آخر الأخبار
... مرحبا بزورا موقع شعبة وتخصص الدراسات الاسلامية

تذكر ان الله هو الموفق للمسلم في جميع امور دنياه واخرته فتوكل عليه

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إذاعة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقران الكريم - المصحف المجود بث مباشر 24 ساعة

افضل موضوع في المدونة اضغط في عنوان هذا الموضوع لقراءته

حمل اكبراسطوانة وموسوعة لكتب الزهد و الرقائق موجودة الانترنت اكثر 900 كتاب 5.6 GB

 كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه، أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبت...

كتب الشيخ ابن باز

0
http://www.binbaz.org.sa/books/list&page=1
3

الاسئلة الشفوية والاجابة عنها والدروس التربوية

0
http://www.gulfup.com/?27Lfp2
3

معدل الانتقاء الأولي لمباريات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية و التكوين 2012

0





المصدر

https://ar-ar.facebook.com/concours.crmef/posts/283445201835285
3

فيديو : نماذج من أسئلة الـمقابلات الشفوية لولوج الـمراكز الجهوية لـمهن التربية والتكوين

0
https://www.youtube.com/watch?v=6-mqdSuNpVg
3

نصائح حول الاختبار الشفوي لولوج المراكز التربوية الجهوية شعبة الدراسات الاسلاميةر

0
http://www.halawiyate.com/2013/09/blog-post_3479.html
3

حميل نماذج كثيرة من أسئلة المقابلات الشفوية مع الأجوبة لمبارة التعليم

0
http://epsmaroc.net/showthread.php?t=19139

تحميل مباشر

http://epsmaroc.net/attachment.php?attachmentid=3758
3

تلخيص مركز و شامل لأغلب مدخلات ومخرجات المنظومة التربوية

0
في إطار مواكبتها لاستعدادات نساء ورجال التعليم للامتحانات المهنية برسم الموسم الدراسي 2011 ـ 2012 اختارت لكم مدونة " السرغينية "  هذا التلخيص المركز والشامل  لأغلب مدخلات ومخرجات المنظومة التربوية في انتظار مدكم بالمزيد من المواضيع التربوية الراهنة. وفقكم الله والنجاح للجميع .
وظيفة المناهج التربوية:
1- ترسيخ القيم والهوية
2- التعليم
3- التأهيل
4- الاندماج الاجتماعي
خصائص المنهاج الدراسي:
المنهاج تصور متكامل ينطلق من مدخلات وصولا إلى مخرجات أو مواصفات، وما ينبغي أن يكون عليه المتعلم في نهاية سلك أو مستوى أو تخصص دراسي. وله خصائص هي:
1-    البناء المنطقي للمحتويات في علاقتها بمواصفات التخرج.
2-    خدمة الغايات والكفايات المراد تحقيقها في نهاية مستوى أو س
     3- استحضار التقويم والتخطيط والتنشيط والموارد البشرية والمادية والديداكتيكية وفضاء التعلمات..
أسس مراجعة المناهج:
1- أسس فلسفية: فلسفة المجتمع وما يحدده الميثاق….
2- أسس نفسية: حاجات المتعلم….
3- أسس اجتماعية: حاجة المجتمع للتقدم ومواكبة التطورات المتسارعة وربط التعليم بالشغل…
4- أسس معرفية: اعتماد مبادئ:
- التدرج في نقل المعارف
- التكامل/ التخفيف / المرونة
- التوازن……
5- أسس منهجية: تبني منهجية واضحة ترمي إلى إكساب المتعلم مهارات وكفايات تؤهله للالتحاق بالإعدادي
أسس بناء المناهج الدراسية:
1- التربية على القيم
2- تنمية الكفايات
3- التربية على الاختيار
المبادئ الديداكتيكية العامة للمنهاج:
1-    التدرج والاستمرارية
2-    التركيز على الكيف
3-    التنويع في الطرائق والوضعيات والوسائل
4-    إعطاء معنى للتعلمات
5-    التكامل بين المكونات والوحدات.
     6- التقويم.
أهم المستجدات التي أتت بها الناهج التربوية الجديدة
1- - توزيع جديد للمنظومة التربوية: يتجلى في تعليم ابتدائي بسلكين أول ومتوسط وتعليم ثانوي بسلكين إعدادي وثانوي.
2- - هيكلة التعليم الابتدائي في سلكين:
يدوم كل منهما أربع سنوات، بعد إدماج التعليم الأولي عند تعميمه
3- الانتقال بالسنة الدراسية من ثلاث دورات إلى اسدوسين.
4- إحداث جدع مشترك تأهيلي
5- - تنظيم الدراسة في الثانوي التأهيلي في خمسة أقطاب.
6- عصرنة المضامين بإحداث مادة الإعلاميات التي تتيح مبدأ التعلم الذاتي.
7- إحداث مواد جديدة كالامازيغية والتربية على المواطنة.
8- - توسيع تدريس اللغة الفرنسية إلى السنة الثانية ابتدائي، واللغة الانجليزية في الإعدادي وفي السنة الخامسة ابتدائي مستقبلا.
عناصر المنهاج الدراسي:
الأهداف والكفايات
 المحتوى
الطرائق
الوسائل التعليمية
أساليب التقويم
البرامج والمحتويات
الاعتبارات المتخذة لبناء المحتويات(المعايير التي تحكمت في وضع المنهاج)
- اعتبار المعرفة موروثا كونيا مشتركا للإنسانية
- اعتبار المعرفة الخصوصية جزءا من المعرفة الكونية .
- اعتبار التنوع والتعدد الثقافي المغربي.
- تجاوز الرؤية الكمية للمعارف والاقتصار على معارف تساهم في اندماج المتعلم في محيطه
- استحضار البعد المنهجي والنقدي في المحتويات مما يعني تفادي الشحن والتلقين والحفظ والتركيز على التمحيص والحوار البناء والنقد.
- توفير حد أدنى من المضامين المشتركة 70 وطنية و30 جهوية ومحلية.
- تنويع المقاربات وطرق تناول المعارف
مراحل تأليف الكتاب المدرسي
- وضع دفاتر تحملات توضح الخصائص البيداغوجية والتقنية والفنية والقانونية للكتاب
- فتح باب المنافسة بين الناشرين والمؤلفين على أساس دفتر التحملات
- تقوم لجنة التقييم والمصادقة بانتقاء الكتب التي تحترم المعايير، وتراجعها وتوصي بإجراء التعديلات الضرورية
- تقوم هذه اللجنة بالمصادقة النهائية على الكتب بعد إجراء التعديلات التي أوصت بها
- تقوم الأكاديميات بتشكيل لجن لاختيار وتوزيع الكتب.
أسس بناء كتاب التلميذ:
- التمركز حول المتعلم
الوظيفية: وظيفة تعليمية، منهجية، علمية، اجتماعية وتقويمية
- التكامل بين الحصص لبناء الكفايات
-النهج العلمي
- الانفتاح على وسائل أخرى مثل تكنولوجيا الإعلام والاتصال
مراجعة البرامج الدراسية
- مراجعة البرامج الدراسية
- إحداث اللجنة الدائمة للبرامج
- توسيع تدريس بعض المواد: الفرنسية الانجليزية الأمازيغية.
مميزات التنظيم البيداغوجي الجديد
1- هيكلة جديدة
2- التفتح: إنعاش الأنشطة اليدوية والرياضية والموازية
3- الانفتاح: اللغات، سوق الشغل، التكنولوجيات الجديدة
4- نهج بيداغوجي يراعي مراحل نمو الطفل
5- اللامركزية واللاتركيز
6- التقويم والدعم
7- التميز والإبداع
8- حفز الموارد البشرية
9- تحسين الظروف الاجتماعية: الإطعام، الداخليات…
10- تشجيع التعليم الخاص والتأهيل المهني

مجال التنظيم البيداغوجي: يتضمن
1- إعادة هيكلة وتنظيم أطوار التربية
2- التقويم والامتحانات 3- التوجيه التربوي والمهني
مبادئ تدريس اللغات:
1- التعددية
 2- الاستمرارية
3- الإلزامية .
4- الوظيفية

مبادئ منهاج اللغة العربية:
1- مبدأ التعليم بالوحدات
2- مبدأ التعلم الذاتي
3- مبدأ التربية على القيم

وظيفة كتاب التلميذ:
- التحفيز للإعداد القبلي.
- التشجيع على المشاركة أثناء الدرس.
- العمل على إبراز مؤهلات التلميذ من خلال الأنشطة التقويمية التي يقترحها.
- توفير فرص تفاعل التلميذ مع المادة الدراسية، من خلال البحث والاكتشاف…
- تنويع الأنشطة بما يستجيب لحاجات وميولات المتعلم.
المنطلقات العامة لبناء منهاج اللغة العربية
1 -الاختيارات والتوجهات التربوية العامة
- علاقة المدرسة بالمجتمع
- تكوين متعلم متوازن ومنفتح …
- إعداد متعلم مساهم في التنمية…
- اعتماد مقاربة شمولية ومتكاملة تراعي التوازن بين البعد الاجتماعي والمهاري والمعرفي.
- اعتماد مبدأ التنسيق والتكامل في اختيار المضامين
- اعتماد مبدأ التجديد المستمر للمناهج
- اعتبار المدرسة مجالا لترسيخ القيم.

2- الاختيارات والتوجهات في مجال القيم
- قيم العقيدة الإسلامية
- قيم المواطنة
- قيم الهوية
- قيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية
3- حاجات المتعلمين الخاصة:
-الثقة بالنفس – التفاعل مع المحيط
- التعلم الذاتي – المواطنة والديمقراطية
- الاستقلالية في التفكير – المسؤولية
- إعمال العقل – المبادرة والابتكار
4- مواصفات المتعلمين في نهاية الابتدائي
- مواصفات مرتبطة بالسلك الابتدائي:
يتم التركيز في هذا السلك على الجوانب التواصلية والإستراتيجية والمنهجية والثقافية والتكنولوجية
- مواصفات مرتبطة بالقيم: ذكرت أعلاه
- مواصفات مرابطة بمضامين وكفايات اللغة العربية
مراحل التدريس حسب التوجيهات الرسمية:
1- تخطيط أهداف الدرس
2- اختيار المحتويات وتنظيمها.
3- اختيار الطرق والوسائل.
4- تنظيم عمليات التقويم
5- إجراء الدعم والتقوية.
مؤشرات تعلم القراءة:
* التحويل: المرور من اللغة الشفهية إلى المكتوبة ومن الحروف إلى الكلمة إلى الجملة ثم إلى النص
* التذكر: الاحتفاظ وتذكر القواعد والمعاني…
مبادئ تصريف منهاج اللغة العربية:
1- مبدأ الوحدات
2- مبدأ التكامل: حيث ترتبط كافة مكونات الوحدة بمجال الوحدة وبمركز اهتمام واحد.
3- مبدأ التصريح التدريجي بالظواهر اللغوية.
4- مبدأ التدرج في تقديم التعلمات من التحسيس إلى التلمس، فالاكتساب ثم الترسيخ والتعمق.


تقنيات التعبير الشفهي
1- المناقشة الجماعية
2- التشخيص أو الحوار
3- الارتجال
4- المحاكاة أو تقمص الأدوار


أشكال وأنماط القراءة:
1- القراءة البصرية/ الصامتة: تقوم على المسح البصري وعلى القراءة الذهنية للنص، حيث يقوم التلميذ لوحده بتدبر معنى النص.
2- القراءة السماعية: تهدف إلى تعويد المتعلم على الاستماع والتقاط معاني النص عن طريق الإصغاء.
3- القراءة الجهرية: تهدف إلى تنمية المهارات التلفظية للمتعلم، وتعويده على القراءة السليمة والمتدبرة مع احترام العلامات ومخارج الأصوات…

الوحدة التعليمية: هي جزء من مادة تعليمية محددة الأهداف، تدرس لمدة محددة، وتهتم بمركز اهتمام واحد(مجال واحد).
- تتكون الوحدة من عدة عناصر: المكتسبات القبلية، الأهداف والكفايات، الأنشطة والممارسات، التمارين والأسئلة التقويمية، المواد والوسائل، الامتدادات والتقاطعات مع المواد الأخرى.
* يحقق التدريس بالوحدات عدة مزايا:
      + توفر الوقت الكافي للمتعلم من اجل الاكتساب.
      + تطوير استقلالية المتعلم
      + التعلم والتقويم الذاتي.

