصود بمعرفة حال المستفيد:-
يقصد بالمستفيد هنا : طالب الحكم من الدليل.
و الذي يطلب الحكم من الدليل هو المجتهد "فهو المقصود بالمستفيد هنا ؟"
فعليه فلا يدخل المقلد في تعريف الأصول.. لأنه ليس من أهل النظر في الأدلة ..وإن كانت كتب الأصول عامة لم تخل من دراسة موضع التقليد و شروطه.. فإن ذلك على سبيل الاستطراد فقط على أنها من أصول الفقه .
موضوع علم الأصول و مباحثه :-
ذهب الجمهور إلى أن موضوع علم أصول الفقه هو الأدلة الشرعية من حيث ثبوت الأحكام الشرعية بها.
في حيث ذهب الغزالي (المستصفي): إلى أن موضوع علم الأصول.. هو الأحكام من حيث ثبوتها بالأدلة.
وذهب فريق ثالث إلى الجمع بين الرأيين السابقين قائلاً إن موضوع علم الأصول هو الأدلة الشرعية من حيث إثباتها للأحكام الشرعية و الأحكام الشرعية من حيث ثبوتها بالأدلة الشرعية.. وممن ذهب إلى الرأي الأخير الشوكانى (إرشاد الفحول).
ومن قرائتنا في تعريف أصول الفقه و موضوعه يمكن أن نخلُص إلى أركان هذا العلم أربعه هي :-
الأول: الأحكام الشرعية.
الثاني: أدلة الأحكام الشرعية.
الثالث: استنباط الأحكام بين الأدلة و طرق الاستنباط .
الرابع: المستنبط أي المجتهد.
وهذه الأركان الأربعة سماها الإمام الغزالي رحمه الله في (المستصفي) بالأقطاب الأربعة التي يدور عليها علم الأصول.. وهى "الثمرة و المثمر و طرق الاستثمار و المستثمر".
فالثمرة هي الأحكام الشرعية.
والمثمر هو الأدلة الشرعية.
وطرق الاستثمار هي وجوه دلالة الأدلة و استخراج الأحكام بعد الترجيح.
والمستثمر هو المجتهد.

