آخر الأخبار
... مرحبا بزورا موقع شعبة وتخصص الدراسات الاسلامية

تذكر ان الله هو الموفق للمسلم في جميع امور دنياه واخرته فتوكل عليه

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إذاعة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقران الكريم - المصحف المجود بث مباشر 24 ساعة

افضل موضوع في المدونة اضغط في عنوان هذا الموضوع لقراءته

حمل اكبراسطوانة وموسوعة لكتب الزهد و الرقائق موجودة الانترنت اكثر 900 كتاب 5.6 GB

 كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه، أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبت...

التفسير الموضوعي للقران الكريم

0

وانت تقرأ هذا الموضوع استمع لتلاوة الشيخ علي جابر يعتبر من افضل القراء في العالم الاسلامي رحمه الله


بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الموضوعي: الرؤية الجديدة لتفسير القرآن
ذة/ فاطمة بيهردي

تصميم البحث:

مقدمة
        أولا: مفهوم التفسير الموضوعي
        ثانيا: نشأة التفسير الموضوعي:
                أ- تفسير القرآن بالقرآن
                ب- الاتجاه الموضوعي في الفقه
                ج- الأشباه والنظائر
                د- الدراسات في علوم القرآن
        ثالثا: أهمية التفسير الموضوعي
        رابعا: علاقة التفسير الموضوعي بأساليب التفسير
        خامسا: طرق تناول التفسير الموضوعي:
                1- تتبع الكلمة
                2- تتبع الموضوع
                3- تتبع السورة
        سادسا: التفسير الموضوعي والدراسة المصطلحية:
                أ- مفهوم الدراسة المصطلحية ومنهجها
                ب- التفسير الموضوعي والدراسة المصطلحية