الأسس التي يستند إليها مبدأ الوحدة:
1- الأساس اللغوي: حيث إن الوحدة ليست مضمونا أو محتوى فقط، بل هي نسق لغوي متكون من شق شفوي وآخر كتابي.
2- الأساس النفسي: حيث يعمل مبدأ الوحدة على تجديد التعلم، وتشويق المتعلم إلى الوحدة الموالية، مما يدفع الملل والسام.
3- الأساس التربوي: حيث تتم معالجة كافة الوحدات التعليمية في ظروف واحدة.
4- الأساس الوظيفي: حيث تنطلق التعلمات من محيط وواقع المتعلم.
كفايات اللغة العربية:
1- الكفايات الإستراتيجية:
- معرفة الذات والتعبير عنها.
- التموقع في الزمان والمكان وبالنسبة للآخر.
2- الكفايات التواصلية:
- التوصل باللغة العربية نطقا وكتابة
- التمكن من مختلف أنواع الخطاب داخل المدرسة وخارجها.
3- الكفايات المنهجية:
- اكتساب منهجية للعمل داخل القسم وخارجه.
- اكتساب منهجية لتنظيم الذات، العمل والتكوين الشخصي الذاتي.
4- الكفايات الثقافية:
- تنمية الرصيد الثقافي للمتعلم، توسيع دائرة إحساساته وتصوراته، ترسيخ هويته والانفتاح على الثقافات الأخرى
5- الكفايات التكنولوجية: التفتح على العالم التكنولوجي وتمثل قيمه.
*** تحقيق هذه الكفايات لا يتم دفعة واحدة، بل يتم بالتدرج عبر السنوات المخصصة للسلك الابتدائي، بدءا من التحسيس فالتلمس، ثم الاكتساب فالترسيخ وأخيرا التعمق.
مراحل الإنشاء المستوى الثالث
1- التمهيد
2- الاكتساب
3- الإنتاج
أنواع النصوص القرائية:
1- النص الوظيفي: الغاية منه إغناء حصيلة المتعلم اللغوية والفكرية لما يتضمنه من مفردات أساليب وتراكيب وتحويلات…
2- النص المسترسل: عبارة عن نصوص نثرية طويلة أو قصص قصيرة ، ترتبط بالمجال المدروس، وتروج رصيدا يغني المكتسبات المعرفية للتلميذ، خاصة في الإنشاء، ومن أهدافها:
- إكساب المتعلم عادة القراءة الذاتية.
- غرس حب المطالعة خارج الفصل.
- توسيع الآفاق الفكرية وتنمية الرصيد اللغوي للمتعلم.
3- النص الشعري: يسعى إلى تنمية الذوق التعبيري الجمالي للمتعلم وتزويده بعبارات شعرية جميلة، كما يسعى إلى تدريبه على حسن أداء الشعر وجودة إلقائه، ثم إلى توسيع خيال المتعلم.
4- النص الوثيقي: هو نص إخباري في الغالب اقتطف من الواقع المعيش من خلال جريدة، مطبوع…ويهدف إلى تعويد المتعلم على البحث والاطلاع في الجرائد والمطويات والملصقات والإعلانات….
التعلمات
أنماط التعلم: حسب ج برونير
* التعلم بالممارسة او الفعل، مثل الرسم او السباحة والرياضة…
* التعلم التصويري او بالإيقونة: يقوم على استخدام الصورة في اكتساب المفاهيم.
* التعلم الرمزي: يقوم على التعلم بالكلمة المكتوبة او المنطوقة، وتعتبر اللغة اهم سند لهذا النوع من التعلم.
أنواع التعلم:
التعلم بالمحاولة والخطأ
التعلم بالاستبصار
التعلم بالتقليد او المحاكاة
التعلم بالاكتشاف
التعلم الاجتماعي
التعلم بالتكرار
      التعلم الشرطي
عوامل التعلم او شروطه
1-    النضج
2-    الاستعداد النفسي والجسمي
3-    الدافعية
4-    الخبرة والتدريب
     5- موضوع التعلم ووضعيته
العوامل المساعدة على جودة التعليم:
حسب عبد الكريم غريب هي:
1-    عوامل مرتبطة بالمتعلم
2-    عوامل مرتبطة بالأسرة
3-    عوامل مرتبطة بالمدرسة
     4- عوامل مرتبطة بالمحيط
وسائل التعلم التي تساعد على تفاعل المتعلم مع محيطه:
1-    الملاحظة جمع المعطيات
2-    الاستقصاء عن طريق المقابلة
3-    الأشخاص المصدر
      4- التجريب
أشكال الطرق التعليمية
1-    الطرق الإلقائية التقليدية
2-    الطرق الحديثة الحوارية
     3- أشكال المهام: مغلقة / مفتوحة
أنواع عوائق التعلم:
1-    عائق ابستمولوجي
2-    عائق ديداكتيكي: مصدره تعليمي أو تعاقدي
      3- عائق نفسي: نفسية الطفل ، نموه العقلي…
مقتضيات هندسة وتدبير التعلمات:
1-    تدبير فضاء القسم: تخصيص أركان داخل الحجرة (ركن القراءة، الفنون، الكتابة، الورشات، الوسائل التعليمية)
- تنويع وضعيات التعليم: مجموعات ثنائية
رباعية على شكل u، الاهتمام بالمعاقين..
- تنويع الفضاء: مكتبة عمومية ، دار الشباب مسرح، معاهد…
2-    تدبير الزمن أو الإيقاعات المدرسية
- برمجة التعلمات السنوية
- برمجة التعلمات الأسبوعية
- برمجة التعلمات اليومية
3- تدبير الكتاب المدرسي، واستعمال تكنولوجيا المعلوميات والاتصال.
4- تقنيات التنشيط
      5- تدبير الأقسام المشتركة
أساسيات سيكولوجية في الإيقاعات الزمنية
1- مراعاة مدى قدرة المتعلم على التركيز
2- مراعاة سن المتعلم
3- تنويع الأنشطة بما يديم الانتباه
4 توزيع الحصص تبعا لفترات التركيز واليقظة
5- مراعاة الظروف الواقعية:
الطبيعية الاجتماعية المناخية والاقتصادية
المرجعيات النظرية للمقاربة بالكفايات:
المرجعيات النظرية للمقاربة بالكفايات:
1-    علم النفس الفارقي
2-    نظرية الذكاءات المتعددة
3-    نظريات علوم التربية:
- النظرية البنائية او التفاعلية
- النظرية المعرفية
- النظرية السوسيو بنائية
- النظرية الجشطلتية…
النظرية السلوكية
- يعتبر باف لوف احد مؤسسيها، طورها كل من واطسن وسكينر. - - التعلم يحدث عن طريق المحاولة والخطأ والتكرار.
- التعلم نتيجة للعلاقات بين تجارب المتعلم والتغير في استجاباته.
- التعلم المقترن بالتعزيز تعلم ايجابي.
- التعلم المقترن بالعقاب  تعلم سلبي.
- قانون الاثر نتيجة للسلوك المتكرر او التجربة.
النظرية البنائية ( = نظرية التعلم بالموازنة)
- يعتبر بياجيه رائدها.
- الخطأ شرط أساسي للتعلم.
- التعلم يقترن بالتجربة وليس بالتلقين.
- يتم بناء المعرفة من خلال الاستيعاب والتلاؤم.
-  الوظيفة والرمزية.
- يتم التعلم بالوضعية المشكلة التي تؤدي إلى خلخلة توازن المتعلم، مما يستدعي تعبئة مواردها ودمجها لإيجاد الحل.
- الخطا شرط أساسي للتعلم.
سيرورة النمو العقلي عند بياجه:
1-    النشاط الحسي الحركي
2-    النشاط المحسوس
3-    النشاط ما قبل المفاهيمي
     4- النشاط الصوري
النظرية السوسيوبنائية( نظرية التعلم الاجتماعي)
- من روادها فيكوتسكي وكليرمون.
- يرتكز التعلم على وقوع صراع معرفي.
- تبنى المعارف اجتماعيا من طرف المتعلم ( تعلم ذاتي).
- يحدث التعلم من خلال التفاعل مع المحيط ( تعلم خارجي أو بالأقران)، عن طريق التقليد والمحاكاة.
-عندما يواجه المتعلم وضعية مشكلة،يقع تحت تأثيرين: داخلي يتمثل في ذاته، وخارجي يتمثل في جماعة القسم، وه ما يحتم عليه تعبئة موارده وتجنيدها لإيجاد الحل.
- يعتبر التصور التفاعلي الاجتماعي مناسبا لتنمية الكفايات الفردية.
- التعلم يحدث بالتفاعل بين ثلاث مكونات:
السلوك- ظروف الشخص، المحيط.
- عوامل التعلم الاجتماعي: الانتباه، الاحتفاظ في الذاكرة، الإنتاج، الدافعية.


النظرية الجشطلتية
- يعتبر ماكس فيرتهايمر مؤسسها
- طورها كوفكا وكوهلر.
- الكل لا يساوي مجموع الأجزاء ( المربع، الكلمة).ولذلك يجب الانطلاق من الكل رغم أننا نهدف التعامل مع الأجزاء.
- الجشطلت أساس نظري لتعلم القراءة.
- تعامل المتعلم مع الوضعية واستثمار السياق والسند والمعطيات قبل الحل.
- يقوم التعلم على الإدراك الذي يتأسس على استقبال المعلومات وإعادة تنظيمها، من خلال مرحلتين: استقبال المعلومة ثم تأويلها وفق المكتسبات القبلية.
 – التعلم القائم على الاستبصار يجنب الوقوع في الخطا.
النظرية المعرفية
- يعتبر كانيي رائدها، وكذا طارديف ونوفاك
- تعتبر أن للعقل البشري قدرة على معالجة المعلومات.
- تعطي أهمية خاصة لاستراتيجيات التعلم ( الوعي، الاحتفاظ، التخزين، التوظيف..)
- يقتضي انجاز مهمة محددة تعبئة الموارد المخزنة بالعقل وتجنيدها للوصول إلى الحل.
- إن وعي المتعلم بما اكتسبه يحفزه على مضاعفة الجهد لمزيد من التعلم.
- من بين البيداغوجيات التي تستقي أسسها من هذا التصور، نذكر بيداغوجيا حل المشكلات، الفارقية ثم المشروع…
النظرية المعرفية التكاملية:
ترتكز نظرية جيروم س برزنير في التعلم على تكوين الكفايات. ومن أهم عناصر نظريته:
1- صيرورة التعلم: فالنمو المعرفي يعتمد على تتابع المعلومات.
2- أنماط المعرفة:
  * التعلم من خلال الفعل
  * التعلم الايقوني
  * التعلم الرمزي
3 التعلم بالاكتشاف.

المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات:
المرجعيات البيداغوجية للمقاربة بالكفايات:
1-    بيداغوجيا حل المشكلات
2-    البيداغوجيا الفارقية
3-    بيداغوجيا الخطأ
4-    بيداغوجيا المشروع
     5- بيداغوجيا التعاقد…
أبعاد بيداغوجيا الخطا او التعامل الايجابي مع الخطا:
1-البعد الابستمولوجي: للتلميذ الحق في الخطا كما نخطئ نحن
2- البعد النفسي: اعتبار الخطا ترجمة للتمثلات
3- البعد البيداغوجي: إتاحة الفرصة للمتعلم لاكتشاف الخطا وتصحيحه ذاتيا.
مراحل الخطا:
1-    رصد الخطا
2-    تحليله للتعرف على مصدره
3-    إعداد خطة لتصحيحه
4-    تنفيذ الخطة
     5- التتبع والتقويم
مصادر الخطا:
1- مصدر نمائي: يخطئ المتعلم لأننا طالبناه بمجهود يتعدى قدراته النمائية والإدراكية
2- مصدر ابستمولوجي: حيث يكون المفهوم أو المعرفة المقدمة صعبين
3- مصدر تعاقدي: لان عدم التصريح بما هو منتظر من التلميذ قد يجره إلى الخطا
4- مصدر تعليمي: لان الطريقة المتبعة من طرف المدرس هي التي أوقعت المتعلم في الخطا
5- مصدره المدرس أي صادر عنه.
بيداغوجيا التمكن/ التحكم/ الإتقان:
إجراءات تعليمية وتقويمية وتصحيحية تهدف إلى جعل المتعلم متمكنا من الأهداف التعليمية المخصصة لفترة دراسية، من خلال تعليم يلبي حاجات المتعلمين ويراعي خصوصياتهم النفسية والاجتماعية.
تعريف البيداغوجيا الفارقية:
هي بيداغوجيا المسارات كما ترى هـ برزمسكي، إنها تتيح للمتعلمين التعلم وفق مساراتهم ، وتراعي الفوارق الفردية بينهم
خصائص البيداغوجيا الفارقية
1-    مفردنة أو تفريدية
2-    متنوعة
3-    تجددية
4-    تنشيطية
     5 - مرنة في  تدبير الزمن والمحتويات

مقتضيات الفارقية:
1-    فارقية المسارات:
2-    فارقية البنيات:
     3- فارقية المضامين
شروط تيسير الفارقية:
1-    العمل في فريق
2-    تدبير الوقت
3-    التشاور والإصغاء
     4- إخبار منتظم للشركاء
أشكال ممكنة لتفعيل  الفارقية:
1-    مجموعات حسب المستوى
2-    مجموعات حسب الحاجات
     3- مجموعات حسب الاهتمام
المبادئ التي تستند إليها بيداغوجيا التعاقد:
1-مبدأ حرية الاقتراح والتقبل والرفض
2-مبدأ التفاوض حول عناصر التعاقد
3- الانخراط المتبادل في النجاح التعاقد
طرق التنشيط:
1-    تقنية فيليبس 6*6
2-    الزوبعة الذهنية
3-    لعب الأدوار
4-    المناقشة الجماعية
5-    المحادثة أو البانييل
6-    الرسول
7-    تقنية 1-2-4-8-16
     8- الحوار
مقتضيات التنشيط:
1-    الإعداد القبلي
2-    التنظيم
3-    التوجيه
4-    التسيير
     5- التقويم والدعم
أصناف التنشيط:
1-    أنشطة الإخبار: تقديم حياة مؤلف، تشجيع تصفح الكتب…
2-    أنشطة اللعب، حكاية مسرح تقمص شخصيات…
3-    أنشطة تحمل المسؤولية
4-    أنشطة التعمق
ادوار المدرس في عملية التنشيط
1-    تدخل احتمالي: لاختيار النشاط التعليمي..
2-    تدخل ضرورة: لإقرار النظام أو عجز في العمل
3-    تدخل عرضي: إذا طلب منه ذلك
4-    تدخل كفاءة: لفائدة ترجى.
أنواع اللعب البيداغوجي:
1-    اللعب الرمزي: ينمي الجانب الرمزي الثقافي لدى التلميذ ويستثمر في الرياضيات
2-    اللعب التنافسي: ويستهدف تنمية روح المنافسة الايجابية، ويتم في إطار وضعية مشكلة.
3-    لعب الأدوار والمحاكاة
4-    اللعب التعاوني: ينمي روح التعاون
5-    اللعب المبرمج: ينمي الذكاء والمهارات التكنولوجية
سمات الشخصية التي ينميها اللعب:
1-    التربية على القيم النبيلة كالتسامح والتعاون والمنافسة الشريفة والنقد والاحترام والقبول بالآخر واحترام الوقت…
2-    تقوية الجانب التواصلي والعلاقات الشخصية
3-    تقوية الجانب التمثيلي وتوسيع الآفاق الشخصية والثقافية للمتعلم.
السوسيومترية:
يقصد بها استحضار مختلف الخصائص والعلاقات التي تربط التلاميذ قصد تكوين فرق أو مجموعات بغية تحقيق  تواصل ايجابي  وفعال.
دينامكية الجماعة
يعتبر كورت ليفين أول من استعمل المصطلح، الدينامية تعني الحركية، وتعني القوة المتولدة عن تضافر جهود وقوى أفراد الجماعة ترتبط بدينامكية الجماعة مصطلحات من قبيل: التضامن التكافل التعاون، التواصل التبادل والتفاعل…
طاغور:" إذا وصدتم بابكم أمام الخطا، فالحقيقة العلمية ستبقى خارجه"
باشلار:" الحقيقة العلمية خطا تم تصحيحه"
"الدرس الناجح هو الذي يبدأ بالتلميذ وينتهي به"
ادكار موران:" الخطا يكمن في عدم تقدير أهمية الخطا"
بستالوزي:" اعملوا على جعل الطفل يبحث عما يستطيع أن يكتشفه بواسطة قواه العقلية"
طرق استخراج التمثلات:
1-تقنية الجملة
2- تقنية الارقطيون: حيث تكتب التمثلات حول الموضوع وسط السبورة
3- تقنية الرسم.
الأسس التي يستند إليها مبدأ التعلم الذاتي:
1- الأسس الفلسفية النفسية:
- الانفجار المعرفي المتسارع.
- تعير أساليب الحياة بشكل مذهل.
- المدة الزمنية التي يقضيها المتعلم داخل الفصل لا تكفي لملاحقة التطورات المتسارعة.
2 - الأسس النفسية:
- اختلاف في الملكات العقلية والانفعالات.
- اختلاف مستوى الذكاء
- اختلاف في سرعة التعلم
- اختلاف في مستوى الدافعية
- """""""" مستوى النضج
-"""""""" السن
** أكدت أبحاث سانفورد من خلال تجربته على مجموعة ضابطة وأخرى تتعلم ذاتيا، تفوق هذه الأخيرة.
مجال توظيف تكنولوجيا الاعلام
1- مجال التدبير الإداري.
2- مجال التدريس(كوسائط تربوية)
3- كمادة دراسية
كيفية توظيف الوسائل الديداكتيكية
1- إعطاء التعليمات والتوجيهات قبل الاستعمال
2- التعرف على الوسائل
3- إخفاؤها وإظهارها عند الحاجة
4- جمعها، تنظيفا وصيانتها عند نهاية الحصة.
الوضعية التعليمية:
هي مجموع الظروف التي يوجد فيها الفرد، وتفرض عليه إقامة علاقات محددة ومضبوطة مع الجماعة التي يعيش ويتحرك فيها.
وتتحكم في الوضعية التعليمية ثلاث عناصر:
1- خصوصيات المتعلم النفسية والاجتماعية..
2- العامل الديداكتيكي من طرائق محتويات…
3- العامل التواصلي: دينامية الجماعة وتقنياتها السوسيومترية..
الوضعيات التعليمية في القراءة ستة:
ملاحظة الصورة وقراءتها  /  التواصل من اجل الفهم(القراءة الجهرية) / التواصل من اجل التحليل/ التواصل من اجل التركيب / التواصل من اجل الاستثمار / التواصل من اجل البحث والتعلم الذاتي.
الوضعية التعليمية:
هي الوضعية التي يوجد فيها المتعلم في علاقة مع المادة الدراسية والمدرس، ويتطلب منه ذلك تجنيد موارده للتأقلم مع المهمة الجديدة سواء أكانت تعلما أو تقويما أو إدماجا.
وضعية التعلم:
- هي وضعية للانطلاق(بداية الدرس)
- تسعى إلى إكساب المتعلم مجموعة من الموارد الجديدة
- بناء موارد جديدة على مشاجب قديمة.

وضعية تعلم الإدماج:
- تكون بعد وضعية التعلم ( س3 او الدعم)
- تسعى إلى تمكين المتعلم من استثمار موارده وتعبئتها  وتجنيدها لمعالجة وضعية مشكلة مركبة.
- انتقاء الموارد المكتسبة وحسن تنظيمها لحل المشكلة.
خصائصها:
- دالة، مرتبطة بمحتوى، قابلة للتقويم، مركبة ومعقدة وتستدعي تعبئة الموارد ودمجها.
وضعية تقويم الإدماج:
- تكون خلال أسابيع الدعم والدعم الخاص.
- مركبة ومعقدة تهدف الى قياس مدى تمكن المتعلم من توظيف موارده وحسن استعمالها.
تهدف الى تقويم الموارد المكتسبة.
- خصائصها:
الشمولية/ الثبات/ الصدق العلمي/ الموثوقية.

