آخر الأخبار
... مرحبا بزورا موقع شعبة وتخصص الدراسات الاسلامية

تذكر ان الله هو الموفق للمسلم في جميع امور دنياه واخرته فتوكل عليه

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إذاعة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقران الكريم - المصحف المجود بث مباشر 24 ساعة

افضل موضوع في المدونة اضغط في عنوان هذا الموضوع لقراءته

حمل اكبراسطوانة وموسوعة لكتب الزهد و الرقائق موجودة الانترنت اكثر 900 كتاب 5.6 GB

 كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه، أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبت...

التيار الفقهي المرابطي وأثره على الأدب

0

وانت تقرأ هذا الموضوع استمع لتلاوة الشيخ علي جابر يعتبر من افضل القراء في العالم الاسلامي رحمه الله

بـــــــــــــــسم الله الـــــــــــــــــــــــــرحمن الـــــــــــــــــــــــــــــرحيم
عــــــــرض بــــــــــــموضوع التيار الفقهي المرابطي وأثره على الأدب:
من انجاز    زكرياء بوراس     
تحت اشراف الأستاذ :      د. عبد الوهاب الفيلالي

تصميم العرض

 المبحث الأول        :     لمحة تاريخية عن نشأة المرابطين                  
  المبحث التاني     :     التيار الفقهي المرابطي طبيعته ودوره           
   المبحث الثالث    :     الحياة الفكرية والأدبية                           
المبحث الرابع        :    نماذج شعرية {القاضي عياض – ابن زنباع}  
المبحث الخامس    :     أثار التيار الفقهي على الأدب     
            