خلاصة
       





مقدمة
       
        الحمد لله الذي فضلنا بالقرآن على الأمم أجمعين، وأتانا به ما لم يؤت أحدا من العالمين، أنزله هداية عالمية دائمة، وجعله للشرائع السماوية خاتمة، ثم جعل له من نفسه حجة على الدهر قائمة. والصلاة و السلام على من كان خلقه القرآن، ووصيته القرآن، وميراثه القرآن، القائل: خيركم من تعلم القرآن وعلمه إمامنا الأعظم ورسولنا الأكرم محمد بن عبد الله، و على آله وأصحابه وأتباعه وأحبابه.       
أما بعد:
        فان القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية التي بعث الله بها عز و جل لهذا الإنسان ليبصر به طريق الحق، ويهتدي به في الظلمات، ويفوز- إذا عمل به-بسعادة الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام و يخرجهم من الظلمات الى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم﴾ المائدة15-16.
        ولئن كان القرآن الكريم بهذه المكانة العالية، فإن فهم معانيه وإدراك دلالاته لهو أيضا من الأهمية بمكان، ولهذا كان أول من عمل على تفسير القرآن للناس هو النبي صلى الله عليه و سلم الذي كلفه الله تعالى بذلك، فقال عز وجل:  ﴿وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون النحل 44، ثم كلف الله تعالى بذلك العلماء؛ فقال عز وجل: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون التوبة 122.
        ومما تركه النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير القرآن، ومما اُثر عن الصحابة رضوان الله عليهم، ثم من جهود العلماء بعدهم تحصل لنا إرث تفسيري ضخم للقرآن الكريم، تنوعت فيه مناهج المفسرين و اتجاهاتهم، واستفاد اللاحق منهم في ذلك بالسابق.
        ومن المناهج الجديدة التي ظهرت في تفسير القرآن الكريم "التفسيرالموضوعي"،وسنتحدث عنه من خلال العناصر التالية:
أولا- مفهوم التفسير الموضوعي:
        يُعرف السيد محمد باقر الصدر التفسير الموضوعي أو ما يسميه ب "الدراسة الموضوعية" بقوله:إنما الدراسة الموضوعية هي التي تطرح موضوعا من موضوعات الحياة العقائدية أو الاجتماعية أو الكونية، وتتجه إلى درسه وتقييمه من زاوية قرآنية للخروج بنظرية قرآنية بصدده[1].
-ويعرفه الدكتور مصطفى مسلم بالقول:هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر[2].
-في حين يعرفه الدكتور يوسف القرضاوي بالقول: هو جمع للآيات الواردة في الموضوع في مختلف سور القرآن، ثم تصنيفها والاستنباط منها أو التعقيب عليها[3]  
        وهذه التعاريف الثلاثة وغيرها كلها تعاريف متقاربة، وتشترك في أن التفسير الموضوعي هو: تناول مختلف المواضيع القرآنية من خلال منهج معين للخروج بتصور قرآني لها.
                ثانيا: نشأة التفسير الموضوعي
        لم يظهر هذا المصطلح علَما على علم معين إلا في القرن الرابع عشر الهجري، عندما قُررت هذه المادة ضمن مواد قسم التفسير بكلية أصول الدين بالجامع الأزهر، إلا أن لبنات هذا اللون من التفسير كانت موجودة منذ عهد النبوة وفيما بعدها. ويمكننا إجمال معالم هذا التفسير في السابق فيما يلي:
        أ-تفسير القرآن بالقرآن: إن من مزايا الأسلوب القرآني أنه لم يسق المواضيع التي تطرق إليها منظمة في تسلسل وفق أبواب و فصول ومباحث ومطالب-كما هو الشأن في المؤلفات العلمية والمدونات القانونية- و إنما نثرها نثرا بين ثنايا السورة الواحدة أو السور المتعددة، و ذلك من غير أن يفقد وحدته العضوية. ولهذا كان لا مندوحة للمفسر لآية معينة من كتاب الله عز و جل أن يبحث تفسيرها أولا من خلال آية قرآنية أخرى تجلي معناها.
        ويعتبر تفسير القرآن بالقرآن أبرز ألوان التفسير التي عمل بها النبي صلى الله عليه وسلم، و ربى عليها الصحابة الكرام، فقد روى البخاري[4] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر مفاتح الغيب في قوله تعالى: ﴿وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو  الأنعام، 59، فقال: ˝مفاتح الغيب خمسة:  ﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير لقمان˝34. وقد سار الصحابة على هذا النهج اذ كانوا يجمعون الآيات القرآنية التي يُظن بها بعض التعارض أو بعض الأمور التي يشق عليهم فهمها وتختلف عليهم.
ويعتبر تفسير القرآن بالقرآن أصح و أعلى أنواع تفسير القرآن بإطلاق إذ ˝ما أُجمل في مكان فإنه قد فُسر في موضع آخر، وما اختُصر في مكان فقد بُسط في موضع آخر˝[5] .
وهكذا فإننا نجد أن تفسير القرآن بالقرآن -وهو لب التفسير الموضوعي وعماده- موجود منذ نزول القرآن الكريم، وقد اعتُمد بصفة كبيرة من العلماء والمفسرين.
ب- الاتجاه الموضوعي في الفقه: دأب العلماء في كتبهم على جمع الآيات ذات الموضوع الفقهي الواحد، ثم استنباط الأحكام الخاصة بها. فكانت الكتب الفقهية ذات أبواب معلومة كالطهارة والصلاة و الزكاة وغيرها... و بهذا ساد هذا الاتجاه الموضوعي التوحيدي جل البحوث الفقهية؛ فكان الفقهاء –بذلك- رواد تطبيق هذا المنهج.
ج-الأشباه والنظائر: ظهرت مؤلفات كثيرة تُعنى بذكر الكلمات القرآنية التي اتحدت في اللفظ واختلفت دلالاتها حسب السياق في الآية الكريمة، فكان المؤلفون يجمعون الكلمة بذاتها أو على صورة إحدى مشتقاتها ثم يحيطون بتفاسير آياتها محاولين استنباط دلالات تلك الكلمة القرآنية من خلال استعمال القرآن لها دون أن ينبني على ذلك الاستنباط الدلالي هدايات أو توجيهات قرآنية معينة، وإنما تدور  هذه الطريقة في إطار دلالة الكلمة في موضعها المفرد فحسب.