أنواع الوضعية المشكلة:
1-    الوضعية المشكلة التعليمية: بداية الدرس
2-    الوضعية المشكلة الإدماجية: تنجز بعد فترة تعلمات سابقة، بهدف إدماج هذه التعلمات
 الوضعية المشكلة التقويمية: نهاية التعلم، ترمي إلى التحقق من حصول التعلم.
الكفاية الأساس:
هي كفاية محددة على أساس الحد الأدنى المطلوب توفره في المتعلم ليستطيع مواصلة تعلماته في المستويات الموالية بنجاح.
- يتم الاقتصار على 2 أو 3 كفايات أساس خلال السنة في كل مادة. ويتم تقسيم الكفايات الأساس إلى كفايات ثانوية.
كل كفاية ثانوية تصاغ لها وضعيات تعتبر دعامات أساسية للتعلم. ويتم التركيز على التقويم التكويني لبناء الكفاية الثانوية.
الإدماج: هو تجميع الموارد المتفرقة ( مهارات معارف مواقف)ودمجها قصد مواجهة مهمة مركبة بنجاعة.
أهداف الإدماج:
- الاهتمام بما ينبغي أن يتقنه المتعلم في نهاية مستوى أو سلك دراسي لا بما يقدمه المدرس.
- يصبح التعلم ذا معنى، بحيث يتم تجاوز النظرة التلقينية التشحينية،وجعل المتعلم يتعلم كيف يدمج تعلماته لحل وضعية مشكلة مركبة مرتبطة بواقعه اليومي.
- الإشهاد على المكتسبات عن طريق حل وضعية دالة وواقعية تستدعي تعبئة الموارد ودمجها.
- تعمل مقاربة الإدماج على التقليل من الكفايات باختيار 2 أو 3 كفايات لكل مستوى
ادوار المدرس في ظل وضعية تواصلية هادفة إلى بناء الكفايات:
1- مفكر: يخطط الأنشطة انطلاقا من معرفته بالمنهاج ومكتسبات المتعلمين
2- صاحب قرار: يقرر كيف سيجعل التلميذ يتعلم ذاتيا.
3- محفز: من اجل تسهيل انخراط المتعلم ومواصلة التعلم.
4- نموذج يحتدى به.
5- وسيط: حيث يعمل على استقلالية المتعلم.
6- مدرب: حيث يضع التلميذ في وضعية مشكلة ويساعده على اكتساب المعارف وتثمينها ذاتيا.
مراحل درس ببيداغوجيا الإدماج:
1-    أنشطة التذكير بالمكتسبات
2-    أنشطة الاكتشاف والفهم
3-    أنشطة التدريب والماسسة
4-    أنشطة الإدماج الجزئي
5-    أنشطة التقويم والدعم
النشاط المندمج:
يقصد بالأنشطة المندمجة تلك الأنشطة التي تحمل المتعلم على استحضار مكتسبات سابقة ناتجة عن تعلمات منفصلة، وتوظيفها في بناء تعلمات جديدة ذات معنى.
- يمتاز النشاط المندمج بأربع خصائص:
1- فاعلية المتعلم
2- الدافعية
3- الوظيفية: يؤدي وظيفة تتمثل في تحقيق كفاية
4- الواقعية: مرتبط بواقع المتعلم.
الكفايات المنتظرة في المدرس:
1-    كفايات مرتبطة بالمواد الدراسية
2-    كفايات مرتبطة بتدبير القسم
3-    كفايات مرتبطة بوضعيات التعليم
4-    كفايات مرتبطة بالمسؤولية وأخلاقيات المهنة
تعريف الكفاية:
- حسب لوبوترف هي معرفة حسن التصرف
- حسب ف بيرنو هي قدرة الشخص على تفعيل موارده المعرفية والمهارية والوجدانية لمواجهة نوع من الوضعيات
- حسب روجيرس هي إمكانية التعبئة بكيفية مندمجة لمجموعة من الموارد بهدف حل فئة من الوضعيات
مكونات الأداء باعتباره كفاية:
1- العنصر المعرفي: العمليات المعرفية والقدرات العقلية الضرورية لأداء المهمة.
2- العنصر العملي المهاري: مجموعة الأعمال والحركات والمهارات الضرورية لأداء المهمة
3- العنصر الوجداني: الاتجاهات والقيم والميول والمبادئ والمواقف المرتبطة بالمهمة.
ملاحظة: الإنسان الذي تكونت لديه الكفاية هو القادر على بلورتها على شكل أداء.
الحياة المدرسية
وظيفة المدرسة أو المؤسسة التربوية
1-    وظيفة ترسيخ القيم والهوية
2-    وظيفة التعليم
3-    وظيفة التأهيل والتكوين
4-    وظيفة الاندماج الاجتماعي
أنشطة الحياة المدرسية:
1-    الأنشطة الصفية
2-    الأنشطة المندمجة:
* أنشطة التفتح
* أنشطة الدعم:
          الدعم التربوي البيداغوجي
          الدعم الاجتماعي المادي
          الدعم النفسي
3- أنشطة التوجيه التربوي
مفهوم سوسيولوجيا المدرسة:
علم يهتم بالمؤسسات التربوية كمنشات اجتماعية تعمل على الاندماج والتطبيع الاجتماعي للمتعلمين. إنها توجه التغير الاجتماعي كمغرب الاستقلال واليابان الجديد.
خصائص المدرسة:
1-    الدوام والاستمرارية
2-    الوظيفية: أي لها أهداف خاصة
3-    الرمزية: ويتجلى ذلك من خلال الأنشطة المقدمة كالحرية والمساواة والمواطنة…
نشر التعليم وربطه بالمحيط الاقتصادي:
1-    تعميم التعليم في مدرسة متعددة الأساليب
2-    التربية غير النظامية ومحو الأمية
ربط التعليم بالمحيط الاقتصادي
أسباب التغير الاجتماعي:
1-    أسباب تكنولوجية
2-    تغيرات إيديولوجية
3-    تغيرات بيئية: كالحرب والهجرة
مداخل تامين الزمن المدرسي وزمن التعلم:
1-    إرساء آليات الشفافية: نشر لوائح الموظفين، استعمالات الزمن، لوائح المتغيبين..
2-    آليات ضبط وتسجيل الغياب: تعبئة سجل المواظبة، زيارات المفتش، استثمار الغياب في تقارير…
3-    المعالجة البيداغوجية: تعويض الزمن الضائع، الاحتفاظ بالتلاميذ داخل المؤسسة…
4-    المعالجة الإدارية
التدابير البيداغوجية لجيل مدرسة النجاح:
1-    التدريس بالكفايات وفق الإدماج
2-    تعزيز العدة الديداكتيكية
3-    تعزيز دلائل مدرسة النجاح
4-    تكافؤ الفرص بين جميع الأطفال في سن التمدرس
5-    تدريس مادة التربية البدنية والرياضة بالابتدائي
6-    إرساء آليات التقويم المنظم للتعلمات
7-    توفير الصحة والأمن بالمؤسسات
8-    ترسيخ قيم حقوق الإنسان والمواطنة
9-    تنمية التعليم الأولي
خصائص الأنشطة المندمجة:
1-    فاعلية المتعلم والاستقلالية
2-    التنوع والمرونة
3-    التكامل والانسجام
4-    قابلية التطبيق
5-    الدافعية نحو التعلم الذاتي والنشط
6-    الفارقية
7-    الواقعية : مرتبط بواقع المتعلم
الدعامات الأساسية لجيل مدرسة النجاح:
1-    التدابير البيداغوجية
2-    الدعم المادي والاجتماعي
3-    تدابير التاطير والحكامة
4-    التعبئة والتواصل

مجالس المؤسسة
مجلس التدبير:
- اقتراح النظام الداخلي للمؤسسة
- دراسة برامج عمل مختلف المجالس
- دراسة البرنامج السنوي لأنشطة المؤسسة
- الصيانة وحفظ الممتلكات
- النظر في مشاريع الشراكة
- المصادقة على الميزانية
- دراسة حاجيات المؤسسة للموسم المقبل.
المجالس التعليمية:
- دراسة وضعية تدريس المادة الواحدة
- التنسيق عموديا وأفقيا بين مدرسي المواد
- تحديد حاجيات التكوين لفائدة المدرسين
- تتبع نتائج التحصيل
- تطوير وتجديد أساليب التدريس
- انجاز تقارير دورية حول المادة.
المجلس التربوي:
- الأنشطة الداعمة والموازية
- التنسيق بين المواد
- المساعدة الاجتماعية
- الأنشطة والمسابقات الثقافية
مجالس الأقسام
- تحليل نتائج التحصيل لتحديد وتنظيم عمليات الدعم والتقوية
- دراسة وتحليل طلبات التوجيه وإعادة التوجيه والبت فيها
الذكاء:
- هو القدرة على التكيف مع وضعيات جديدة
- هو القدرة على حل المشاكل وإنتاج أمور جديدة
أنواع الذكاء حسب ثورندايك
1-    الذكاء الميكانيكي: المهارات العملية واليدوية
2-    الذكاء المعنوي: استخدام الرموز والمعاني الجديدة
3-    الذكاء الاجتماعي: فهم الناس والتفاعل معهم
أنواع الذكاء حسب هوارد جاردنيير
1- الذكاء الفضائي
2- الذكاء الموسيقي
3- الذكاء المنطقي الرياضي
4- الذكاء الحركي
5- الذكاء الشخصي
6- الذكاء البينشخصي
7- الذكاء اللغوي
وقد أضاف احمد اوزي ذكاءين آخرين بالاستناد إلى دراسات جديدة لجاردنيير
8- الذكاء الوجودي
9- الذكاء الطبيعي
أنواع الديداكتيك: الديداكتيك هو فن التدريس

1- الديداكتيك العامة: تكون مبادؤها ونتائجها مطبقة على مجموعة من المواد الدراسية
2- الديداكتيك الخاصة: هي التي تهتم بتخطيط التعليم والتعلم  على مستوى مادة معينة.

التقويم والدعم
التقويم: هو قياس الفرق بين ما هو حاصل وبين ما يجب أن يكون، أي هو عملية إصدار حكم حول مردودية العملية التربوية في ضوء الأهداف المتوخاة منها،وذلك قصد الكشف عن الثغرات وتصحيحها.
القيم التي يرسخها التقويم:
1- العدل:النزاهة والموضوعية وتفادي الأحكام المسبقة
2- المساواة: تكافؤ الفرص وعدم التمييز.
3- الإنصاف: استحضار الفوارق الفردية، وجعل التقويم مناسبا لقدرات وحاجات المتعلمين.
أنواع التقويم:
1- التقويم التشخيصي:


2- التقويم التكويني:


3- التقويم الإجمالي:
وظائف التقويم
- وظيفة توقعية: (التقويم التنبؤي) ترتبط بتوقع النجاح المحتمل لاحقا.
- وظيفة تشخيصية: تشخيص الصعوبات المعيقة للتعلم.
- وظيفة تكوينية: تحديد الصعوبات المعيقة للتعلم خلال مراحل التعلم
- وظيفة جزائية: تكون في نهاية مرحلة دراسية، تعمل على تحديد درجة تحقق الأهداف المتوخاة.
- وظيفة الفحص والضبط والتواصل
أهمية التقويم والقيم التي يرسخها
التقويم يرسخ مجموعة من القيم الأخلاقية وقيم المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية وتتجلى في:
1-    العدل والنزاهة والموضوعية، والمصداقية والحد من الأحكام المسبقة
2-    المساواة: تكافؤ الفرص وعدم التمييز
3-    الإنصاف: استحضار الفروق الفردية
أدوات التقويم أو أنواع الأسئلة:
1- أسئلة مقالية، أسئلة مفتوحة يكون الجواب فيها على شكل مقال
2- أسئلة موضوعية: مثل
- أسئلة المطابقة
- أسئلة التصويب: صح/ خطا
- أسئلة الإكمال
- أسئلة ذات اختيار متعدد
- سؤال/ جواب
مراحل التقويم او إعداد أداة تقويمية
- ضبط مكونات الإطار المرجعي
- ضبط الأهداف النوعية لكل مكون
- جدول التخصيص
- صياغة الأسئلة مع مراعاة الصدق والشمولية والثبات والموثوقية
- كتابة الامتحان بخط مقروء
- دليل الإجابة/ سلم التنقيط/شبكة التفريغ
مكونات شبكات قياس التعلمات:
1- معايير الانجاز:
       - تلقي وفهم الخطاب
       - سلامة النطق
       - سلامة اللغة
       - تناغم الحركات
2- مؤشرات الانجاز:
3- درجات التحقق
نماذج من الأسئلة أو الاختبارات:
1- اختبار تكملة الفراغ
2- اختبار المزاوجة
3- اختبار الصواب والخطأ.
4- اختبار الاختيار من متعدد.
شروط بناء الاختبار:
1-    الموضوعية: فهم المتعلمين للأسئلة
2-    الصلاحية والصدق: القدرة على القياس
3-    الثبات: أي استقرار النتائج عند إعادة الاختبار
4-    الشمولية: تغطية الاختبار للكفايات المحددة في الإطار المرجعي للامتحان
5-    سهولة التطبيق: أي تدرج الأسئلة وكفاية المدة الزمنية
القدرة التمييزية: حيث إن الاختبار الذي يحصل فيه المتعلمون على نقاط متقاربة يعتبر غير مميز.
الدعم: هو مجموعة من الإجراءات التعليمية التي يمكن إتباعها داخل القسم أو خارجه قصد تذليل الصعوبات التي يعاني منها المتعلم، لتدارك النقص الحاصل في التعلمات.
ويمكن أن يكون الدعم استجابة وتدعيما لمواطن القوة والتفوق لدى المتعلم الذكي.
هناك عدة مفاهيم مرتبطة بالدعم منها:
- التقوية              - التعويض
- العلاج              - التثبيت
- الحصيلة           - الضبط


أنواع الدعم:
ا- حسب معيار الزمن:
1- الدعم الوقائي
2- الدعم التتبعي ( الفوري المستمر)
3- الدعم الدوري ( المرحلي، التعويضي)
ب- حسب مجال الشخصية المحتاجة للدعم:
1- الدعم النفسي
2- الدعم الاجتماعي
3- الدعم المعرفي والمنهجي
ج- معيار العدد:
1- دعم فردي
2- دعم جماعي:
       - المجموعات المتجانسة
       - المجموعات غير المتجانسة
د- معيار الجهة التي تقدم الدعم:
1- دعم داخلي ( مندمج، نظامي، مؤسساتي)
2- دعم خارجي.
أصناف الدعم
1- الدعم البيداغوجي
2- الدعم الاجتماعي
3- الدعم النفسي

طرائق تدريس النشاط العلمي:
1- المقاربة الاكتشافية المنظمة:
2- طريقة حل المشكلات أو الوضعية المسالة:
تتيح للمتعلم استخدام النهج العلمي من خلال البحث عن حلول للوضعية المشكلة
3- الطريقة الاستقرائية: يتم خلالها التوصل إلى تعميم نتيجة من خلال دراسة عدد كاف من الحالات المتشابهة.
4- طريقة الاكتشاف الموجه: تتيح للتلميذ فرصة التفكير الذاتي لاكتشاف الشيء المرغوب فيه من خلال البحث والتجريب.
5-المقاربة الاكتشافية المفتوحة:
6- المقاربة المفاهيمية:  توجيه الأنشطة التعليمية نحو المفاهيم العلمية الأساسية المهيكلة لمضامين الوحدات الدراسية، بحيث ترتبط  هذه المفاهيم بحياة ومحيط التلميذ مثل: الطاقة – المادة – الكائنات الحية والبيئة….
7- مقاربة المشروع البيداغوجي
المصدر
http://laghzal.maktoobblog.com/5653/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%A3%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D9%86%D9%8A/