استمداد علم الأصول:-
يستمد علم الأصول من ثلاثة علوم :-
الأول :- علم الكلام.. وذلك لتوقف الأدلة على معرفة كلام الباري- سبحانه و تعالى- ليمكن اسناد خطاب التكليف إليه وحجية الكتاب متوقفة على صدق الرسول صلي الله عليه وسلم ومحل ذلك علم الكلام.
الثاني:- علم العربية.. وذلك أن أصل الأدلة (الكتاب و السنة).. لغة العرب.. و الاستدلال بها يتوقف على معرفه اللغة من حقيقة و مجاز ..وعموم وخصوص.. و إطلاق و تقييد.. و غيرها من مباحث اللغة.....
الثالث:- الأحكام الشرعية.. و المراد هنا ليس استنباطها.. و إنما المراد تصورها لأن المقصود إثباتها و نفيها.
ففي الأصول مثلا الأمر للوجوب.. و في الفقه نقول الظاهر واجب.. فالأول تصور.. و الثاني تصديق.. ولابد من تقديم التصور على التصديق .
تعريف التصور:- هو إدراك المفرد.. أو حصول صورة الشيء في العقل.. من غير حكم عليه بنفي أو إثبات... (كإدراك معنى زيد) من غير حكم عليه بشيء "حاشية الجرجاني على التحرير".
تعريف التصديق:- هو إدراك أن النسبة واقعة أو غير واقعة كإدراك وقوع القيام أو عدله في قولنا (زيد قائم أو ليس قائماً) "حاشية الجرجاني على التحرير" .
غاية علم الأصول و ثمرته:-
لعلم الأصول فوائد عديدة تجعله من أهم و أشرف علوم الشريعة:-
1- القدرة على استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة السمعية
فيتوصل المجتهد إلى معرفه حكم الله تعالى من وجوب و ندب.. و أباحه و كراهة و تحريم و غيرها فيسارع إلى تأدية الواجب و المندوب.. و يجتنب المحظور و المكروه.. ولا شك أن الأخذ بهذه الأحكام غيرها سبب في تحقيق السعادة في الدارين .
2- فهم الأحكام الشرعية..
التي استنبطها المجتهدون و التي توصلوا إليها.. وفق قواعد منضبطة.. فتزداد النفس اطمئناناً في هذه الأحكام.. و ثقة في هؤلاء الأئمة المجتهدين.
3- علم الأصول من أكبر الوسائل لحفظ الدين.. و صون أدلته.. و حججه من شبه المنكرين.. و الرد على الفرق الضالة .
4- صلاحية الشريعة لكل زمان و مكان تقتضى استخراج الأحكام الشرعية لمستجدات الأمور و مستحدثاتها.. و فق قواعد راسخة منضبطة.
فعلم أصول الفقه أحد أدوات الاجتهاد التي يتحقق بها هذا المبدأ.
فضل علم أصول الفقه:-
من المعروف أن شرف أي علم يكون بشرف المعلوم منه.. و لما كانت غاية علم الأصول هو العلم بأحكام الله تعالى أو الظن بها.. و ما يستلزم ذلك من تعامل مع الأدلة.. و أفضلها كتاب الله و سنه رسوله ص.. فإن هذا العلم قد علا قدراً لأجل ذلك.. وسما شرفاً بين سائر علوم الشريعة.
قال الغزالي في(المستصفي)" و أشرف العلوم ما أزدوج فيه العقل و السمع و أصطحب فيه الرأي و الشرع "..وعلم الفقه و أصوله من هذا القبيل فإنه يأخذ من صفو الشرع و العقل سواء السبيل.. فلا هو تصرف بمحض العقول.. بحيث لا يتلقاه الشرع بالقبول.. ولا هو مبنى على محض التقليد الذي لا يشهد له العقل بالتأييد و التسديد .
وقال بن خلدون في ( مقدمة ابن خلدون): اعلم أن أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية و أجلها قدرا و أكثرها فائدة وهو النظر في الأدلة حيث نأخذ منها الأحكام و التكاليف .
نشأه علم أصول الفقه:-
من المعروف لدى أهل العلم أن العلم يوجد أولا ثم يدون.. وليس العكس.. ولقد وجد أصول الفقه منذ وجد الفقه.. فما دام يوجد فقه لزم أن يوجد أصول له و قواعد و ضوابط.
ولكن الفقه سبق الأصول في التدوين.. ولم يتأخر عنه الأصول في الوجود بل سبقه وجودا.. لأنه قوانين الاستنباط و موازين الآراء.. فتدوين أصول الفقه كان كاشفا له لا منشأ له.
تطور أصول الفقه :-
ولقد مر أصول الفقه بعدة مراحل حتى وصل إلى الصورة التي استقر عليها كعلم مستقر.
أولا:- (في عصر النبوة)
كان رسول الله ص هو مرجع الفتيا ومصدر بيان الأحكام.. و ذكر كثير ممن صنفوا في الأصول أنه لذلك لم يكن هناك داع للاجتهاد.. و حيث لا اجتهاد فلا مناهج ولا استنباط ولا حاجه إلى قواعده.. و الحق أن وجود النبي لم يمنع أصحابه من الاجتهاد.
و يدل على ذلك :-
1- لما أرسل النبي ص معاذ بن جبل إلى اليمن فقال له:- بم تقضى؟ قال بكتاب الله.. قال فإن لم تجد؟ قال بسنه رسول الله.. قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد برأي و لا ألو أي لا أقصر (رواه أحمد و أبو داود و غيرهما)