 وأول من بدأ التأليف في ذلك مقاتل بن سليمان(ت150ه) بكتابه ˝الأشباه والنظائر في القرآن˝، ثم تلته مصنفات تشابهه وتزيد عليه احيانا، منها كتاب ˝التصاريف˝ ليحيى بن سلام (ت200ه)، وكتاب ˝الأشباه والنظائر˝ للثعالبي (ت429ه)، وكتاب ˝إصلاح الوجوه والنظائر˝ للدامغاني (ت478ه)؛  حيث جاء في هذا الأخير مثلا أن كلمة (خير) وردت في القرآن على ثمانية أوجه[6]، وهي : المال: كقوله: ﴿إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراالبقرة180، والإيمان كقوله: ﴿مناع للخيرالقلم2، وبمعنى أفضل كقوله: ﴿وأنت خير الراحمينالمؤمنون109، والعافية كقوله: ﴿وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير الأنعام17، والأجر كقوله: ﴿لكم فيها خير الحج36،والطعام كقوله:﴿ فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير القصص24، وبمعنى الظفر والغنيمة والطعن في القتال كقوله: ﴿ ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراالأحزاب25.
د-الدراسات في علوم القرآن: ظهرت مؤلفات عدة لم تقتصر على الدلالات اللغوية، بل عملت على تجميع الآيات التي تربطها رابطة واحدة، أو تدخل تحت عنوان معين كآيات النسخ والقَسم والمشكل والجدل والأمثال وغير ذلك[7]، وهكذا ألف الماوردي(ت450) كتاب"أمثال القرآن"، وألف العز بن عبد السلام(ت660) كتاب "مجاز القرآن"، وألف ابن القيم (ت751ه) كتابي "أقسام القرآن" و "أمثال القرآن".
كل هذه أمور تدل على أن التفسير الموضوعي ليس علما جديدا وليد اليوم،” لكن بروزه لونا من التفسير له كيانه وطريقته لم يوجد إلا في العصُر الأخيرة- تلبية لحاجات أهلها-التي وُجد فيها من المذاهب والأفكار، كما وُجد فيها من الآراء و الموضوعات ما اظطر علماء الشريعة إلى بحثها من وجهة النظر القرآنية ليقينهم بأنه الكتاب الذي يحوي دراسة وعلاج كل موضوع يطرأ في حياة الناس﴿ ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبيرالملك14“[8].
وقد كثُرت المؤلفات على خط التفسير الموضوعي، حيث توجهت أنظار الباحثين إلى القرآن الكريم يسترشدون بتوجيهاته وهداياته في مختلف المناحي والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية، والعلوم الكونية والطبيعية. ولكثرة المواضيع في القرآن الكريم، فقد قام عالم فرنسي اسمه (جول لابوم) بوضع فهرس لأغراض القرآن الكريم؛ فأحصى منها ثمانية عشر بابا تنقسم إلى 451، ثم وضع (ادوار مونتييه) ملحقا سماه "المستدرك" تضمن 158 بابا آخر، ومع ذلك فقد غاب الكثير من المقاصد عن فهم هؤلاء الدارسين، وبعد ذلك تواترت جهود العلماء؛ فوضعوا فهارس أتم وأشمل.
ثالثا: أهمية التفسير الموضوعي:
التفسير الموضوعي ذو أهمية بالغة، وحاجة الناس له في هذا العصر حاجة ماسة للأسباب التالية:
1- الاستجابة لتجدد حاجات المجتمع: إن بروز أفكار جديدة ونظريات مستحدثة على الساحة الفكرية لا يمكن تغطيتها وإيجاد  حلول لها إلا بالرجوع  إلى القرآن الكريم، ذلك” أن نصوص القرآن محددة والقضايا التي تتناولها بالتوضيح والبيان والتفصيل محددة أيضا، أما المشاكل الانسانية وآفاق المعرفة فغير محددة ما دامت الحياة مستمرة على هذه الكرة الأرضية، ولا يمكن أن نجابه هذه المشكلات بظواهر النصوص المحددة، بل نجد المرونة والسعة في الخطوط الأساسية التي تعْرض لها آيات التنزيل الحكيم“[9]. ومن خلال هدايات القرآن الكريم نستطيع أن نصل إلى أنوار كاشفة تنير لنا الطريق، ومن ثم فلا يمكن مجابهة مشاكل العصر بغير أسلوب التفسير الموضوعي.
2- تعميق البحث: إن تخصيص موضوع واحد بالبحث والدراسة من خلال تقصي كل آياته، ودراسة مكيها ومدنيها، وما يتعلق بها من أسباب نزول ونسخ وغيرها ليجلي مختلف أبعاد الموضوع المدروس، ويتيح نوعا من العمق والشمولية في دراسته، مما لا يمكن الحصول عليه بالأسلوب التحليلي المعهود في كتب التفسير.
3- إبراز إعجاز القرآن: إن تراكم الدراسات القرآنية بالأسلوب الموضوعي يبين- بلا مجال للشك- أن القرآن معجز؛ إذ هو- من جهة – محتو على موضوعات عدة تعد بالآلاف رغم محدودية صفحاته، وهو- من جهة أخرى- قادر على مواكبة كل زمان، وإجابة حاجات جميع المفكرين والمهتمين رغم اختلاف تخصصاتهم الفكرية، وصدق الله إذ يقول: ﴿ ما فرطنا في الكتاب من شيء الأنعام38.
4- بث وعي قرآني جديد: إن الضرورة تدعو اليوم لدراسة مفاهيم القرآن الكريم في شكل موضوعي متكامل؛ بحيث تبرز – من خلال كل مصطلح- القضية العامة التي وُضع من أجلها. وهذا يؤدي إلى شرح أبعاد هذه القضية لتصبح جزءا من الثقافة العامة، ومصدرا للتوجيه المعرفي والإيماني العام للمسلمين، وكذا لتكوين دفع روحي من شأنه أن يعزز في المسلم الثقة بالنفس، وذلك بما يوظف فيه المصطلح من قوة إيمانية من شأنها أن تدفع الإرادة إلى التميز الثقافي من جهة، وإلى الحشد الإنجازي من جهة أخرى[10]