******************
http://www.halawiyate.com/2013/03/blog-post_1873.html

http://www.tarrbia.com/2011/09/blog-post.html
3

كتاب حلية طالب العلم

0
المقدمة
الحمد لله، وبعد:
فأقيد معالم هذه الحلية المباركة عام 1408 هـ، والمسلمون – ولله الحمد – يعايشون يقظة علمية تتهلل لها سبحات الوجوه، ولا تزال تنشط متقدمة إلى الترقي والنضوج في أفئدة شباب الأمة، مدها ودمها المجدد لحياتها، إذ نرى الكتائب الشبابية تترى يتقلبون في أعطاف العلم مثقلين بحمله يعلون منه وينهلون، فلديهم من الطموح، والجامعية، والاطلاع المدهش والغوص على مكنونات المسائل، ما يفرح به المسلمون نصراً، فسبحان من يحيى ويميت قلوباً.
لكن، لا بد لهذه النواة المباركة من السقي والتعهد في مساراتها كافة، نشراً للضمانات التي تكف عنها العثار والتعصب في مثاني الطلب والعمل من تموجات فكرية، وعقدية، وسلوكية، وطائفية، وحزبية...
وقد جعلت طوع أيديهم رسالة في التعاليم تكشف المندسين بينهم خشية أن يردوهم، ويضيعوا عليهم أمرهم، ويبعثروا مسيرتهم في الطلب، فيستلوهم وهم لا يشعرون.
واليوم أخوك يشد عضدك، ويأخذ بيدك، فاجعل طوع بنانك رسالة تحمل " الصفة الكاشفة"  لحليتك، فها أنا ذا أجعل سن القلم على القرطاس، فاتل ما أرقم لك أنعم الله بك عينا :
لقد تواردت موجبات الشرع على أن التحلي بمحاسن الأدب، ومكارم الأخلاق، والهدى الحسن، والسمت الصالح: سمة أهل الإسلام، وأن العلم - وهو أثمن درة في تاج الشرع المطهر - لا يصل إليه إلا المتحلي بآدابه، المتخلي عن آفاته، ولهذا عناها العلماء بالبحث والتنبيه، وأفردوها بالتأليف، إما على وجه العموم لكافة العلوم، أو على وجه الخصوص، كآداب حملة القرآن الكريم، وآداب المحدث، وآداب المفتي، وآداب القاضي، وآداب المحتسب، وهكذا... 
والشأن هنا في الآداب العامة لمن يسلك طريق التعلم الشرعي.
وقد كان العلماء السابقون يلقنون الطلاب في حلق العلم آداب الطلب، وأدركت خبر آخر العقد في ذلك في بعض حلقات العلم في المسجد النبوي الشريف، إذ كان بعض المدرسين فيه، يدرس طلابه كتاب الزرنوجي (م سنة 593 هـ) رحمه الله تعالى، المسمى: " تعليم المتعلم طريق التعلم" .
فعسى أن يصل أهل العلم هذا الحبل الوثيق الهادي لأقوم طريق، فيدرج تدريس هذه المادة في فواتح دروس المساجد، وفي مواد الدراسة النظامية، وأرجو أن يكون هذا التقييد فاتحة خير في التنبيه على إحياء هذه المادة التي تهذب الطالب، وتسلك به الجادة في آداب الطلب وحمل العلم، وأدبه مع نفسه، ومع مدرسه، ودرسه، وزميله، وكتابه، وثمرة علمه، وهكذا في مراحل حياته.
فإليك حلية تحوي مجموعة آداب، نواقضها مجموعة آفات، فإذا فات أدب منها، اقترف المفرط آفة من آفاته، فمقل ومستكثر، وكما أن هذه الآداب درجات صاعدة إلى السنة فالوجوب، فنواقضها دركات هابطة إلى الكراهة فالتحريم.
ومنها ما يشمل عموم الخلق من كل مكلف، ومنها ما يختص به طالب العلم، ومنها ما يدرك بضرورة الشرع، ومنها ما يعرف بالطبع، ويدل عليه عموم الشرع، من الحمل على محاسن الآداب، ومكارم الأخلاق، ولم أعن الاستيفاء، لكن سياقتها تجرى على سبيل ضرب المثال، قاصداً الدلالة على المهمات، فإذا وافقت نفساً صالحة لها، تناولت هذا القليل فكثرته، وهذا المجمل ففصلته، ومن أخذ بها، انتفع ونفع، وهى بدورها مأخوذة من أأدب من بارك الله في علمهم، وصاروا أئمة يهتدى بهم، جمعنا الله بهم في جنته، آمين .

الفصل الأول
آداب الطالب في نفسه
1. العلم عبادة  : 
أصل الأصول في هذه "الحلية" بل ولكل أمر مطلوب علمك بأن العلم عبادة، قال بعض العلماء : ”العلم صلاة السر، وعبادة القلب”.
وعليه، فإن شرط العبادة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، لقوله: 
(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ) الآية.
وفي الحديث الفرد المشهور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما الأعمال بالنيات ) الحديث.
فإن فقد العلم إخلاص النية، انتقل من أفضل الطاعات إلى أحط المخالفات، ولا شئ يحطم العلم مثل: الرياء؛ رياء شرك، أو رياء إخلاص  ، ومثل التسميع؛ بأن يقول مسمعاً: علمت وحفظت...
وعليه؛ فالتزم التخلص من كل ما يشوب نيتك في صدق الطلب؛ كحب الظهور، والتفوق على الأقران، وجعله سلماً لأغراض وأعراض، من جاه، أو مال، أو تعظيم، أو سمعة، أو طلب محمدة، أو صرف وجوه الناس إليك، فإن هذه وأمثالها إذا شابت النية، أفسدتها، وذهبت بركة العلم، ولهذا يتعين عليك أن تحمى نيتك من شوب الإرادة لغير الله تعالى، بل وتحمى الحمى.
وللعلماء في هذا أقوال ومواقف بينت طرفاً منها في المبحث الأول من كتاب ”التعالم”، ويزاد عليه نهى العلماء عن ”الطبوليات”، وهى المسائل التي يراد بها الشهرة.
وقد قيل:”زلة العالم مضروب لها الطبل” .
وعن سفيان رحمه الله تعالى أنه قال: 
“كنت أوتيت فهم القرآن، فلما قبلت الصرة، سلبته” .
فاستمسك رحمك الله تعالى بالعروة الوثقى العاصمة من هذه الشوائب؛ بأن تكون – مع بذل الجهد في الإخلاص - شديد الخوف من نواقضه، عظيم الافتقار والالتجاء إليه سبحانه.
ويؤثر عن سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله تعالى قوله: "ما عالجت شيئاً أشد على من نيتي”.
وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده ”يا أبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعظهم غيرك لا يبكون؟ فقال: يا بنى ! ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة .
وفقك الله لرشدك آمين.
الخصلة الجامعة لخيري الدنيا والآخرة ومحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتحقيقها بتمحض المتابعة وقفوا الأسر للمعصوم.
قال الله تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
وبالجملة؛ فهذا أصل هذه ”الحلية”، ويقعان منها موقع التاج من الحلة.
فيا أيها الطلاب! هاأنتم هؤلاء تربعتم للدرس، وتعلقتم بأنفس علق (طلب العلم)، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في السر والعلانية، فهي العدة، وهى مهبط الفضائل، ومتنزل المحامد، وهى مبعث القوة، ومعراج السمو، والرابط الوثيق على القلوب عن الفتن، فلا تفرطوا.
كن على جادة السلف الصالح:
كن سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها، متميزاً بالتزام آثار رسول الله  وتوظيف السنن على نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد عن الشرع.
قال الذهبي رحمه الله تعالى :
“وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض في ذلك، بل كان سلفياً” ا هـ.
وهؤلاء هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله ، وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
“وأهل السنة: نقاوة المسلمين، وهم خير الناس للناس” اهـ.
فالزم السبيل (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).



ملازمة خشية الله تعالى:
التحلي بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك وعلمك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح.
وملاك ذلك خشية الله تعالى، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:
“أصل العلم خشية الله تعالى”. فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله.
وأسند الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء تسعة، فقال : أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن أكينة ابن عبد الله التميمي من حفظه؛ قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبى يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: 
“هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل” ا هـ.
وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
دوام المراقبة:
التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.
فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه.
خفض الجناح ونبذ الخيلاء والكبرياء:
تحل بآداب النفس، من العفاف، والحلم، والصبر، والتواضع للحق، وسكون الطائر، من الوقار والرزانة، وخفض الجناح، متحملاً ذل التعلم لعزة العلم، ذليلا للحق.
وعليه، فاحذر نواقض هذه الآداب، فإنها مع الإثم تقيم على نفسك شاهداً على أن في العقل علة، وعلى حرمان من العلم والعمل به، فإياك والخيلاء، فإنه نفاق وكبرياء، وقد بلغ من شدة التوقي منه عند السلف مبلغاً.
ومن دقيقه ما أسنده الذهبي في ترجمة عمرو بن الأسود العنسي المُتوفى في خلافة عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى: أنه كان إذا خرج من المسجد قبض بيمينه على شماله، فسئل عن ذلك؟ فقال: مخافة أن تنافق يدي.
قلت: يمسكها خوفاً من أن يخطر بيده في مشيته، فإن ذلك من الخيلاء  اهـ.
وهذا العارض عرض للعنسي رحمه الله تعالى.
واحذر داء الجبابرة:
 (الكبر)، فإن الكبر والحرص والحسد أول ذنب عصى لله به ، فتطاولك على معلمك كبرياء، واستنكافك عمن يفيدك ممن هو دونك كبرياء، وتقصيرك عن العمل بالعلم حمأة كبر، وعنوان حرمان.
العلم حرب للفتى المعالي كالسيل حرب للمكان العالي
فالزم – رحمك الله – اللصوق إلى الأرض، والإزراء على نفسك، وهضمها، ومراغمتها عند الاستشراف لكبرياء أو غطرسة أو حب ظهور أو عجب.. ونحو ذلك من آفات العلم القاتلة له، المذهبة لهيبته، المطفئة لنوره، وكلما ازددت علماً أو رفعة في ولاية، فالزم ذلك، تحرز سعادة عظمى، ومقاماً يغبطك عليه الناس.
وعن عبد الله ابن الإمام الحجة الراوية في الكتب السنة بكر بن عبد الله المزني رحمهما الله تعالى، قال:
“سمعت إنساناً يحدث عن أبي، أنه كان واقفاً بعرفة، فرق، فقال: لولا أني فيهم، لقلت: قد غفر لهم”.
خرجه الذهبي  ، ثم قال:
“قلت: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها”ا هـ.
القناعة والزهادة:
التحلي بالقناعة والزهادة، وحقيقة الزهد (2):”الزهد بالحرام، والابتعاد عن حماه، بالكف عن المشتهات وعن التطلع إلى ما في أيدي الناس”.
ويؤثر عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى(3):
“لو أوصى إنسان لأعقل الناس، صرف إلى الزهاد”.
وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له: ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال: 
“قد صنفت كتاباً في البيوع”(4).
يعنى:”الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف” ا هـ.
وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون.
وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في 17/12/1393هـ رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله:
“لقد جئت من البلاد – شنقيط – ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة)، ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية”.
فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين.
التحلي برونق العلم:
التحلي بـ (رونق العلم) حسن السمت، والهدى الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.
وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال: 
“كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم”.
وعن رجاء بن حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل:
“حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان”. 
رواهما الخطيب في ”الجامع”، وقال  :
“يجب على طالب الحديث أن يتجنب:  اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفة، والذي لا يخرج عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصلة وفاحشة وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم، وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة” اهـ.
وقد قيل:”من أكثر من شيء، عرف به”.
فتجنب هاتيك السقطات في مجالستك ومحادثتك.
وبعض من يجهل يظن أن التبسط في هذا أريحية.
وعن الأحنف بن قيس قال:
“جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام، إني أبغض الرجل يكون وصافاً لفرجه وبطنه”. 
وفي كتاب المحدث الملهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في القضاء: 
“ومن تزين بما ليس فيه، شانه الله”.
وانظر شرحه لابن القيم رحمه الله تعالى .
تحل بالمروءة :
التحلي بـ (المروءة)، وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية، والحمية في غير جاهلية.  وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب.
التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.
هجر الترفه: 
لا تسترسل في (التنعم والرفاهية)، فإن ”البذاذة من الإيمان” ، وخذ بوصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:
“وإياكم والتنعم وزي العجم، وتمعددوا، واخشوشنوا 000” .
وعليه، فازور عن زيف الحضارة، فإنه يؤنث الطباع، ويرخى الأعصاب، ويقيدك بخيط الأوهام، ويصل المجدون لغاياتهم وأنت لم تبرح مكانك، مشغول بالتأنق في ملبسك، وإن كان منها شيات ليست محرمة ولا مكروهة، لكن ليست سمتاً صالحاً، والحلية في الظاهر كاللباس عنوان على انتماء الشخص، بل تحديد له، وهل اللباس إلا وسيلة التعبير عن الذات؟! 
فكن حذراً في لباسك، لأنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين، والذوق، ولهذا قيل: الحلية في الظاهر تدل على ميل في الباطن، والناس يصنفونك من لباسك، بل إن كيفية اللبس تعطي للناظر تصنيف اللابس من: 
الرصانة والتعقل.
أو التمشيخ والرهبنة.
أو التصابي وحب الظهور.
فخذ مم اللباس ما يزينك ولا يشينك، ولا يجعل فيك مقالا لقائل، ولا لمزا للامز، وإذا تلاقى ملبسك وكيفية لبسك بما يلتقي مع شرف ما تحمله من العلم الشرعي، كان أدعى لتعظيمك والانتفاع بعلمك، بل بحسن نيتك يكون قربة، إنه وسيلة إلى هداية الخلق للحق.
وفي المأثور عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه :
“أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب”.
أي: ليعظم في نفوس الناس، فيعظم في نفوسهم ما لديه من الحق.
والناس -  كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – كأسراب القطا، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض .
فإياك ثم إياك من لباس التصابي، أما اللباس الإفرنجي، فغير خاف عليك حكمه، وليس معنى هذا أن تأتى بلباس مشوه، لكنه الاقتصاد في اللباس برسم الشرع، تحفه بالسمت الصالح والهدي الحسن.
وتطلب دلائل ذلك في كتب السنة الرقاق، لا سيما في ”الجامع” للخطيب .
ولا تستنكر هذه الإشارة، فما زال أهل العلم ينبهون على هذا في كتب الرقاق والآداب واللباس ، والله أعلم.
الإعراض عن مجالس اللغو:
لا تطأ بساط من يغشون في ناديهم المنكر، ويهتكون أستار الأدب، متغابياً عن ذلك، فإن فعلت ذلك، فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة.
الإعراض عن الهيشات:
التصون من اللغط والهيشات، فإن الغلط تحت اللغط، وهذا ينافي أدب الطلب.
ومن لطيف ما يستحضر هنا ما ذكره صاحب ”الوسيط في أدباء شنقيط” وعنه في ”معجم المعاجم”: 
“أنه وقع نزاع بين قبيلتين، فسعت بينهما قبيلة أخرى في الصلح، فتراضوا بحكم الشرع، وحكموا عالماً، فاستظهر قتل أربعة من قبيلة بأربعة قتلوا من القبيلة الأخرى، فقال الشيخ باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه. فقال القاضي: إن هذا لا يوجد في كتاب. فقال: بل لم يخل منه كتاب. فقال القاضي: هذا ”القاموس” يعنى أنه يدخل في عموم كتاب – فتناول صاحب الترجمة ”القاموس” وأول ما وقع نظره عليه: ”والهيشة: الفتنة، وأم حبين ، وليس في الهيشات قود”، أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله، فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف الحرج”أ هـ ملخصاً.
التحلي بالرفق:
التزم الرفق في القول، مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.
وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة.
التأمل:
التحلي بالتأمل، فإن من تأمل أدرك، وقيل:”تأمل تدرك”.
وعليه، فتأمل عند التكلم: بماذا تتكلم؟ وما هي عائدته؟ وتحرز في العبارة والأداء دون تعنت أو تحذلق، وتأمل عند المذاكرة كيف تختار القالب المناسب للمعنى المراد، وتأمل عند سؤال السائل كيف تتفهم السؤال على وجهه حتى لا يحتمل وجهين؟ وهكذا.
الثبات والتثبت:
تحل بالثبات والتثبت، لا سيما في الملمات والمهمات، ومنه: الصبر والثبات في التلقي، وطي الساعات في الطلب على الأشياخ، فإن ”من ثبت نبت”.