   التيار الفقهي المرابطي ومدى تأثيره على الفكر والأدب
 لمحة تاريخية عن نشأة المرابطي
عرف المغرب نظام الدولة  بمعناه الحقيقي و بعده الاستراتيجي في عهد " المرابطين " .فمن هم المرابطون  ؟
تأسست الدولة المرابطية سنة 448 هـ, على يد عبد الله بن ياسين الجازولي, وكان ذلك عندما حج يحيى بن ابراهيم الجدالي ,وفي طريق عودته من القيراوان التقى أبي عمران الفاسي شيخ المالكية الذي كان قد ضايقه المغراويون فاضطروه للخروج من فاس, وأخبره عن الحالة الاجتماعية بالمغرب ومدى جهل أهله بالشريعة وتعاليم الدين الإسلامي فبعث معه بكتاب الى تلميذه وجاج بن زلو اللمطي الذي كان فقيها مالكيا متمكنا في بلاد نفيس    {بالمغرب الأقصى} فوقع اختياره على تلميذه عبد الله بن ياسين الجازولي الذي دخل الى بلاد صنهاجة يعلم الناس مبادئ الدين وأحكام الشريعة , وحدت أن مات حاميه فتم الاعراض عنه ومنابذته , فاضطر هو ومن تبت على دعوته الخروج الى أقاصي الصحراء يعبدون الله ويطبقون تعاليم دينه . وكانت المنطقة التي رابطوا فيها بين موريتانيا والسينغال لهذا سموا بالمرابطين . ولم يلبثوا أن داع صيتهم وتسامع بهم الناس فبدؤا يفيدون عليهم من كل البلاد حتى بلغ عدد الوافدين عليهم من أشراف صنهاجة ألف رجل , وقد تأتى لهم الاجتماع على كلمة سواء – عبادة الله وحده – فتحول اجتماعهم هذا الى سند شعبي لم يلبث ان تحول الى سند عسكري في اطار دويلة صغيرة ذات قوة ومناعة . فقرروا القيام لإصلاح الأوضاع وتطهير المجتمع من عوامل الشرك والوثنية وذلك بنشر الفضائل الدينية وقيم الشريعة المحمدية حتى توفي رحمه الله في احدى المعارك , جاء بعده أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي تولى قيادة الجيش المرابطي ويرجع الفضل الى هذا الرجل في نشر الاسلام في أكثر من عشرين دولة افريقيا حتى استُشهد في احدى المعارك فتولى يوسف بن تاشفين قيادة الجيش بعده , حيت عمد الى توحيد البلاد وذلك بانتزاع ما بقي من ملك المغرب بيد مغرواة ,وبني يفرن ,و نقل كرسي المملكة من فاس الى مراكش التي بناها سنة 454 هـ , وكان ذا همة عالية حيت قام بفتوحات مكنته من نشر الاسلام في شمال افريقيا فتوسعت دولته من تلمسان ووهران الى حدود السودان و حوض النيجر , وفي عهده تم ضم الأندلس الى السيادة المغربية , ولُقب آنذاك بأمير المسلمين وتوج حياته بإعلانه الانضواء تحت الخلافة العباسية . ليس لطلب من هذه الأخيرة ولا لضعف في الدولة المرابطية , ولكن رغبة في الحفاظ على كلمة المسلمين وتوحيد صفهم وجعلهم يدا على من سواهُم .التيار الفقهي المرابطي طبيعته ودوره
يذكر أحد مؤسسي الدولة المرابطية وهو يحي بن ابراهيم الجدالي الواقع الفكري للمنطقة التي خرج منها هؤلاء المرابطون قائلا : ’ اننا في الصحراء منقطعون لا يصل الينا إلا بعض التجار الجهل حرفتهم الاشتغال بالبيع والشراء وفينا أقوام يحرصون على تعلم القرآن وطلب العلم ويرغبون في الفقه والدين ما وجدوا الى ذلك سبيلا ‘{1}هذا الكلام ان دل على شيء إنما يدل على انبعاث صادق متمثل في نقد الذات , وهو منطلق وأساسُ تطور المعرفة عند المرابطين , ومعروف أن الدولة قامت على أساس من الاصلاح الديني في اطار المذهب المالكي .                                 سيسأل سائل لماذا المذهب المالكي دون غيره من المذاهب ؟