5- تأهيل الدراسات القرآنية وتصحيح مسارها: إن علوما جديدة برزت تحتاج إلى تأهيل قواعدها على ضوء القرآن الكريم حتى يُؤمن عثارها مثل(الإعجاز العلمي في القرآن)، الذي كثُرت الكتابات حوله غير أنه بحاجة ماسة لظبط قواعده حتى يُتجنب الإفراط أو التفريط فيه، وهذا إنما يكون عبر دراسة موضوعية لآيات القرآن وهداياته في هذا المجال. كما أن هناك دراسات إسلامية ضخمة قامت غير أنها لم تكن وثيقة الصلة بهدايات القرآن، وذلك كعلم التاريخ البشري، الذي أخذ منهجا في سرد الوقائع والأحداث من غير تعرض لسنن الله في المجتمعات الإنسانية من حيث الرقي والتقدم أو الانحطاط، علما أن القرآن الكريم أبرز هذه السنن بشكل دقيق أثناء عرضه لقصص الأولين.                           
                رابعا: علاقة التفسير الموضوعي بأساليب التفسير:
يلاحظ من خلال نظرة شاملة لكتب التفسير أن المفسرين اعتمدوا أربعة أساليب هي:
1- التفسير التحليلي: وفي هذا التفسير يبدأ المفسر من الآية الأولى من سورة الفاتحة إلى سورة الناس؛ فيفسر القرآن آية آية، بحيث يتولى فيه المفسر بيان معنى الألفاظ في الآية وبلاغة التركيب والنظم وأسباب النزول، كما يعمل على التعرف على الرابط بين الكلمات في الجملة، وبين الجمل في الآية، وبين الآيات في السورة... وغير ذلك من الوجوه التي تساعد على توضيح المراد.
        وهذا النوع من التفسير هو أسبق أنواع التفسير، وعليه تعتمد بقيتها، كما أنه الغالب على تآليف العلماء على اختلاف اتجاهاتهم.
2-التفسير الإجمالي: وهو بيان الآيات القرآنية بالتعرض لمعانيها إجمالا مع بيان غريب الألفاظ، والربط بين المعاني في الآيات، بحيث  يتوخى المفسر في عرضها وضعها في إطار من العبارات التي يصوغها من لفظه ليسهل فهمها و تتضح مقاصدها، وقد يضيف ما تدعو الضرورة إليه من سبب نزول أو قصة أو حديث  ونحو ذلك .
وهذا اللون أشبه ما يكون بالترجمة المعنوية للقرآن الكريم، و هو الذي يصلح لعامة الناس، ولهذا يفضل استخدامه من يتحدث في وسائل الاعلام من اذاعة وتلفاز، ومن أمثلته (تفسير الشيخ عبد الرحمان السعدي)[11].
3-التفسير المقارن: وهو بيان الآيات القرآنية باستعراض ما كتبه المفسرون في الآية أو مجموعة الآيات المترابطة، والموازنة بين آرائهم، و عرض استدلالاتهم، و بيان القول الراجح من المرجوح، مع سرد أدلة كل منهما.
4- التفسير الموضوعي:  وهو مدار بحثنا.
وجميع هذه الأساليب متكاملة متعاضدة لا يمكن الفصل بينها؛ فالتفسير التحليلي لا يستغني عنه الباحث في التفسير الإجمالي أو المقارن أو الموضوعي. واعتماد الباحث في التفسير الموضوعي على جميع الأنواع المتقدمة من التفسير أمر أساسي في كتابته ومنهجه؛ فلا غنى له عن أحدها، ولهذا على الباحث في هذا النوع من التفسير أن يكون على مستوى رفيع من الإحاطة بأنواع التفسير الأخرى لأنها هي اللبنات الأولى و المادة الأولية التي يريد إقامة بنيان تفسيره الموضوعي عليها[12].
خامسا: طرق تناول التفسير الموضوعي:
1-تتبع الكلمة: وفحوى هذه الطريقة: أن يتتبع الباحث اللفظة من كلمات القرآن الكريم، فيجمعها بذاتها أو على صورة إحدى مشتقاتها. وبعد جمع الآيات و الإحاطة بتفاسيرها، يحاول الباحث استنباط دلالات تلك الكلمة من خلال استعمال القرآن الكريم لها (وهذا أشبه ما يكون بأسلوب الأشباه والنظائر كما أوردناه سابقا).وقد كان من نتائج هذه الطريقة-عند المعاصرين- استنباط دلالات قرآنية بالغة الدقة لم يكونوا ليصلوا إليها دون انتهاج هذا السبيل. وممن اعتنى بهذا اللون الدكتور أحمد حسن فرحات في سلسلة سماها:(بحث قرآني وضرب من التفسير الموضوعي)، أصدر منها كتاب( الذين في قلوبهم مرض)، و(فطرة الله التي فطر الناس عليها)، و (الأمة في دلالاتها العربية والقرآنية) وغيرها[13] .
       2-تتبع الموضوع[14]: يلحظ الباحث تعرض القرآن الكريم لموضوع معين، أو تُطرح قضية فيريد أن يبحثها من الوجهة القرآنية، فيعمل على تتبع الموضوع من خلال سور القرآن الكريم، مستخرجا الآيات التي تناولته، ومحيطا بتفسيرها، ثم يعمل على استنباط عناصر الموضوع من خلال القرآن الكريم، فينسق بين عناصره، ويقدم له بمقدمة حول أسلوب القرآن الكريم في عرض أفكار الموضوع، ويحاول أن يقسمه إلى أبواب وفصول ومباحث ويستدل بالآيات القرآنية على كل ما يذهب إليه ويتحدث عنه، مع ربط ذلك كله بواقع الناس ومشاكلهم ومحاولة حلها وإلقاء أضواء قرآنية عليها[15].
        وعلى الباحث أن يتسم أسلوبه في عرض موضوعه بالسلاسة والعذوبة وتماسك الأفكار وتسلسلها، بحيث يوصل أفكار القرآن وإشراقاته بشكل جذاب. كما أن عليه أن يتجنب- خلال بحثه- التعرض للأمور الجزئية في تفسير الآيات، فلا يذكر القراءات ووجوه الإعراب ونحوها إلا بمقدار ما يخدم الموضوع، وعليه أن يلتزم بالمنهج الصحيح في التفسير، وذلك بإبعاد الروايات الضعيفة والإسرائيليات والقصص التاريخي وغيرها. أما السنة المشرفة فدورها في التفسير الموضوعي التوضيح والبيان حفاظا على قرآنية الموضوع.
       والموضوعات القرآنية التي يمكن درسها بهذا الأسلوب موضوعات كثيرة ولا تنتهي، بل كلما جدت علوم وصنوف من المعرفة إلا ووجد الباحث في القرآن الكريم ما يروي عطشه الفكري إزاءها. وهكذا نجد في القرآن الكريم  موضوعات في مختلف المشارب سواء ما تعلق بالكون المحيط بالإنسان، أو بخلق الإنسان وتكوينه، أو بالعلاقات الأسرية و الاجتماعية و السياسية و غيرها.