الفصل الثاني
كيفية الطلب والتلقي
كيفية الطلب ومراتبه:
“من لم يتقن الأصول، حرم الوصول” ، و ”من رام العلم جملة، ذهب عنه جملة” ، وقيل أيضاً:”ازدحام العلم في السمع مضلة الفهم” .
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه، بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج.
قال الله تعالى:
(وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلاً).
وقال تعالى:
(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً).
وقال تعالى:
(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته).
فأمامك أمور لابد من مراعاتها في كل فن تطلبه:
1- حفظ مختصر فيه.
2- ضبطه على شيخ متقن.
3- عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
4- لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
5- اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
6- جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة.
وكان من رأي ابن العربي المالكي  أن لا يخلط الطالب في التعليم بين علمين، وأن يقدم تعليم العربية والشعر والحساب، ثم ينتقل منه إلى القرآن.
لكن تعقبه بن خلدون بأن العوائد لا تساعد على هذا، وأن المقدم هو دراسة القرآن الكريم وحفظه؛ لأن الولد ما دام في الحجر؛ ينقاد للحكم، فإذا تجاوز البلوغ؛ صعب جبره.
أما الخلط في التعليم بين علمين فأكثر؛ فهذا يختلف باختلاف المتعلمين في الفهم والنشاط.
وكان من أهل العلم من يدرس الفقه الحنبلي في ”زاد المستنقع” للمبتدئين، و ”المقنع” لمن بعدهم للخلاف المذهبي، ثم ”المغني” للخلاف العالي، ولا يسمح بالطبقة الأولى أن تجلس في درس الثانية… وهكذا؛ دفعاً للتشويش.
واعلم أن ذكر المختصرات والمطولات التي يؤسس عليه الطلب والتلقي لدى المشايخ تختلف غالباً من قطر إلى قطر باختلاف المذاهب، وما نشأ عليه علماء ذلك القطر من إتقان هذا المختصر والتمرس فيه دون غيره.
والحال هنا تختلف من طالب إلى آخر باختلاف القرائح والفهوم، وقوة الاستعداد وضعفه، ويروده الذهن وتقوده.
وقد كان الطلب في قطرنا بعد مرحلة الكتاتيب والأخذ بحفظ القرآن الكريم يمر بمراحل ثلاث لدى المشايخ في دروس المساجد: للمبتدئين، ثم المتوسطين، ثم المتمكنين: 
ففي التوحيد: ”ثلاثة الأصول وأدلتها"، و ”القواعد الأربع"، ثم ”كشف الشبهات"، ثم ”كتاب التوحيد"؛ أربعتها للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، هذا في توحيد العبادة.
وفي توحيد الأسماء والصفات: ”العقيدة الواسطيه"، ثم ”الحموية"، و ”التدمرية"؛ ثلاثتها لشيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى، فـ "الطحاوية” مع ”شرحها".
وفي النحو: ”الأجرومية"، ثم ”ملحة الإعراب” للحريري، ثم "قطر الندى” لابن هشام، وألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل.
وفي الحديث: ”الأربعين” للنووي، ثم ”عمدة الأحكام” للمقديسي، ثم ”بلوغ المرام” لابن حجر، و ”المنتقى” للمجد بن تيمية؛ رحمهم الله تعالى، فالدخول في قراءة الأمات السنت وغيرها.
وفي المصطلح: ”نخبة الفكر” لابن حجر، ثم ”ألفية العراقي” رحمه الله تعالى.
وفي الفقه مثلاً: ”آداب المشي إلى الصلاة” للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم ”زاد المستنقع” للحجاوي رحمه الله تعالى، أو ”عمدة الفقه"، ثم "المقنع” للخلاف المذهبي، و ”المغنى” للخلاف العالي؛ ثلاثتها لابن قدامه رحمه الله تعالى.
وفي أصول الفقه: ”الورقات” للجويني رحمه الله تعالى، ثم ”روضة الناظر” لابن قدامه رحمه الله تعالى.
وفي الفرائض: ”الرحبية”، و ثم مع شروحها، و”الفوائد الجلية”.
وفي التفسير:”تفسير ابن كثير” رحمه الله تعالى.
وفي أصول التفسير:”المقدمة” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وفي السيرة النبوية:”مختصرها” للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصلها لابن هشام، وفيه ”زاد المعاد” لابن القيم رحمه الله تعالى.
وفي لسان العرب: العناية بأشعارها، وكـ”المعلقات السبع”، والقراءة في ”القاموس” للفيروز آبادي رحمه الله تعالى.
… وهكذا من مراحل الطلب في الفنون.
وكانوا مع ذلك يأخذون بجرد المطولات؛ مثل ”تاريخ بن جرير”، وابن كثير، وتفسيرهما، ويركزون على كتب شيخ الإسلام بن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، وكتب أئمة الدعوى وفتاواهم، لاسيما محرراتهم في الاعتقاد.
وهكذا كانت الأوقات عامرة في الطلب، ومجالس العلم، فبعد صلاة الفجر إلى ارتفاع الضحى، ثم تقول القيلولة قبيل صلاة الظهر، وفي أعقاب جميع الصلوات الخمس تعقد الدروس، وكانوا في أدب جم وتقدير بعزة نفس من الطرفين على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، ولذا أدركوا وصار منهم في عداد الأئمة في العلم جمع غفير، والحمد لله رب العالمين.
فهل من عودة إلى أصالة الطلب في دراسة المختصرات المعتمدة، لا على المذكرات، وفي حفظها لا الاعتماد على الفهم فحسب، حتى ضاع الطلاب فلا حفظ ولا فهم! وفي خلو التلقين من الزعل والشوائب والكدر، سير على منهاج السلف.
والله المستعان.
وقال الحافظ عثمان بن خرزاد (م سنة 282هـ) رحمه الله تعالى :
"يحتاج صاحب الحديث إلى خمس، فإن عدمت واحدة؛ فهي نقص، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه".
قلت: - أي الذهبي-:
“الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون: تقياً، ذكياً، نحوياً، لغوياً، زكياً، حيياً، سلفياً يكفيه أن يكتب بيديه مائتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مائة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات بنية خالصة، وتواضع، وإلا فلا يتعن” 1هـ.
تلقي العلم عن الأشياخ:
الأصل في الطلب أن يكون بطريق التلقين والتلقي عن الأساتيذ، والمثافنة للأشياخ، والأخذ من أفواه الرجال لا من الصحف وبطون الكتب، والأول من باب أخذ النسيب عن النسيب الناطق، وهو المعلم أما الثاني عن الكتاب، فهو جماد، فأنى له اتصال النسب؟
وقد قيل:”من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده" ؛ أي: من دخل في طلب العلم بلا شيخ؛ خرج منه بلا علم، إذ العلم صنعة، وكل صنعة تحتاج إلى صانع، فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق.
وهذا يكاد يكون محل إجماع كلمة من أهل العلم؛ إلا من شذ مثل: علي بن رضوان المصري الطبيب (م سنة 453هـ)، وقد رد عليه علماء عصره ومن بعدهم.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في ترجمته له :
"ولم يكن له شيخ، بل اشتغل بالأخذ عن الكتب، وصنف كتاباً في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وهذا غلط"1هـ.
وقد بسط الصفدي في ”الوافي” الرد عليه، وعند الزبيدي في ”شرح الإحياء” عن عدد من العلماء معللين له بعدة علل؛ منها ما قاله ابن بطلان في الرد عليه 
السادسة: يوجد في الكتاب أشياء تصد عن العلم، وهى معدومة عند المعلم، وهى التصحيف العارض من اشتباه الحروف مع عدم اللفظ، والغلط بزوغان البصر، وقلة الخبرة بالإعراب، أو فساد الموجود منه، وإصلاح الكتاب، وكتابة ما لا يقرأ، وقراءة ما لا يكتب، ومذهب صاحب الكتاب، وسقم النسخ، ورداءة النقل، وإدماج القارئ مواضع المقاطع، وخلط مبادئ التعليم، وذكر ألفاظ مصطلح عليه في تلك الصناعة، وألفاظ يونانية لم يخرجها الناقل من اللغة، كالنوروس، فهذه كلها معوقة عن العلم، وقد استراح المتعلم من تكلفها عند قراءته على المعلم،  وإذا كان الأمر على هذه الصورة، فالقراءة على العلماء أجدى وأفضل من قراءة الإنسان لنفسه، وهو ما أردنا بيانه 00 قال الصفدي: ولهذا قال العلماء: لا تأخذ العلم من صحفي ولا من مصحفي، يعنى: لا تقرأ القرآن على من قرأ من المصحف ولا الحديث وغيره على من أخذ ذلك من الصحف 000”ا هـ.
والدليل المادي القائم على بطلان نظرة ابن رضوان: أنك ترى آلاف التراجم والسير على اختلاف الأزمان ومر الأعصار وتنوع المعارف، مشحونة بتسمية الشيوخ والتلاميذ ومستقل من ذلك ومستكثر، وانظر شذرة من المكثرين عن الشيوخ حتى بلغ بعضهم الألوف كما في ”العزاب” من ”الإسفار” لراقمه.
وكان أبو حيان محمد يوسف الأندلسي (م سنة 745 هـ)  إذا ذكر عنده ابن مالك، يقول:”أين شيوخه ؟”.
“وقال الوليد :
كان الأوزاعي يقول: كان هذا العلم كريماً يتلاقاه الرجال بينهم، فلما دخل في الكتب، دخل فيه غير أهله.
وروى مثلها ابن المبارك عن الأوزاعي.
ولا ريب أن الأخذ من الصحف وبالإجازة يقع فيه خلل، ولا سيما في ذلك العصر، حيث لم يكن بعد نقط ولا شكل، فتتصحف الكلمة بما يحيل المعنى، ولا يقع مثل ذلك في الأخذ من أفواه الرجال، وكذلك التحديث من الحفظ يقع فيه الوهم، بخلاف الرواية من كتاب محرر” اهـ.
ولابن خلدون مبحث نفيس في هذا، كما في ”المقدمة”  له.
ولبعضهم:
من لم يشافه عالماً بأصوله فيقينه في المشكلات ظنون
وكان أبو حيان كثيراً ما ينشد:
                 يظن الغمر أن الكتب تهدى   أخاً فهم لإدراك العلـــوم
وما يدرى الجهول بأن فيها غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من ”توما الحكيم”

الفصل الثالث
أدب الطالب مع شيخه
رعاية حرمة الشيخ:
بما أن العلم لا يؤخذ ابتداء من الكتب بل لا بد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب، لتأمن من العثار والزلل، فعليك إذاً بالتحلي برعاية حرمته، فإن ذلك عنوان النجاح والفلاح والتحصيل والتوفيق، فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الآداب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه ومع الكتاب، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال، ولا سيما مع شهود الملأ، فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل.
ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه كقولك: يا شيخ فلان! بل قل: يا شيخى! أو يا شيخنا! فلا تسمه، فإنه أرفع في الأدب، ولا تخاطبه بتاء الخطاب، أو تناديه من بعد من غير اضطرار.
وانظر ما ذكره الله تعالى من الدلالة على الأدب مع معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم في قوله: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً 000) الآية.
وكما لا يليق أن تقول لوالدك ذي الأبوة الطينية: ”يا فلان” أو: ”يا والدي فلان” فلا يجمل بك مع شيخك.
والتزم توقير المجلس، وإظهار السرور من الدرس والإفادة به.
وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطأ سالماً؟ واحذر أن تمارس معه ما يضجره، ومنه ما يسميه المولدون: ”حرب الأعصاب” ، بمعنى: امتحان الشيخ على القدرة العلمية والتحمل.
وإذا بدا لك الانتقال إلى شيخ آخر، فاستأذنه بذلك؛ فإنه أدعى لحرمته، وأملك لقلبه في محبتك والعطف عليك 000
إلى آخر جملة من الأدب يعرفها بالطبع كل موفق مبارك وفاء لحق شيخك في ”أبوته الدينية”، أو ما تسميه بعض القوانين باسم ”الرضاع الأدبى :، وتسمية بعض العلماء له ”الأبوة الدينية” أليق، وتركه أنسب.
واعلم أنه بقدر رعاية حرمته يكون النجاح والفلاح، وبقدر الفوت يكون من علامات الإخفاق.

تنبيه مهم:
أعيذك بالله من صنيع الأعاجم، والطرقية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع، من لحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام، كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد.
وانظر ما يقوله العلامة السلفي الشيخ محمد البشير الإبراهيمي الجزائري (م سنة 1380 هـ) رحمه الله تعالى في ”البصائر"؛  فإنه فائق السياق .
 رأس مالك – أيها الطالب – من شيخك:
القدوة بصالح أخلاقه وكريم شمائله، أما التلقي والتلقين فهو ربح زائد، لكن لا يأخذك الاندفاع في محبة شيخك فتقع في الشناعة من حيث لا تدرى وكل من ينظر إليك يدري، فلا تقلده بصوت ونغمة، ولا مشية وحركة وهيئة، فإنه إنما صار شيخاً جليلاً بتلك، فلا تسقط أنت بالتبعية له في هذه.
 نشاط الشيخ في درسه:
يكون على قدر مدارك الطالب في استماعه، وجمع نفسه، وتفاعل أحاسيسه مع شيخه في درسه، ولهذا فاحذر أن تكون وسيلة قطع لعلمه، بالكسل، والفتور والاتكاء، وانصراف الذهن وفتوره.
قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى :
“حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مبتغيها، ولا تعرض إلا على الراغب فيها، فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع، فليسكت، فإن بعض الأدباء قال: نشاط القائل على قدر فهم المستمع”.
ثم ساق بسنده عن زيد بن وهب، قال:
“قال عبد الله: حدث القوم ما رمقوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم فترة، فانزع” ا هـ.
الكتابة عن الشيخ حال الدرس والمذاكرة:
وهى تختلف من شيخ إلى آخر، فافهم.
ولهذا أدب وشرط:
أما الأدب، فينبغي لك أن تعلم شيخك أنك ستكتب، أو كتبت ما سمعته مذاكرة.
وأما الشرط، فتشير إلى أنك كتبته من سماعه من درسه .
التلقي عن المبتدع:
احذر ”أبا الجهل” المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة، يحكم الهوى ويسميه العقل، ويعدل عن النص،وهل العقل إلا في النص؟! ويستمسك بالضعيف ويبعد عن الصحيح، ويقال لهم أيضاً: ”أهل الشبهات” ، و ”أهل الأهواء”، ولذا كان ابن المبارك  رحمه الله تعالى يسمى المبتدعة: ”الأصاغر”.
وقال الذهبي رحمه الله تعالى :
“إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث، وهات (العقل)، فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، إن جبنت منه فاهرب، وإلا، فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي، واخنقه” اهـ.
وقال أيضا رحمه الله تعالى :
“وقرأت بخط الشيخ الموفق قال: سمعنا درسه –أي ابن أبى عصرون – مع أخي أبى عمر وانقطعنا، فسمعت أخي يقول: دخلت عليه بعد، فقال: لم انقطعتم عنى ؟ قلت: إن أناساً يقولون: إنك أشعري، فقال: والله ما أنا أشعري. هذا معنى الحكاية” اهـ.
وعن مالك رحمه الله تعالى قال :
“لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به”.
فيا أيها الطلب! إذا كنت في السعة والاختيار؛  فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجي، أو مرجئ، أو قدري، أو قبوري، 000 وهكذا، فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال – صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، صحيح النظر، تقفو الأثر – إلا بهجر المبتدعة وبدعهم.
وكتب السير والاعتصام بالسنة حافلة بإجهاز أهل السنة على البدعة، ومنابذة المبتدعة، والابتعاد عنهم، كما يبتعد السليم عن الأجرب المريض، ولهم قصص وواقعيات يطول شرحها ، لكن يطيب لي الإشارة إلى رؤوس المقيدات فيها:
فقد كان السلف رحمهم الله تعالى يحتسبون الاستخفاف بهم، وتحقيرهم ورفض المبتدع وبدعته،ويحذرون من مخالطتهم، ومشاورتهم، ومؤاكلتهم، فلا تتوارى نار سني ومبتدع.
وكان من السلف من لا يصلى على جنازة مبتدع، فينصرف وقد شوهد من العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم (م سنة 1389 هـ) رحمه الله تعالى، انصرافه عن الصلاة على مبتدع.
وكان من السلف من ينهى عن الصلاة خلفهم، وينهى عن حكاية بدعهم، لأن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة.
وكان سهل بن عبد الله التستري لا يرى إباحة الأكل من الميتة.. للمبتدع عند الاضطرار، لأنه باغ، لقول الله تعالى: (فمن اضطر غير باغ 00) الآية، فهو باغ ببدعته .
وكانوا يطردونهم من مجالسهم، كما في قصة الإمام مالك رحمه الله تعالى مع من سأله عن كيفية الاستواء، وفيه بعد جوابه المشهور:”أظنك صاحب بدعة”، وأمر به، فأخرج.
وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم، حذراً من شرهم، وتحجيما لانتشار بدعهم، وكسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع، ولأن في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ والعامي – والعامي: مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً.
ونرى في كتب المصطلح، وآداب الطلب، وأحكام الجرح والتعديل: الأخبار في هذا  .
فيا أيها الطالب ! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول – وهو: (عسل) مقلوب – وهطول الدمعة، وحسن البزة،والإغراء الخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.
أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تسل.
وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافياً، وإلا، فليبك على الدين من كان باكياً.
وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه، مع الاستعاذة من شره، باليقظة من دسائسه على حد قولهم:”اجن الثمار وألق الخشبة في النار”، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره وتتقى شره وتكشف ستره.
ومن النتف الطريفة أن أبا عبد الرحمن المقرئ حدث عن مرجئ، فقيل له: لم تحدث عن مرجئ ؟ فقال:”أبيعكم اللحم بالعظام” .
فالمقرئ رحمه الله تعالى حدث بلا غرر ولا جهالة إذ بين فقال:”وكان مرجئاً”.
وما سطرته لك هنا هو من قواعد معتقدك، عقيدة أهل السنة والجماعة، ومنه ما في ”العقيدة السلفية” لشيخ الإسلام أبى عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني (م سنة 449 هـ)، قال رحمه الله تعالى :
ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم، ولا يجادلونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالأذان وقرت في القلوب، ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت وفيه أنزل الله عز وجل قوله:”وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره” أ هـ. 
وعن سليمان بن يسار أن رجلا يقال له: صبيغ، قدم المدينة، فجعل يسأل عن متشابه القرآن؟ فأرسل إليه عمر رضى الله عنه وقد أعد له عراجين النخل، فقال: من أنت؟ قال أنا عبد الله صبيغ، فأخذ عرجوناً من تلك العراجين، فضربه حتى دمى رأسه، ثم تركه حتى برأ ثم عاد ثم تركه حتى برأ، فدعي به ليعود، فقال: إن كنت تريد قتلى فاقتلني قتلاً جميلاً فأذن له إلى أرضه، وكتب إلى أبى موسى الأشعري باليمن: لا يجالسه أحد من المسلمين. [رواه الدارمي]. 
وقيل: كان متهماً برأي الخوارج. 
والنووي رحمه الله تعالى قال في كتاب ”الأذكار”: 
“باب: التبري من أهل البدع والمعاصي”. 
وذكر حديث أبى موسى رضى الله عنه:”أن رسول الله صلي الله عليه وسلم برئ من الصالقة، والحالقة، والشاقة”. متفق عليه. 
وعن ابن عمر براءته من القدرية. رواه مسلم . 
والأمر في هجر المبتدع ينبني على مراعاة المصالح وتكثيرها ودفع المفاسد وتقليلها، وعلى هذا تتنزل المشروعية من عدمها، كما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع .
والمبتدعة إنما يكثرون ويظهرون، إذا قل العلم، وفشا الجهل. وفيهم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: 
“فإن هذا الصنف يكثرون ويظهرون إذا كثرت الجاهلية وأهلها، ولم يكن هناك من أهل العلم بالنبوة والمتابعة لها من يظهر أنوارها الماحية لظلمة الضلال، ويكشف ما في خلافها من الإفك والشرك والمحال” أ هـ. 
فإذا اشتد ساعدك في العلم، فاقمع المبتدع وبدعته بلسان الحجة والبيان، والسلام. 
الفصل الرابع
أدب الزمالة
احذر قرين السوء: 
كما أن العرق دساس ، فإن ”أدب السوء دساس” ، إذ الطبيعة نقالm، والطباع سراقة، والناس كأسراب القطا مجبولون على تشبه بعضهم ببعض، فاحذر معاشرة من كان كذلك، فإنه العطب والدفع أسهل من الرفع”. 
وعليه، فتخير للزمالة والصداقة من يعينك على مطلبك، ويقربك إلى ربك ويوافقك على شريف غرضك ومقصدك وخذ تقسيم الصديق في أدق المعايير : 
1- صديق منفعة. 
2- صديق لذة. 
3- صديق فضيلة. 
فالأولان منقطعان بانقطاع موجبهما، المنفعة في الأول واللذة في الثاني. 
وأما الثالث فالتعويل عليه، وهو الذي باعث صداقته تبادل الاعتقاد في رسوخ الفضائل لدى كل منهما. 
وصديق الفضيلة هذا ”عمله صعبه” يعز الحصول عليها. 
ومن نفيس كلام هشام بن عبد الملك ”م سنة 125هـ”قوله : 
“ما بقى من لذات الدنيا شئ إلا أخ أرفع مؤونة التحفظ بيني وبينه” أ هـ. 
ومن لطيف ما يفيد بعضهم : 
“العزلة من غير عين العلم: زلة ومن غير زاي الزهد: علة”