ان الاجابة عن السؤال تقتضي تسليط الضوء على ظروف ميل المغاربة الى هذا المذهب ,كما جاء عند ابن خلدون 1- أن المغاربة والأندلسيين كانوا كثير الترحال الى المدينة التي كان مالك يدرس بها {مذهب مدرسة الحجاز}وبما أن العراق لم يكن في طريقهم لم يتعرفوا على المذهب الحنفي .2- التقاء بداوة أهل المغرب ببداوة أهل الحجاز حيث مال الطبعُ للطبعِ خلافاً للطبع الحضري لأهل العراق {2}3- المذهب المالكي لم يكن محدث أو جديد على المغاربة حيت كانوا على دراية بهذا المذهب منذ العهد الادريسي وكل ما فعله المرابطون أنهم عمموه واتخذوه دليلا لحركتهم الاصلاحية .4 -كان موافقا لمزاجهم وظروفهم ذلك لأن المستوى الفكري والحالة العقلية التي كان عليها المغاربة آنذاك لم تكن لبساطتها أن تسمح بفتح المجال للمذاهب المعقدة , وإنما كانت في حاجة الى أن تُثبت في النفوس قواعد الدين ومبادئه الأولية خاصة وأن المغاربة كما هو معروف قد ارتدوا اتنا عشرة مرة عن الاسلام ولعل ذلك لطول تجربتهم مع المستعمرين الطامعين في نهب خيرات بلادهم بدءا بما كان قبل التاريخ الاسلامي ومرورا بالفينيقيين والرومان والوندال نهاية بالبيزنطيين . ومن خصوصيات المذهب المالكي اعتماده على النص والنقل وابتعاده عن المنطق والقياس فكان أكثر من غيره قدرة على تحقيق الوحدة والسلم الاجتماعيين , ولو اتُخذ مذهبا غيره في الفترة الأولى من قيام الدولة لعاد المغرب الى سابق عهده من الفوضى الفكرية ولستغل أصحاب المذاهب الضالة الوضع لبث أفكارهم المتطرفة وترويج معتقداتهم الباطلة التي كانت منتشرة وفي مقدمتها المذهب الخارجي الذي كانت تعتنقه امارة  بني مدرار - في سجلماسة – والمذهب البرغواطي الذي كان قد باض وفرخ في – تامسنا – والمذهب الشيعي الذي يقال أن قرنه طلع مع نشوء الدولة الادريسية {3}خاصة وأن العالم الاسلامي في هذه الفترة كان يتخبط في خلافات مذهبية وانقسامات حزبية تُكرس الشقاق وتجعل من الأخوة أعداء , ومن هنا لم يكن الدين عند المرابطين مجرد مذهب بل حركة تقود نضالهم وتُكيف طبيعة هذا النضال وتحدد شروطه وغاياته مما أهلهم الى بناء كيان – سياسي اقتصادي اجتماعي -  متكامل ولكن ليس على النموذج الذي كان ينهار أمامهم في الأندلس , ولعل اعتماد المرابطين على المذهب المالكي داخل في نطاق صراع المذهب السني عموما مع المذهب الشيعي على مستوى العالم الاسلامي ولاسيما في الشرق الاسلامي ولا أدل على ذلك مساندة العباسيين ليوسف بن تاشفين حيت كان بحاجة الى مثل هذه المساندة ,منها الى مسالمة حتى لا يُعزل سياسيا ولكي لا يواجه بأي تحالف ضده من شأنه ايقاف مسيرة البناء والتشييد داخل الدولة المرابطية .                                        الحياة الفكرية والأدبية
  1  الحياة الفكرية أغلب الانتاج الفكري والأدبي في العصر المرابطي مفقودا  أو في حكم المفقود , فلم يبقى الا مجموعة من الأسماء وقلة قليلة من النصوص الأدبية ولعل القارئ لهذه النصوص لا يمكن أن يجزم الا بوجود نصوص اخرى.فليس ضياع الموروت هو وحده المسؤول عن الضباب الذي يُغلف هذا العصر وانما كذلك اهمال بعض الأندلسيين والمشارقة للمغرب لما قدمه في ميدان الفكر والأدب خاصة .  لقد كان أساسُ دعوة المرابطين العلم , وعليه قامت دولتهم وأنداك لم تكن قضية هذا أديب وذاك فقيه وثالث شاعر , بل كنت تجد الفقيه الأديب الكاتب الشاعر بل والطبيب الفلكي وقلما تجد عالما يثقن فنا واحدا أو صاحب تخصص معين بل كان الرجل فيهم بأمة , عليهم تأسست الأمجاد , ونرجو من الله أن يعيد الكرة بهؤلاء والأحفاد .