        3- تتبع السورة: وهو أن يختار الباحث سورة معينة تكون مدار بحثه و طريقته أن يحدد الباحث هدفا او أهدافا معينة للسورة، ثم يختاره أو يختار إحداها -إن كانت ثمة أهداف متعددة- ثم يحاول إبراز عناصر بحث هذه السورة للموضوع، ويعمل على تقسيمها و تبويبها، ثم يدرس علاقة كل المقاطع بهذا الهدف بدءا بمقدمة السورة و انتهاء بخاتمتها، مع التعرف على أسباب نزولها وترتيبها من بين سور القرآن، و يبين علاقة كل ذلك بهدف السورة عنوان البحث[16].
         و ضرورة البحث بهذه الطريقة نابعة من أن لكل سورة شخصيتها المستقلة و أهدافها الأساسية؛ فكما أن الهدايات تجتمع في القرآن بتمامه، فان هذه الهدايات منبثة أيضا في سوره بصورة تجل عن الوصف يراها من يمعن النظر فيها، فيجد لكل سورة وحدة تجتمع حولها آياتها-  وإن تعددت موضوعاتها- ويحس فيها روحا تسري بين أجزائها، ووشائج تربط بينها ومقصدا يجمعها.
        وليُعلم أنه ينبغي عند البحث في هذا اللون ألاينطلق الباحث في دراسة موضوع السورة من آيات لم ترد فيها، بل يكون منطلقه آيات ومقاطع السورة، وأما غيرها فيكون للاعتضاد والتأكيد.
        ومن أبرز القدماء الذين اهتموا بأهداف السورة ومحاولة الانطلاق منها لتفسيرها برهان الدين البقاعي في تفسيره (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور) وكتاب (مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور)، وفيه يقول البقاعي: ˝إن من عرف المراد من اسم السورة عرف مقصودها ومن حقق المقصود منها عرف تناسب آيها وقصصها و جميع أجزائها ...فان كل سورة لها مقصد واحد يدار عليه أولها وآخرها، ويستدل عليه فيها، فترتب المقدمات الدالة عليه على أكمل وجه وأبدع  منهج، وإذا كان فيها شيء يحتاج دليلا استدل عليه وهكذا في دليل الدليل وهلم جرا˝[17]. أما في العصر الحديث فقد أُفردت بحوث كثيرة في هذا اللون من التفسير الموضوعي منها سلسلة (من مواضيع سور القرآن)، التي يكتبها الشيخ (عبد الحميد طهماز)، وقد صدر منها (العواصم من الفتن في سورة الكهف) [18].
                سادسا: التفسير الموضوعي والدراسة المصطلحية:
        1-مفهوم الدراسة المصطلحية ومنهجها:
        الدراسة المصطلحية -كما يعرفها الدكتور الشاهد البوشيخي- هي ضرب  من الدرس العلمي لمصطلحات مختلف العلوم، وفق منهج خاص يهدف تبين وبيان المفاهيم التي عبرت أو تعبر عنها تلك المصطلحات في كل علم في الواقع والتاريخ معا [19].
ولئن بُذلت جهود عدة في دراسة الألفاظ، منها جهد المفسرين والفقهاء والمعجميين، فان ما يميز منهج الدراسة المصطلحية هو الاهتمام بالإحصاء في دراسة مفاهيم الألفاظ، وكذا بحجم المفهوم،
وعلاقاته بسواه،وموقعه في النسق العام، وهكذا فمن خصوصيات منهج الدراسة المصطلحية ما يلي:
        1- حرصه على التدقيق: وخاصة فيما يتصل بتعريف المفهوم بتضمنه كل العناصر والسمات الدلالية المكونة له.
        2- عنايته بما يمكِّن من الاستيعاب والاستجماع، وخاصة فيما يتعلق بالإحصاء.
        3- ترحاله مع المفهوم وتتبعه له في صفاته وعلاقاته وتشكلاته، وامتداداته الداخلية والخارجية، وما ينطوي عليه من الفوائد.
        4- تطلعه إلى رؤية المفهوم في صورته النسقية الكلية والجزئية في مجموع النص القرآني الكريم.
        أما منهج الدراسة المصطلحية فيتلخص فيما يلي:
        1- الإحصاء: ويُقصد به الاستقراء التام لكل النصوص التي ورد بها المصطلح المدروس، وما يتصل به لفظا ومفهوما وقضية في المتن المدروس.
        2-الدراسة المعجمية: ويُقصد بها دراسة معنى المصطلح في المعاجم اللغوية فالاصطلاحية، وذلك لتمهيد الطريق إلى فقه المصطلح وتذوقه، وليسهل تصحيح الأخطاء التي قد يكون جلبها الإحصاء.
        3- الدراسة النصية: ويُقصد بها دراسة المصطلح وما يتصل به في جميع النصوص التي أُحصيت قبل بهدف تعريفه واستخلاص كل ما يُسهم في تجلية مفهومه من صفات وعلاقات وضمائم وغير ذلك.
        4-الدراسة المفهومية: ويُقصد بها دراسة النتائج التي فُهمت واستخلصت من نصوص المصطلح وما يتصل به، وتصنيفها تصنيفا مفهوميا يجلي خلاصة التصور المستفاد لمفهوم المصطلح المدروس في المتن المدروس؛ من تعريف له يحدده، وصفات له تخصه، وعلاقات له تربطه بغيره، وضمائم إليه تكثر نسله، ومشتقات حوله، وقضايا ترتبط به أو يرتبط بها.
        5-العرض المصطلحي: ويُقصد به الكيفية التي ينبغي أن تعرض وتحرر عليها خلاصة الدراسة المصطلحية للمصطلح ونتائجها. وهو الركن الوحيد الذي يُرى بعينه لا بأثره، وهو يكون متضمنا للعناصر الكبرى على الترتيب:
                أ- التعريف: ويتضمن المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي العام في الاختصاص، ثم مفهوم المصطلح المدروس معبًّرا عنه بأدق لفظ وأجمعه.
              ب- الصفات: وتتضمن الصفات المصنَِّفة والمبيِّنة والحاكمة.
              ج- العلاقات: وتتضمن علاقات الائتلاف والاختلاف والتداخل والتكامل.
              د- الضمائم: وتتضمن كل مركب مصطلحي(ضميمة) مكون من لفظ المصطلح المدروس مضموما إلى غيره، أو مضموما إليه غيره. وأبرز أشكال الضمائم: ضمائم الإضافة وضمائم الوصف.
               ه- المشتقات: وتتضمن كل لفظ اصطلاحي ينتمي لغويا ومفهوميا إلى الجذر الذي ينتمي إليه المصطلح المدروس.
               و- القضايا: وتتضمن كل المسائل المستفادة من نصوص المصطلح المدروس وما يتصل به.
      