الفصل الخامس
آداب الطالب في حياته العلمية
كبر الهمة في العلم: 
من سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة، مركز السالب والموجب في شخصك، الرقيب على جوارحك، كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيراً غير مجذوذ، لترقى إلى درجات الكمال، فيجرى في عروقك دم الشهامة والركض في ميدان العلم والعمل، فلا يراك الناس واقفاً إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطاً يديك إلا لمهمات الأمور. 
والتحلي بها يسلب منك سفاسف الآمال والأعمال، ويجتنب منك شجرة الذل والهوان والتملق والمداهنة، فكبير الهمة ثابت الجأش، لا ترهبه المواقف، وفاقدها جبان رعديد، تغلق فمه الفهاهة. 
ولا تغلط فتخلط بين كبر الهمة والكبر، فإن بينهما من الفرق كما بين السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع. 
كبر الهمة حلية ورثة الأنبياء، والكبر داء المرضى بعلة الجبابرة البؤساء. 
فيا طالب العلم ارسم لنفسك كبر الهمة، ولا تنفلت منه وقد أومأ الشرع إليها في فقهيات تلابس حياتك، لتكون دائماً على يقظة من اغتنامها، ومنها: إباحة التيمم للمكلف عند فقد الماء، وعدم إلزامه بقبول هبة ثمن الماء للوضوء، لما في ذلك من المنة التي تنال من الهمة منالاً، وعلى هذا فقس  ، والله أعلم. 
النهمة في الطلب: 
إذا علمت الكلمة المنسوبة إلى الخليفة الراشد علي بن أبى طالب رضى الله عنه: ”قيمة كل امرئ ما يحسنه” وقد قيل: ليس كلمة أحض على طلب العلم منها، فاحذر غلط القائل: ما ترك الأول للآخر وصوابه: كم ترك الأول للآخر!
فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وابذل الوسع في الطلب والتحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم، فتذكر:”كم ترك الأول للآخر”! 
وفي ترجمة أحمد بن عبد الجليل من ”تاريخ بغداد” للخطيب ذكر من قصيدة له: 
لا يكون السرى مثل الدنى لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي
قيمة المرء كلما أحسن المر ء قضاء من الإمام على
الرحلة للطلب: 
“من لم يكن رحلة لن يكون رحله” .
فمن لم يرحل في طلب العلم، للبحث عن الشيوخ، والسياحة في الأخذ عنهم، فيبعد تأهله ليرحل إليه، لأن هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم، وتعليمهم، والتلقي عنهم: لديهم من التحريرات، والضبط، والنكات العلمية، والتجارب، ما يعز الوقوف عليه أو على نظائره في بطون الأفار. 
واحذر القعود عن هذا على مسلك المتصوفة البطالين، الذين يفضلون ”علم الخرق” على ”علم الورق”. 
وقد قيل لبعضهم: ألا ترحل حتى تسمع من عبد الرزاق ؟ فقال ما يصنع بالسماع من عبد الرزاق من يسمع من الخلاق ؟! 
وقال آخر: 
إذا خاطبونى بعلم الورق        برزت عليهم بعلم الخرق
فاحذر هؤلاء، فإنهم لا للإسلام نصروا، ولا للكفر كسروا، بل فيهم من كان بأساً وبلاء على الإسلام. 
حفظ العلم كتابة :
ابذل الجهد في حفظ العلم (حفظ كتاب)، لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع، وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج، لا سيما في مسائل العلم التي تكون في غير مظانها، ومن أجل فوائده أنه عند كبر السن وضعف القوى يكون لديك مادة تستجر منها مادة تكتب فيها بلا عناء في البحث والتقصي. 
ولذا فاجعل لك (كناشا) أو (مذكرة) لتقييد الفوائد والفرائد والأبحاث المنثورة في غير مظانها، وإن استعملت غلاف الكتاب لتقييد ما فيه من ذلك، فحسن، ثم تنقل ما يجتمع لك بعد في مذكرة، مرتباً له على الموضوعات، مقيداً رأس المسألة، واسم الكتاب، ورقم الصفحة والمجلد، ثم اكتب على ما قيدته:”نقل”، حتى لا يختلط بما لم ينقل، كما تكتب:”بلغ صفحة كذا ”فيما وصلت إليه من قراءة الكتاب حتى لا يفوتك ما لم تبلغه قراءة. 
وللعلماء مؤلفات عدة في هذا، منها: ”بدائع الفوائد” لابن القيم، و ”خبايا الزاويا” للزركشى، ومنها: كتاب ”الإغفال” و ”بقايا الخبايا” وغيرها. 
وعليه فقيد العلم بالكتاب ، لا سيما بدائع الفوائد في غير مظانها، وخبايا الزوايا في غير مساقها، ودراً منثورة تراها وتسمعها تحشى فواتها …. وهكذا فإن الحفظ يضعف، والنسيان يعرض. 
قال الشعبي: ”إذا سمعت شيئاً، فاكتبه، ولو في الحائط”. 
رواه خيثمة. 
وإذا اجتمع لديك ما شاء الله أن يجتمع فرتبه في (تذكرة) أو (كناش) على الموضوعات، فإن يسعفك في أضيق الأوقات التي قد يعجز عن الإدراك فيها كبار الأثبات. 
حفظ الرعاية: 
ابذل الوسع في حفظ العلم (حفظ رعاية) بالعمل والاتباع، قال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : 
“ويجب على طالب الحديث أن يخلص نيته في طلبه، ويكون قصده وجه الله سبحانه. 
وليحذر أن يجعله سبيلاً إلى نيل الأعراض، وطريقاً إلى أخذ الأعواض، فقد جاء الوعيد لمن ابتغى ذلك بعلمه. 
وليتق المفاخرة والمباهاة به، وأن يكون قصده في طلب الحديث نيل الرئاسة واتخاذ الأتباع وعقد المجالس، فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه. 
وليجعل حفظه للحديث حفظ رعاية لا حفظ رواية، فإن رواة العلوم كثير، ورعاتها قليل، ورب حاضر كالغائب، وعالم كالجاهل، وحامل للحديث ليس معه منه شيء إذ كان في إطراحه لحكمه بمنزلة الذاهب عن معرفته وعلمه. 
وينبغي لطالب الحديث أن يتميز في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمكنه، وتوظيف السنن على نفسه، فإن الله تعالى يقول:”لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”. أ. هـ. 
تعاهد المحفوظات: 
تعاهد علمك من وقت إلى آخر، فان عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان. 
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 
“إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها، أمسكها، وإن أطلقها، ذهبت”. 
رواه الشيخان، ومالك في ”الموطأ”. 
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله : 
“وفي هذا الحديث دليل على أن من لم يتعاهد علمه، ذهب عنه أي من كان، لأن علمهم كان ذلك الوقت القرآن لا غير، وإذا كان القرآن الميسر للذكر يذهب إن لم يتعاهد، فما ظنك بغيره من العلوم المعهودة؟! 
وخير العلوم ما ضبط أصله، واستذكر فرعه، وقاد إلى الله تعالى، ودل على ما يرضاه” أ هـ. 
وقال بعضهم :  كل عز لم يؤكد بعلم، فإلى ذلك مصيره أ هـ. 
التفقه بتخريج الفروع على الأصول: 
من وراء الفقه: التفقه، ومعتمله هو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية. 
وفي حديث ابن مسعود رضى الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: 
"نضر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها، ووعاها، فأداها كما سمعها، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه”. 
قال ابن خير  رحمه الله تعالى في فقه الحديث:  
“وفيه بيان أن الفقه هو الاستنباط والاستدراك في معاني الكلام من طريق التفهم وفي ضمنه بيان وجوب التفقه، والبحث على معاني الحديث واستخراج المكنون من سره” أ هـ. 
وللشيخين، شيخ الإسلام ابن تيمية وتليمذه ابن قيم الجوزية رحمهما الله تعالى، في ذلك القدح المعلى، ومن نظر في كتب هذين الإمامين، سلك به النظر فيها إلى التفقه طريقاً مستقيماً. 
ومن مليح كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى قوله في مجلس للتفقه : 
“أما بعد، فقد كنا في مجلس التفقه في الدين والنظر في مدارك الأحكام المشروعة، تصويراً، وتقريراً وتأصيلا، وتفصيلاً، فوقع الكلام في …. فأقول لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا مبنى على أصل وفصلين...”
واعلم أرشدك الله أن بين يدي التفقه: (التفكر) ، فإن الله سبحانه وتعالى دعا عباده في غير آية من كتابه إلى التحرك بإحالة النظر العميق في (التفكر) في ملكوت السماوات والأرض وإلى أن يمعن المرء النظر في نفسه، وما حوله، فتحاً للقوى العقلية على مصراعيها، وحتى يصل إلى تقوية الإيمان وتعميق الأحكام، والانتصار العلمي: ”كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون”،”قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون". 
وعليه فإن ”التفقه” أبعد مدى من (التفكر) إذ هو حصيلته وإنتاجه، وإلا ”فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً”. 
لكن هذا التفقه محجوز بالرهان محجور عن التشهي والهوى: 
"ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير”. 
فيا أيها الطالب! تحل بالنظر والتفكر، والفقه والتفقه، لعلك أن تتجاوز من مرحلة الفقيه إلى فقيه النفس كما يقول الفقهاء، وهو الذي يعلق الأحكام بمداركها الشرعية، أو فقيه البدن كما في اصطلاح المحدثين . 
فأجل النظر عند الواردات بتخريج الفروع على الأصول، وتمام العناية بالقواعد والضوابط. 
وأجمع للنظر في فرع ما بين تتبعه وإفراغه في قالب الشريعة العام من قواعدها وأصولها المطردة، كقواعد المصالح، ودفع الضرر والمشقة، وجلب التيسير، وسد باب الحيل، وسد الذرائع. 
وهكذا هديت لرشدك أبداً فإن هذا يسعفك في مواطن المضايق وعليك بالتفقه كما أسلفت – في نصوص الشرع، والتبصر فيما يحف أحول التشريع، والتأمل في مقاصد الشريعة، فإن خلا فهمك من هذا أو نبا سمعك فإن وقتك ضائع وإن اسم الجهل عليك لواقع.
وهذه الخلة بالذات هي التي تعطيك التميز الدقيق والمعيار الصحيح لمدى التحصيل والقدرة على التخريج: فالفقيه هو من تعرض له النازلة لا نص فيها فيقتبس لها حكماً. 
والبلاغي ليس من يذكر لك أقسامها وتفريعاتها، لكنه من تسرى بصيرته البلاغية من كتاب الله، مثلا فيخرج من مكنون علومه وجوهها وإن كتب أو خطب ؛ نظم لك عقدها. 
وهكذا في العلوم كافة. 
اللجوء إلى الله تعالى في الطلب والتحصيل: 
لا تفزع إذا لم يفتح لك في علم من العلوم، فقد تعاصت بعض العلوم على بعض الأعلام المشاهير، ومنهم من صرح بذلك كما يعلم من تراجمهم ومنهم الأصمعي في علم العروض والرهاوي المحدث في الخط، وابن الصلاح في المنطق وأبو مسلم النحوي في علم التصريف، والسيوطي في الحساب، وأبو عبيدة، ومحمد بن عبد الباقي الأنصارى، وأبو الحسن القطيعي وأبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، وأبو حامد الغزالي، خمستهم لم يفتح لهم بالنحو. 
فيا أيها الطالب! ضاعف الرغبة، وأفزع إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والانكسار بين يديه. 
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كثيراً ما يقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله تعالى: 
اللهم يا معلم آدم وإبراهيم علمني ويا مفهم سليمان فهمني فيجد الفتح في ذلك .  
الأمانة العلمية: 
يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية، في الطلب، والتحمل والعمل والبلاغ، والأداء: 
“فإن   فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها في أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون، فمن تحدث في العلم بغير أمانة، فقد مس العلم بقرحة ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة. 
لا تخلو الطوائف المنتمية إلى العلوم من أشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأسنى فضيلة، أو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة وأمثال هؤلاء لا تجد الأمانة في نفوسهم مستقراً، فلا يتحرجون أن يرووا ما لم يسمعوا، أو يصفوا ما لم يعلموا، وهذا ما كان يدعو جهابذة أهل العلم إلى نقد الرجال، وتمييز من يسرف في القول ممن يصوغه على قدر ما يعلم، حتى أصبح طلاب العلم على بصيرة من قيمة ما يقرؤونه، فلا تخفي عليهم منزلته، من القطع بصدقة أو كذبة أو رجحان أحدهما على الآخر، أو منزلته من القطع بصدقة أو كذبة أو رجحان أحدهما على الأخر أو احتمالها على سواء”أ. هـ. 
الصدق  :  
صدق اللهجة: عنوان الوقار، وشرف النفس ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل، ورسول المودة مع الخلق وسعادة الجماعة، وصيانة الديانة، ولهذا كان فرض عين فيا خيبة من فرط فيه، ومن فعل فقد مس نفسه وعلمه بأذى. 
قال الأوزاعي رحمه الله تعالى: 
“تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم”. 
وقال وكيع رحمه الله تعالى: 
“هذه الصنعة لا يرتفع فيها إلا صادق” . 
فتعلم – رحمك الله – الصدق قبل أن تتعلم العلم، والصدق: إلقاء الكلام على وجه مطابق للواقع والاعتقاد، فالصدق من طريق واحد، أما نقيضه الكذب فضروب وألوان ومسالك وأودية، يجمعها ثلاثة : 
1- كذب المتملق: وهو ما يخالف الواقع والاعتقاد، كمن يتملق لمن يعرفه فاسقا أو مبتدعاً فيصفه بالاستقامة.  
2- وكذب المنافق: وهو ما يخالف الاعتقاد ويطابق الواقع كالمنافق ينطق بما يقوله أهل السنة والهداية. 
3- وكذب الغبي: بما يخالف الواقع ويطابق الاعتقاد كمن يعتقد صلاح صوفي مبتدع فيصفه بالولاية. فالزم الجادة (الصدق) فلا تضغط على عكد اللسان ولا تضم شفتيك، ولا تفتح فاك ناطقا إلا على حروف تعبر عن إحساسك الصادق في الباطن، كالحب والبغض، أو إحساسك في الظاهر، كالذي تدركه الحواس الخمس: السمع والبصر والشم والذوق واللمس. 
فالصادق لا يقول:”أحببتك” وهو مبغض ولا يقول: سمعت وهو لم يسمع، وهكذا 
واحذر أن تحوم حولك الظنون فتخونك العزيمة في صدق اللهجة فتسجل في قائمة الكذابين. 
وطريق الضمانة لهذا – إذا نازعتك نفسك بكلام غير صادق فيه:- أن تقهرها بذكر منزلة الصدق وشرفه، ورذيلة الكذب ودركه وأن الكاذب عن قريب ينكشف. 
واستعن بالله ولا تعجزن. 
ولا تفتح لنفس سابلة المعاريض في غيرها ما حصره الشرع. 
فيا طالب العلم! احذر أن تمرق من الصدق إلى المعاريض فالكذب، وأسوأ مرامي هذا المروق (الكذب في العلم) لداء منافسة الأقران، وكيران السمعة في الآفاق. 
ومن تطلع إلى سمعة فوق منزلته فليعلم أن في المرصاد رجالا يحملون بصائر نافذة وأقلاما ناقدة فيزنون السمعة بالأثر، فتتم تعريك عن ثلاثة معان: 
1- فقد الثقة من القلوب. 
2- ذهاب علمك وانحسار القبول. 
3- أن لا تصدق ولو صدقت. 
وبالجملة فمن يحترف زخرف القول، فهو أخو الساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى . والله أعلم 
جنة طالب العلم: 
جنة العالم (لا أدرى)، ويهتك حجابه الاستنكاف منها وقوله: يقال …. 
وعليه، فإن نصف العلم (لا أدرى)، فنصف الجهل (يقال) و (أظن) .  
المحافظة على رأس مالك (ساعات عمرك): 
الوقت الوقت للتحصيل، فكن حلف عمل لا حلف بطالة ويطر وحلس معمل لا حلس تله وسمر فالحفظ على الوقت بالجد والاجتهاد وملازمة الطلب ومثافنة الأشياخ، والاشتغال بالعلم قراءة وإقراء ومالعة وتدبراً وحفظا وبحثا، لا سيما في أوقات شرخ الشباب ومقتبل العمر، ومعدن العاقبة، فاغتنم هذه الفرصة الغالية، لتنال رتب العلم العالية، فإنها ”وقت جمع القلب، واجتماع الفكر”، لقلة الشواغل والصوارف عن التزامات الحياة والترؤس، ولخفة الظهر والعيال. 
ما للمعيل وللعوالي إنما     يسعى إليهم الفريد الفارد
وإياك وتأمير التسويف على نفسك، فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا، وبعد (التقاعد) من العمل هذا … وهكذا بل البذار قبل أن يصدق عليك قول أبى الطحان القيني: 
 حنتنى حانيات الدهر حـــتى كأنى خاتل أدنوا لصيد
قصير الخطر يحــسب من رآنى           ولسـت مقيداً أنى بقيد
وقال أسامة بن منقذ: 
مع الثمانين عاث الضعف في جسدي وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
         إذا كتبت فخطى خط مضطرب كخط مرتعش الكفين مرتعد
         فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما من بعد حمل القنا في لبة الأسد
           فقل لمن يتمنى طول مدته هذى عواقب طول العمر والمدد.
فإن أعملت البدار، فهذا شاهد منك على أنك تحمل ”كبر الهمة في العلم”. 
إجمام النفس: 
خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم من كتب المحاضرات (الثقافة العامة)، فإن القلوب يروح عنها ساعة فساعة. 
وفي المأثور عن أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله عنه أنه قال: ”أجموا هذه القلوب، وابتغوا لها طرائف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان” .  
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في حكمة النهى عن التطوع في مطلق الأوقات : 
“بل في النهى عنه بعض الأوقات مصالح أخر من إجمام النفوس بعض الأوقات، من ثقل العبادة، كما يجم بالنوم وغيره، ولهذا قال معاذ إني لأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي …” 
وقال :”بل قد قيل: إن من جملة حكمة النهى عن التطوع المطلق في بعض الأوقات: إجمام النفوس في وقت النهى لتنشط للصلاة، فإنها تنبسط إلى ما كانت ممنوعة منه، وتنشط للصلاة بعد الراحة. والله أعلم” أ هـ.  
ولهذا كانت العطل الأسبوعية للطلاب منتشرة منذ أمد بعيد، وكان الأغلب فيها، يوم الجمعة، وعصر الخميس، وعند بعضهم يوم الثلاثاء، ويوم الاثنين، وفي عيدي الفطر والأضحى من يوم إلى ثلاثة أيام وهكذا …. 
ونجد ذلك في كتب آداب التعليم، وفي السير، ومنه على سبيل المثال:”آداب المعلمين” لسحنون (ص104)، و”الرسالة المفصلة” للقابسى (ص135-137)، و”الشقائق النعمانية”ص20)، وعنه في ”أبجد العلوم”(1/195-196) وكتاب ”أليس الصبح بقريب” للطاهر ابن عاشور، وفتاوى رشيد رضا”        (1212)، و معجم البلدان”(3/102) و”فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية” (25/318-320،329). 