وهذا الحديث رغم أن في إسناده مقالا.. إلا أن الأمة اتفقت على تلقيه بالقبول و العمل به.. فأغنى ذلك عن البحث في إسناده و أحوال رجاله "ذكر ذلك ابن كثير في (الباحث الحثيث) و الشوكانى في(الإرشاد)"
2- روى أبو داود عن أبى سعيد الخدري "أن رجلين من أصحاب النبي خرجا في سفر فأدركتهما الصلاة ولم يجدا الماء فتيمما و صليا ثم أنهما وجدا الماء في الوقت فتوضأ أحدهما و أعاد.. ولم يعد الأخر.. فذكر ذلك للنبي ص فقال للذي أعاد الصلاة.. أصبت السنة و لك أجرك مرتين و قال للأخر أجزأتك صلاتك "
إذن فقواعد استنباط  الأحكام كانت معروفه للصحابة.. و ملتزمة في اجتهاداتهم.. غير أنها لم تدون.. فقد كانوا أعلم الناس بالأدلة و النصوص و أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ.. مع تمكنهم من اللغة.. وقوه قريحتهم و صفاء  نفوسهم.
ثانيا:- في عصر الصحابة
ظهرت بعد وفاة النبي وقائع و أحداث كان لابد من مواجهتها بالاجتهاد و استنباط أحكام لها من الكتاب و السنة.. إلا أن فقهاء الصحابة لم يستشعروا حاجة إلى الحديث عن مناهج للاجتهاد.. وقواعد للاستنباط.. فكانوا إذا وردت عليهم الواقعة.. التمسوا حكمها في القرآن العظيم.. فإن لم يجدوا رجعوا إلى السنة.. فأن لم يجدوا اجتهدوا أرائهم.. في ضوء ما عرفوا من مقاصد الشريعة .
وفي هذا العصر بدأ ظهور المدارس الفقهية فكانت مدرسه الحديث في الحجاز و على رأسها عبد الله بن عمر.. في حين كانت مدرسه الرأي في العراق و على رأسها عبد الله بن مسعود.
ثالثا :- عصر التابعين
كثرت في هذا العصر الحوادث.. و اتسعت رقعه الدولة.. و دخل في الإسلام الكثيرون من غير العرب.. و اختلط اللسان الأعجمي باللسان العربي.. لم يعد اللسان العربي على سلامته الأولى.
وظهر الأئمة المجتهدون اللذين اقتدوا أثر الصحابة في استخراج الأحكام لما يستجد من الأحداث فكان مرجعهم في اجتهاداتهم الكتاب و السنة و الإجماع و القياس و أقوال الصحابة.
وظهر لكل أمام منهج.. و تعددت طرقهم في الاستنباط و اتسع النقاش و الجدل فأصبحت الحاجة ماسة إلى وضع قواعد و أصول و ضوابط للاجتهاد.. يرجع إليها المجتهدون عند الخلاف.. و تكون ميزاناً للرأي و الفقه.
أول من صنف في علم الأصول :-
قيل أن أول من دون في علم الأصول كان (أبو يوسف صاحب الإمام أبى حنيفة).. لكن لم يصل إلينا شيء من مصنفاته.
ولكن الشائع عند أهل الفن.. أن أول من صنف في هذا العلم و كتب فيه بصوره مستقلة هو( الإمام محمد أبن إدريس الشافعي سنه 150- 204 هجريا رحمه الله و كان ذلك في كتابه الرسالة ).
وسمى بهذا الاسم لأن عبد الرحمن بن مهدي أحد أئمة الحديث في الحجاز أرسل إلى الإمام الشافعي أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن و يجمع فيه قبول الأخبار.. و حجية الإجماع.. و بيان الناسخ و المنسوخ من القرآن.. و السنة فوضع له كتاباً و أسماه الرسالة.. و قد توخي فيه الإمام الشافعي العمق و الدقة.. و إقامة الدليل على ما يقول و مناقشه أراء المخالف له بأسلوب علمي رصين.
و بعد الشافعي كتب الإمام أحمد كتاب في طاعة الرسول.. و كتاباً آخر في الناسخ و المنسوخ.. وثالث في العلل.. ثم تتابع العلماء في الكتابة حتى يومنا هذا.
3

استمع للدروس العلمية في جميع اقسام الشريعة الاسلامية والمواعظ والقران الكريم

تصفح موقع اسلام ويب هذا الموقع مهم وشامل للكل مايبحث عنه طالب الشريعة والدراسات الإسلامية

موضيع المدونة

موقع روح الإسلام للتحميل الموسوعات الاسلامية

الإذاعة العامة للقران الكريم اذاعة متنوعة لمختلف القراء

تلاوات خاشعة من القران الكريم

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية الاولى من القرآن الكريم ومن السنة النبوية

استمع الى راديو إذاعة آيات السكينة على موقع

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية من القرآن الكريم تعمل 24 /24 ساعة

الرقية الشرعية لعلاج السحر والمس والعين للشيخ احمد العجمي

الرقية الشرعية للعلاج من السحر والمس والعين والحسد بصوت الشيخ ماهر المعيقلي

افضل مواضيع المدونة

افضل مواضيع هذا الشهر

افضل المواضيع هذا الاسبوع

جميع الحقوق محفوظه © شعبة الدراسات الاسلامية

تصميم htytemed