     2 - التفسير الموضوعي والدراسة المصطلحية:
      يمكننا رصد علاقتين خاصتين بين التفسير الموضوعي والدراسة المصطلحية، هما على الشكل التالي:
      أ -الاختلاف في المنهج: قد قدمنا أن من طرق تناول التفسير الموضوعي تتبع لفظة قرآنية بغرض الحصول على تصور قرآني لها من خلال استجماع الآيات التي وردت فيها اللفظة أو إحدى مشتقاتها، والإحاطة بتفسير هذه الآيات، ثم صياغة دلالات تلك اللفظة عبر فصول وأبواب انطلاقا من عناوين تؤخذ من النصوص القرآنية ذاتها.
       وتتبع اللفظة أيضا هو عين موضوع الدراسة المصطلحية، غير أنها ”ترتكز على أدوات منهجية محددة- سبق توضيحها- مستمدة من روح المنهج  الوصفي كالإحصاء الشامل والاستقراء التام، والوصف الدقيق، والتصنيف ألمفهومي لكل الظواهر اللغوية والدلالية التي تكتنف المصطلح وما يتعلق به، في حين يفتقر التفسير الموضوعي لمثل هذه الإجراءات“[20].
      ب- التقاطع: يخصص ركن "القضايا" في منهج الدراسة المصطلحية لدراسة أبعاد المفهوم ومتعلقاته التي لم يُتمكن من السيطرة عليها في ما سبق من عناصر الدراسة المصطلحية[21]، وذلك كالنتائج والأسباب والمظاهر والمجالات والأنواع وغيرها. ويُشترط في تناول هذه القضايا أن تكون مرتبطة بالمصطلح في المتن المدروس دون غيره، كما أنها تختلف من مصطلح إلى مصطلح بحسب طبيعته وموقعه ورتبته المصطلحية وحجمه. فهذه "القضايا" في دراسة المصطلح القرآني قد تتخذ شكلا خاصا يقربها من "التفسير الموضوعي"[22]، غير أنها في الدراسة المصطلحية نتيجة مستخلصة من عناصر الدراسة المصطلحية كلها؛ بحيث يعتبر كل ما تقدم من عناصر ممهدا لها، وإذا لم يتم الإحسان في أي خطوة، فإن ذلك يؤثر سلبا عليها، في حين أن القضايا في التفسير الموضوعي- بمعناه الاصطلاحي الخاص- هي هدف متوخى من الدراسة كلها، وهذا مكمن الاختلاف.