قراءة التصحيح والضبط: 
احرص على قراءة التصحيح والضبط على شيخ متقن، لتأمن من التحريف والتصحيف والغلط والوهم. 
وإذا استقرأت تراجم العلماء – وبخاصة الحفاظ منهم – تجد عدداً غير قليل ممن جرد المطولات في مجالس أو أيام قراءة ضبط على شيخ متقن. 
فهذا الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى قرأ ”صحيح البخاري” في عشرة مجالس، كل مجلس عشر ساعات و”صحيح مسلم” في أربعة مجالس في نحو يومين وشيء من بكرة النهار إلى الظهر، وانتهى ذلك في يوم عرفة، وكان يوم الجمعة سنة 813هـ وقرأ ”سنن ابن ماجة” في أربعة مجالس، ومعجم الطبراني الصغير” في مجلس واحد، بين صلاتي الظهر والعصر. 
وشيخه الفيروز آبادي قرأ في دمشق ”صحيح مسلم” على شيخه ابن جهبل قراءة ضبط في ثلاثة أيام. 
وللخطيب البغدادي والمؤتمن الساجي، وابن الأبار وغيرهم في ذلك عجائب وغرائب يطول ذكرها، وانظرها في: ”السير” للذهبي (18/277و 279، 19/310، 21/253)، و”طبقات الشافعية” للسبكي (4/30)، و الجواهر والدرر ”للسخاوي (1/103-105) و فتح المغيث”(2/46)، و”شذرات الذهب” (8/121، 206)، و”خلاصة الأثر” (1/72-73) و”فهرس الفهارس” للكتاني، و”تاتج العروس”(1/45-46). 
فلا تنس حظك من هذا. 
جرد المطولات: 
الجرد للمطولات من أهم المهمات، لتعدد المعارف وتوسيع المدارك واستخراج مكنونها من الفوائد والفرائد والخبرة من مظان الأبحاث والمسائل ن ومعرفة طرائق المصنفين في تأليفهم واصطلاحهم فيها. 
وقد كان السالفون يكتبون عند وقوفهم:”بلغ”، حتى لا يفوته شئ عند المعاودة، لا سيما مع طول الزمن. 
حسن السؤال: 
التزم أدب المباحثة من حسن السؤال، فالاستماع فصحة الفهم للجواب، وإياك إذا حصل الجواب أن تقول: لكن الشيخ فلان قال لي كذا، أو قال كذا، فإن هذا وهن في الأدب، وضرب لأهل العلم بعضهم ببعض، فاحذر هذا. 
وإن كنت لا بد فاعلاً، فكن واضحا في السؤال، وقل: ما رأيك في الفتوى بكذا، ولا تسم أحداً. 
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : 
“وقيل: إذا جلست إلى عالم، فسل تفقها لا تعنتاً” أ هـ. 
وقال أيضاً: 
“وللعلم ست مراتب: 
أولها: حسن السؤال. 
الثانية: حسن الإنصات والاستماع. 
الثالثة: حسن الفهم. 
الرابعة: الحفظ. 
الخامسة: التعليم. 
السادسة: وهى ثمرته، العمل به ومراعاة حدوده. أ هـ. 
ثم أخذ في بيانها ببحث مهم. 
المناظرة بلا مماراة : 
إياك والمماراة، فإنها نقمة، أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة، إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والرجح على المرجوح فهي مبنية على المناصحة، والحلم، ونشر العلم، أما المماراة في المحاورات والمناظرات، فإنها تحجج ورياء ولغط وكبرياء ومغالبة ومراء، واختيال وشحناء، ومجاراة للسفهاء فاحذرها واحذر فاعلها، تسلم من المآثم وهتك المحارم، وأعرض تسلم وتكبت المأثم والغرم. 
مذاكرة العلم: 
تمتع مع البصراء بالمذاكرة والمطارحة، فإنها في مواطن تفوق المطالعة وتشحد الذهن وتقوى الذاكرة، ملتزماً الإنصاف والملاطفة، مبتعداً عن الحيف والشغب والمجازفة. 
وكن على حذر، فإنها تكشف عوار من لا يصدق. 
فإن كانت مع قاصر في العلم، بارد الذهن، فهي داء ومنافرة وأما مذاكرتك مع نفسك في تقليبك لمسائل العلم ؛ فهذا ما لا يسوغ أن تنفك عنه. 
وقد قيل: إحياء العلم مذاكرته. 
طالب العلم يعيش بين الكتاب والسنة وعلومها: 
فهما له كالجناحين للطائر، فاحذر أن تكون مهيض الجناح. 


استكمال أدوات كل فن: 
لن تكون طالب علم متقناً متفنناً – حتى يلج الجمل في سم الخياط – ما لم تستكمل أدوات ذلك الفن، ففي الفقه بين الفقه وأصوله، وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية … وهكذا، وإلا فلا تتعن. 
قال الله تعالى:”الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته”. 
فيستفاد منها أن الطالب لا يترك علما حتى يتقنه . 

الباب السادس
التحلى بالعمل
من علامات العلم النافع:
تساءل مع نفسك عن حظك من علامات العلم النافع، وهى: 
1- العمل به. 
2- كراهية التزكية والمدح والتكبر على الخلق. 
3- تكاثر تواضعك كلما ازددت علماً. 
4- الهرب من حب الترؤس والشهرة والدنيا. 
5- هجر دعوى العلم. 
6- إساءة الظن بالنفس، وإحسانه بالناس تنزها عن الوقوع بهم 

وقد كان عبد الله بن المبارك إذا ذكر أخلاق من سلف ينشد: 
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
زكاة العلم: 
أد (زكاة العلم): صادعاً بالحق، أماراً بالمعروف، نهاء عن المنكر موازنا بين المصالح والمضار، ناشراً للعلم، وحب النفع وبذل الجاه، والشفاعة الحسنة للمسلمين في نوائب الحق والمعروف. 
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: 
“إذا مات الإنسان انقطع عمله، إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”. 
رواه مسلم وغيره. 
قال بعض أهل العلم :  هذه الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه فبذله صدقه ينتفع بها والمتلقي لها ابن للعالم في تعلمه عليه. 
فاحرص على هذه الحلية فهي رأس ثمرة علمك. 
ولشرف العلم، فإنه يزيد بكثرة الإنفاق، وينقص مع الإشفاق وآفته الكتمان. 
ولا تحملك دعوى فساد الزمان، وغلبة الفساق، وضعف إفادة النصيحة عن واجب الأداء والبلاغ، فإن فعلت، فهي فعلة يسوق عليها الفساق الذهب الأحمر، ليتم لهم الخروج على الفضيلة ورفع لواء الرذيلة. 