وخلاصة القول:
     فإن التفسير الموضوعي تفسير صالح لهذا العصر من حيث مواكبته لمختلف المواضيع المستجدة، وميزته في تقريب مفاهيم القرآن وهداياته بشكل متكامل لإنسان هذا العصر.
     ويمكن الاستفادة من منهج الدراسة المصطلحية في إثراء مفهوم "التفسير الموضوعي"،  بحيث  يمكننا  إعادة  تأسيس  مفهوم جديد له- ونتحدث هنا عن التفسير الموضوعي الذي يجعل اللفظ منطلقا له- تكون الدراسة المصطلحية وسيلته العملية الوحيدة[23]، وبذلك ستكون نتائجه أكثر دقة وشمولية؛ فالدراسة المصطلحية صيغة متقدمة للتفسير الموضوعي المهتم بالألفاظ.




















 لائحة المصادر والمراجع
       
        1-إصلاح الوجوه والنظائر، الدامغاني، ط دار العلم للملايين.
        2- الصبر في القرآن الكريم،  د. يوسف القرضاوي، دار المعرفة، البيضاء.
        3- صحيح البخاري.
        4- مباحث في التفسير الموضوعي، أ.د.مصطفى مسلم، دار القلم، دمشق، ط4/1426-2005.
        5- مجلة البيان، ع64/ذو الحجة1413-يونيو1993.
        6- مفهوم التأويل في القرآن الكريم والحديث الشريف، د.فريدة زمرد، معهد الدراسات المصطلحية، سلسلة الرسائل الجامعية(2) ، ط1/أكتوبر2001.
        7- مقدمات في التفسير الموضوعي، السيد محمد باقر الصدر، دار التوجيه الإسلامي، بيروت-كَويت، ط1/1980-1400.
        8- مقدمة في أصول التفسير، ابن تيمية، دار مكتبة الحياة، بيروت/1980.
        9- ندوة الدراسة المصطلحية والعلوم الإسلامية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط1993، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز، فاس.
        10- نظرات في المصطلح والمنهج، الدكتور الشاهد البوشيخي، سلسلة الدراسات المصطلحية (2)، ط1، جمادى الأولى1423/غشت2002.