عزة العلماء: 
التحلي بـ (عزة العلماء): صيانة العلم وتعظيمه، حماية جناب عزة وشرفه، وبقدر ما تبذله في هذا يكون الكسب منه ومن العمل به، وبقدر ما تهدره يكون الفوت ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم. 
وعليه فاحذر أن يتمندل بك الكبراء، أو يمتطيك السفهاء، فتلاين في فتوى، أو قضاء، أو بحث، أو خطاب …. 
ولا تسع به إلى أهل الدنيا ولا تقف به على أعتابهم ولا تبذله إلى غير أهله وإن عظم قدره. 
ومتع بصرك وبصيرتك بقراءة التراجم والسير لأئمة مضوا، تر فيها بذل النفس في سبيل هذه الحماية، لا سيما من جمع مثلا في هذا، مثل كتاب ”من أخلاق العلماء” لمحمد سليمان رحمه الله تعالى ، وكتاب ”الإسلام بين العلماء والحكام” لعبد العزيز البدري رحمه الله تعالى، وكتاب ”مناهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر” لفاروق السامرائى . 
وأرجو أن ترى أضعاف ما ذكروه في كتاب ”عزة العلماء” يسر الله إتمامه وطبعه. 
وقد كان العلماء يلقنون طلابهم حفظ قصيدة الجرجاني على بن عبد العزيز م سنة 392هـ) رحمه الله تعالى كما نجدها عند عدد من مترجميه ومطلعها: 
      يقولون لي فيك انقباض وإنما   رأوا رجلا عن موضع الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم   ومن أكرمته عزة النفس أكرما
               ولا أن أهل العلم صانوه صانهم   ولو عظموه في النفوس لعظما
(لعظما) بفتح الظاء المعجمة المشالة. 
صيانة العلم: 
إن بلغت منصباً، فتذكر أن حبل الوصل إليه طلبك للعلم، فبفضل الله ثم بسبب علمك بلغت ما بلغت من ولاية في التعليم، أو الفتيا، أو القضاء …. وهكذا فأعط العلم قدره وحظه من العمل به وإنزاله منزلته. 
واحذر مسلك من لا يرجون لله وقارا، الذين جعلون الأساس (حفظ المنصب) فيطوون ألسنتهم عن قول الحق، ويحملهم حب الولاية على المجاراة. 
فالزم – رحمك الله – المحافظة على قيمتك بحفظ دينك وعلمك، وشرف نفسك، بحكمة ودراية وحسن سياسة:”احفظ الله يحفظك ”“احفظ الله في الرخاء يحفظك في الشدة”. 
وإن أصبحت عاطلاً من قلادة الولاية وهذا سبيلك ولو بعد حين فلا بأس، فإنه عزل محمدة لا عزل مذمة ومنقصة. 
ومن العجيب أن بعض من حرم قصدا كبيرا من التوفيق لا يكون عنده الالتزام والإنابة والرجوع إلى الله إلا بعد (التقاعد) فهذا وإن كانت توبته شرعية، لكن دينه ودين العجائز سواء إذ لا يتعدى نفعه، أما وقت ولايته، حال الحاجة إلى تعدى نفعه، فتجده من أعظم الناس فجوراً وضرراً، أو بارد القلب أخرس اللسان عن الحق. 
فنعوذ بالله من الخذلان. 
المداراة لا المداهنة: 
المداهنة خلق منحط، أما المداراة فلا، لكن لا تخلط بينهما، فتحملك المداهنة إلى حضار النفاق مجاهرة، والمداهنة هي التي تمس دينك . 
الغرام بالكتب :  
شرف العلم معلوم، لعموم نفعه، وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس، وظهور النقص بقدر نقصه، وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله ولهذا اشتد غرام الطلاب بالطلب والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء ولهم أخبار في هذا تطول وفيه مقيدات في خبر الكتاب يسر الله إتمامه وطبعه. 
وعليه فاحذر الأصول من الكتب واعلم أنه لا يغنى منها كتاب عن كتاب، ولا تحشر مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لا سيما كتب المبتدعة، فإنها سم ناقع. 
قوام مكتبتك: 
عليك بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال والتفقه على علل الأحكام، والغوص على أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى. 
وعلى الجادة في ذلك من قبل ومن بعد كتب: 
1- الحافظ ابن عبد البر (م سنة 463هـ) رحمه الله تعالى وأجل كتبه”التمهيد”. 
2- الحافظ ابن قدامه (م سنة 620هـ) رحمه الله تعالى، وأرأس كتبه المغنى”. 
3- الحافظ ابن الذهبي (م سنة 748هـ) رحمه الله تعالى. 
4- الحافظ ابن كثير (م سنة 774هـ) رحمه الله تعالى. 
5- الحافظ ابن رجب (م سنة 795هـ) رحمه الله تعالى. 
6- الحافظ ابن حجر (م سنة 852هـ) رحمه الله تعالى. 
7- الحافظ الشوكاني (م سنة 1250هـ) رحمه الله تعالى. 
8- الإمام محمد بن عبد الوهاب (م سنة 1206هـ) رحمه الله تعالى. 
9- كتب علماء الدعوة ومن أجمعها ”الدرر السنية”. 
10- العلامة الصنعاني (م سنة 1182هـ) رحمه الله تعالى، لا سيما كتابة النافع ”سبل السلام”. 
11- العلامة صديق حسن خان القنوجي (م سنة 1307هـ) رحمه الله تعالى. 
12- العلامة محمد الأمين الشنقيطي (م سنة 1393هـ) رحمه الله تعالى لا سيما كتابة:”أضواء البيان”. 
التعامل مع الكتاب: 
لا تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفة فيه، وكثيراً ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك، فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته. 
ومنه: 
إذا حزت كتاباً؛  فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جرداً، أو قراءة لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة، فربما مر زمان وفات العمر دون النظر فيه، وهذا مجرب والله الموفق. 
إعجام الكتابة: 
إذا كتبت فأعجم الكتابة بإزالة عجمتها، وذلك بأمور: 
1- وضوح الخط. 
2- رسمه على ضوء قواعد الرسم (الإملاء). وفي هذا مؤلفات كثيرة من أهمها: 
كتاب الإملاء ”لحسين وإلى . 
“قواعد الإملاء” لعبد السلام محمد هارون . 
“المفرد العلم ”للهاشمى، رحمهم الله تعالى . 
3- النقط للمعجم والإهمال للمهمل . 
4- الشكل لما يشكل. 
5- تثبيت علامات الترقيم في غير آية أو حديث .

الفصل السابع
المحاذير
حلم اليقظة: 
إياك و(حلم اليقظة)، ومنه بأن تدعي العلم لما لم تعلم، أو إتقان ما لم تتقن، فإن فعلت، فهو حجاب كثيف عن العلم. 
احذر أن تكون ”أبا شبر” . 
فقد قيل: العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول، تكبر ومن دخل في الشبر الثانى، تواضع ومن دخل في الشبر الثالث، علم أنه ما يعلم. 
التصدر قبل التأهل: 
احذر التصدر قبل التأهل، هو آفة في العلم والعمل. 
وقد قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه. 
التنمر بالعلم: 
احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم، يراجع مسألة أو مسألتين، فإذا كان في مجلس فيه من يشار إليه، أثار البحث فيهما، ليظهر علمه! وكم في هذا من سوءة، أقلها أن يعلم أن الناس يعلمون حقيقته. 
وقد بينت هذه مع أخوات لها في كتاب ”التعالم”، والحمد لله رب العالمين. 
تحبير الكاغد:
    كما يكون الحذر من التأليف الخالي من الإبداع في مقاصد التأليف الثمانية ، والذي نهايته ”تحبير الكاغد" فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته، واكتمال أهليتك، والنضوج على يد أشياخك، فإنك تسجل به عاراً وتبدى به شناراً. 
أما الاشتغال بالتأليف النافع لمن قامت أهليته، واستكمل أدواته، وتعددت معرافه، وتمرس به بحثا ومراجعة ومطالعة وجرداً لمطولاته، وحفظاً لمختصراته، واستذكاراً لمسائله، فهو من أفضل ما يقوم به النبلاء من الفضلاء. 
ولا تنس قول الخطيب: 
“من صنف، فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس”. 


موقفك من وهم من سبقك: 
إذا ظفرت بوهم لعالم، فلا تفرح به للحط منه، ولكن افرح به لتصحيح المسألة فقط، فإن المنصف يكاد يجزم بأنه ما من إمام إلا وله أغلاط وأوهام لا سيما المكثرين منهم. 
وما يشغب بهذا ويفرح به للتنقص، إلا متعالم ”يريد أن يطب زكاما فيحدث به جذاما" . 
نعم، يبنه على خطأ أو وهم وقع لإمام غمر في بحر علمه وفضله، لكن لا يثير الرهج عليه بالتنقص منه والحط عليه فيغتر به من هو مثله. 
دفع الشبهات : 
لا تجعل قلبك كالسفنجه تتلقى ما يرد عليها، فاجتنب إثارة الشبه وإيرادها على نفسك أو غيرك، فالشبه خطافة، والقلوب ضعيفة، وأكثر م يلقيها حمالة الحطب – المبتدعة – فتوقهم.
احذر اللحن:
ابتعد عن اللحن في اللفظ والكتب، فإن عدم اللحن جلالة، وصفاء ذوق ووقوف على ملاح المعاني لسلامة المباني:
فعن عمر رضي الله عنه أنه قال:
"تعلموا العربية؛ فإنها تزيد في المروءة" .

وقد ورد عن جماعة من السلف أنهم كانوا يضربون أولادهم على اللحن .
وأسند الخطيب  عن الرحبي قال:
"سمعت بعض أصحابنا يقول: إذا كتب لحان، فكتب عن اللحان لحان آخر؛ صار الحديث بالفارسية “!
وأنشد المبرد :
النحو يبسط من لسان الألكن
والمرء تكرمه إذا لم يلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها
فأجلها منها مقيم الألسن 
وعليه؛ فلا تحفل بقول القاسم بن مخيمرة رحمه الله تعالى:
“تعلم النحو: أوله شغل، وآخره بغي".
ولا بقول بشر الحافي رحمه الله تعالى:
"لما قيل له: تعلم النحو قال: أضل، قال: قل ضرب زيد عمراً.
قال بشر: يا أخي! لم ضربه؟ قال: يا أبا نصر! ما ضربه وإنما هذا أصل وضع. فقال بشر: هذا أوله كذب، لا حاجة لي فيه". 
رواهما الخطيب في”اقتضاء العلم العمل".
الإجهاض الفكري:
احذر (الإجهاض الفكري)؛ بإخراج الفكرة قبل نضوجها.
الإسرائيليات الجديدة :
احذر الإسرائيليات الجديدة في نفثات المستشرقين؛ من يهود ونصارى؛ فهي أشد نكاية وأعظم خطراً من الإسرائيليات القديمة؛ فإن هذه قد وضح أمرها ببيان النبي صلى الله عليه وسلم الموقف منها، ونشر العلماء القول فيها، أما الجديدة المتسربة إلى الفكر الإسلامي في أعقاب الثورة الحضارية واتصال العالم بعضه ببعض، وكبح المد الإسلامي؛ فهي شر محض، وبلاء متدفق، وقد أخذت بعض المسلمين عنها سنة، وخفض الجناح لها آخرون، فاحذر أن تقع فيها. وفي الله المسلمين شرها.
احذر الجدل البيزنطي :
أي الجدل العقيم، أو الضئيل، فقد كان البيزنطيون يتحاورون في  جنس الملائكة والعدو على أبواب بلدتهم حتى داهمهم.
وهكذا الجدل الضئيل يصد عن السبيل.
وهدي السلف: الكف عن كثرة الخصام والجدال، وأن التوسع فيه من قلة الورع؛ كما قال الحسن إذ سمع قوماً يتجادلون:
"هؤلاء ملوا العبادة، وخف عليهم القول، وقل ورعهم، فتكلموا".
رواه أحمد ”الزهد"، وأبو نعيم في ”الحلية" .
لا طائفية ولا حزبية يعقد الولاء والبراء عليها :

أهل الإسلام ليس لهم سمة سوى الإسلام والسلام:
فيا طالب العلم! بارك الله فيك وفي علمك؛ اطلب العلم، واطلب العمل، وادع إلى الله تعالى على طريقة السلف.
ولا تكن خراجاً ولاجاً في الجماعات، فتخرج من السعة إلى القوالب الضيقة، فالإسلام كله لك جادة ومنهجاً، والمسلمون جميعهم هم الجماعة، وإن يد الله مع الجماعة، فلا طائفية ولا حزبية في الإسلام.
وأعيذك بالله أن تتصدع، فتكون نهاباً بين الفرق والطوائف والمذاهب الباطلة والأحزاب الغلية، تعقد سلطان الولاء والبراء عليها. 
فكن طالب علم على الجادة؛ تقفو الأثر، وتتبع السنن، تدعو إلى الله على بصيرة، عارفاً لأهل الفضل فضلهم وسابقتهم.
وإن الحزبية ذات المسارات والقوالب المستحدثة التي لم يعهدها السلف من أعظم العوائق عن العلم، والتفريق عن الجماعة، فكم أوهنت حبل الاتحاد الإسلامي، وغشيت المسلمين بسببها الغواشي.
فاحذر رحمك الله أحزاباً وطوائف طاف طائفها، ونجم بالشر ناجمها، فما هي إلا كالميازيب؛ تجمع الماء كدراً، وتفرقه هدراً؛ إلا من رحمه ربك، فصار على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى عند علامة أهل العبودية :
"العلامة الثانية: قوله:”ولم ينسبوا إلى اسم"؛ أي:لم يشتهروا باسم يعرفون به عند الناس من الأسماء التي صارت أعلاماً لأهل الطريق.
وأيضاً؛ فإنهم لم يتقيدوا بعمل واحد يجري عليهم اسمه، فيعرفون به دون غيره من الأعمال؛ فإن هذا آفة في العبودية، وهي عبودية مقيدة.
وأما العبودية المطلقة؛ فلا يعرف صاحبها باسم معين من معاني أسمائها؛ فإنه مجيب لداعيها على اختلاف أنواعها، فله مع كل أهل عبودية نصيب يضرب معهم بسهم؛ فلا يتقيد برسم ولا إشارة، ولا اسم ولا بزي، ولا طريق وضعي اصطلاحي، بل إن سئل عن شيخه؟ قال: 
الرسول. وعن طريقه؟ قال: الأتباع. وعن خرقته؟ قال: لباس التقوى. وعن مذهبه؟ قال: تحكيم السنة. وعن مقصده ومطلبه؟ قال: (يريدون وجهه). وعن رباطه وعن خانكاه؟ قال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة). وعن نسبه؟ قال: 

أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم
وعن مأكله ومشربه؟ قال:”مالك ولها؟ معها حذاؤها وسقاؤها، ترد الماء، وترعى الشجر، حتى تلقى ربها".
واحسرتاه تقضي العمر وانصرمت
ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد
ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل
ثم قال:”قوله”"أولئك ذخائر الله حيث كانوا”؛ ذخائر الملك: ما يخبأ عنده، ويذخره لمهماته، ولا يبذله لكل أحد؛ وكذلك ذخيرة الرجل: ما يذخره لحوائجه ومهماته. وهؤلاء؛ لما كانوا مستورين عن الناس بأسبابهم، غير مشار إليهم، ولا متميزين برسم دون الناس، ولا منتسبين إلى اسم طريق أو مذهب أو شيخ أو زي؛ كانوا بمنزلة الذخائر المخبوءة.
وهؤلاء أبعد الخلق عن الآفات؛ فإن الآفات كلها تحت الرسوم والتقيد بها، ولزوم الطرق الاصطلاحية، والأوضاع المتداولة الحادثة.
هذه هي التي قطعت أكثر الخلق عن الله، وهم لا يشعرون.
والعجب أن أهلها هم المعروفون بالطلب والإرادة، والسير إلى الله، وهم – إلا الواحد بعد  الواحد – المقطوعون عن الله بتلك الرسوم والقيود.
وقد سئل بعض الأئمة عن السنة؟ فقال: ما لا اسم له سوى ”السنة".
يعني: أن أهل السنة ليس لهم اسم ينسبون إليه سواها.
فمن الناس من يتقيد بلباس غيره، أو بالجلوس في مكان لا يجلس في غيره، أو مشية لا يمشى غيرها، أو بزي وهيئة لا يخرج عنهما، أو عبادة معينة لا يتعبد بغيرها وإن كانت أعلى منها، أو شيخ معين لا يلتفت إلى غيره وإن كان أقرب إلى الله ورسوله منه.
فهؤلاء كلهم محجوبون عن الظفر بالمطلوب الأعلى، مصددون عنه قد قيدتهم العوائد والرسوم والأوضاع والاصطلاحات عن تجريد المتابعة فأضحوا عنها بمعزل ومنزلتهم منها أبعد منزل فترى أحدهم يتعبد بالرياضة والخلوة وتفريغ القلب ويعد العلم قاطعاً له عن الطريق فإذا ذكر له الموالاة في الله والمعاداة فيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عد ذلك فضولاً وشراً وإذا رأوا بينهم من يقوم بذلك أخرجوه من بينهم وعدوه غيراً عليهم فهؤلاء أبعد الناس عن الله وإن كانوا أكثر إشارة.
والله أعلم.
1. نواقض هذه الحلية 
يا أخي! وقانا الله وإياكم العسرات إن كنت طرأت مثلاً من حلية طالب العلم وآدابه وعلمت بعضاً من نواقضها فاعلم أن من أعظم خوارمها المفسدة لنظام عقدها:
1 – إفشاء السر.
2 – و نقل الكلام من قوم إلى آخرين.
3 – و الصلف واللسانة.
4 – و كثرة المزاح.
5 – و الدخول في حديث بين اثنين.
6 – و الحقد.
7 – و الحسد.
8 – و سوء الظن.
9 – و مجالسة المبتدعة.
10- و نقل الخطى إلى المحارم.
فاحذر هذه الآثام وأخواتها واقصر خطاك عن جميع المحرمات فإن فعلت وإلا فاعلم أنك رقيق الديانة خفيف لعاب مغتاب نمام فأن لك أن تكون طالب علم يشار إليك بالبنان منعماً بالعلم والعمل.
سدد الله الخطى ومنح الجميع التقوى وحسن العاقبة في الآخرة والأولى
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



3

استمع للدروس العلمية في جميع اقسام الشريعة الاسلامية والمواعظ والقران الكريم

تصفح موقع اسلام ويب هذا الموقع مهم وشامل للكل مايبحث عنه طالب الشريعة والدراسات الإسلامية

موضيع المدونة

موقع روح الإسلام للتحميل الموسوعات الاسلامية

الإذاعة العامة للقران الكريم اذاعة متنوعة لمختلف القراء

تلاوات خاشعة من القران الكريم

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية الاولى من القرآن الكريم ومن السنة النبوية

استمع الى راديو إذاعة آيات السكينة على موقع

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية من القرآن الكريم تعمل 24 /24 ساعة

الرقية الشرعية لعلاج السحر والمس والعين للشيخ احمد العجمي

الرقية الشرعية للعلاج من السحر والمس والعين والحسد بصوت الشيخ ماهر المعيقلي

افضل مواضيع المدونة

افضل مواضيع هذا الشهر

افضل المواضيع هذا الاسبوع

جميع الحقوق محفوظه © شعبة الدراسات الاسلامية

تصميم htytemed