مقالات في الشبكة العنكبوتية
       
1- طرق تناول التفسير الموضوعي، عبد الحميدغانم.www.quranway.net                    
2- ماهية التفسير الموضوعي وكيفية البحث فيه، عدنان البحيصي،www.tafsir.net.




[1] -مقدمات في التفسير الموضوعي،  السيد محمد باقر الصدر،  ص17.
[2] -مباحث في التفسير الموضوعي،  د.مصطفى مسلم،  ص16.
[3] -الصبر في القرآن الكريم،  د يوسف القرضاوي،  ص6.
[4] - صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو.
-مقدمة في أصول التفسير ، ابن تيمية،  ص39[5]
-انظر إصلاح الوجوه والنظائر، الدامغاني ص167 وما بعدها.[6]
2-يعلق السيد محمد باقر الصدر على مثل هذه الدراسات بأنها تجميع عددي لقضايا من التفسير التجزيئي لوحظ فيما بينها شيء من التشابه، ولا علاقة لها بالتفسير الموضوعي الذي نعنيه. انظر مقدمات في التفسير الموضوعي ص17.
-مقدمة في التفسير الموضوعي،  محمد بن عبد العزيز الخضيري، مجلة البيان ع 64/ذو الحجة1413ه- يونيو 1993. [8]
-مباحث في التفسير الموضوعي ص 30[9]
-مصطلح الشهادة على الناس وأبعاده الحضارية، الدكتور عبد المجيد النجار، ندوة الدراسة المصطلحية والعلوم الإسلامية ، ص292.[10]
-مقدمة في التفسير الموضوعي ،  الخضيري، مجلة البيان.[11]
-مباحث في التفسير الموضوعي،  ص54.[12]
-مقدمة في  التفسير الموضوعي، الخضيري.[13]
-هذا اللون من التفسير الموضوعي هو المشهور في عرف أهل الاختصاص، بحيث إذا أطلق اسم "التفسير الموضوعي" لا يكاد ينصرف إلا إليه.[14]
-مباحث في التفسير الموضوعي، ص27.[15]
[16] -مقدمة في التفسير الموضوعي ،  الخضيري،  مجلة البيان.
 -مصاعد النظر،  برهان الدين البقاعي  1/ 150-149.         [17]
-مقدمة في التفسير الموضوعي،  الخضيري.[18]
- نظرات في المصطلح والمنهج،   د الشاهد البوشيخي  ص15[19]
-مفهوم التأويل في القرآن والحديث،  فريدة زمرد  ص 88.[20]  
  [21]- من تعريف وصفات وضمائم ومشتقات.   
  [22]- ولهذا نسمي ركن القضايا- في منهج الدراسة المصطلحية- أحيانا ب ˝التفسير الموضوعي˝
  [23]- مفهوم التأويل  ص 87.
4

وانت تقرأ هذا الموضوع استمع للرقية الشرعية تعمل 24 ساعة طوال اليوم لابطال السحر والعين والحسد والمس العاشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استمع للدروس العلمية في جميع اقسام الشريعة الاسلامية والمواعظ والقران الكريم

تصفح موقع اسلام ويب هذا الموقع مهم وشامل للكل مايبحث عنه طالب الشريعة والدراسات الإسلامية

موضيع المدونة

موقع روح الإسلام للتحميل الموسوعات الاسلامية

الإذاعة العامة للقران الكريم اذاعة متنوعة لمختلف القراء

تلاوات خاشعة من القران الكريم

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية الاولى من القرآن الكريم ومن السنة النبوية

استمع الى راديو إذاعة آيات السكينة على موقع

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية من القرآن الكريم تعمل 24 /24 ساعة

الرقية الشرعية لعلاج السحر والمس والعين للشيخ احمد العجمي

الرقية الشرعية للعلاج من السحر والمس والعين والحسد بصوت الشيخ ماهر المعيقلي

افضل مواضيع المدونة

افضل مواضيع هذا الشهر

افضل المواضيع هذا الاسبوع

جميع الحقوق محفوظه © شعبة الدراسات الاسلامية

تصميم htytemed