كان في زمن المرابطين فقهاء وعلماء لا زال أثرهم في الأمة إلى يومنا هذا برعوا في عدة مجالات منها:العلوم الدينية  لمعت أسماء من قبيل ابي علي الصدفي وأبي علي الغساني وبن ابي الخصال وبن أيوب الفهري الذي قامت حوله نهضة احياء السنةعلم التفسير والقراءات اشتهر فيه أبو بكر بن محمد بن علي المعافري السبتي  و أبو عبد الله القيسي المكناسي و اللخمي الفاسي{4}الفقه نجد عبد الملك المصمودي قاضي الجماعة بمراكش وعبد الله بن سعيد الوجدي قاضي بالنسيا علم الكلام لمع فيه أبو بكر المرادي الذي كان قد استقدمه أبو بكر بن عمر اللمتوني زعيم المرابطين ويُعتبر أول من أدخل علم الاعتقاد الى المغرب .ويوسف ابن موسى الكلبي وكذلك عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الكتامي .وأبو الحسن علي بن محمد الأنصاريالفلسفة فقد استُدعي بن باجة لتدريسها من الأندلس وما يتصل بها من علوم.                      الطب  برع فيه أبو العلاء بن زهر الذي تتلمذ على يده من المغاربة أبو الحسن بن زنباع الطنجي        الحساب  نبغ فيه ابن مراءة السبتي وتلميذه ابن العربي وهو من سبتة كذلك وغيرهم كثير...  الشعر اشتهر فيه العلامة القاضي عياض الذي قيل في حقه لولا عياض لما عرف المغرب {5}  وشيخه الحسن بن طريف السبتي ونجد كذلك الشاعر الطبيب ابن زنباع الطنجي ففي هذا العصر امتزجت دراسة الفقه بعلم الأصول وظهر الاشتغال بعلم الكلام عن طريق أهل النظر والتأويل وظهر أيضا الاهتمام بالعلوم الأدبية واللسانية من قبيل النحو واللغة والشعر والبلاغة , ونجد كذلك الأمراء المرابطون والرؤساء منهم قد شاركوا في طلب العلم والتحصيل و يَحسُن النظر كذلك الى بعض أعلام المفكرين الأندلسيين الذي كان لهم دور مهم في تنشيط تلكُمُ الحركة العلمية التي شهدها المغرب على عهد المرابطين فمعظم أعلام الفلسفة والطب الأندلسيين كانوا ممن نبغوا في هذا العصر أو بعده بقليل على سبيل المثال لا الحصر , ابن باجة {الفيلسوف} وابن رشد {الطبيب} وابن طفيل {الفلكي الطبيب الرياضي والأديب}وفي اطار افاء الدولة بما قامت من أجله نجد في عهد علي بن تاشفين تم تأسيس جامعة بمراكش على شاكلة جامعة القرويين , قصد النهوض بالدراسات العلمية والأدبية بالمغرب اضافة الى بناء المدارس التي تُتخذ لإيواء الطلبة وتدريس مختلف العلوم فكثُر الفقه والحديث والرواية والقراءة والتفسير وباقي العلوم بالموازاة . سيقول قائل أن الحركة العلمية كانت مزدهرة والحرية الفكرية متيسرة ولم يكن هنالك تضييق على الأدب والأدباء فكيف يُحرق كتاب الاحياء لحجة الاسلام أبي حامد الغزالي ؟قضية الاحياء انما أثارها أبو عبد الله بن حمدين قاضي قرطبة وتواطأ معه بعض فقهاء المغرب في حين عارضه آخرون وتجدر الاشارة أن الاحراق كان في الأندلس , وهذا لا يُبرئ ساحة المرابطين لأن عُدوة الأندلس كانت تابعة للحكم المرابطي انذاك , وكما سبق فقد عارض احراق كتاب الاحياء جملة من العلماء والفقهاء المغاربة , منهم الفقيه بن الفضل النحوي وفتياه المضادة وكان قد تبعه فيها علي بن حرزهم كما جاء في كتاب التشوف " وصل كتاب علي بن تاشفين بالتحريج عن كتاب الاحياء و أن يحلف الناس بالأيمان المغلظة أن كتاب الاحياء ليس عندهمذهبت الى أبي الفضل أستفتيه في تلك الأيمان قال أنها لا تلزم" {6}ولعل احراق الاحياء كان في أواخر عهد المرابطين , حيت يُعتبر مظهرا من مظاهر عجز الفقهاء المسؤولين أو كانت بداية العجز عن توجيه الرأي العام وهو انما عجز ناتج عن عدم قدرة هؤلاء على تطوير المذهب باعتباره ايديولوجية حتى تنسجم مع ظروف الدولة الكبيرة , ويبدوا أنهم في تلك المرحلة كونُوا بيروقراطية كهنوتية خصت نفسها وبعض الولاة الموالين بامتيازات الاستثمار والسيطرة وكان ذلك من بين العوامل التي ساهمت في سقوط هذه الدولة .   الحياة الأدبية  2  ذكر المراكشي عنده في المعجب : أن يوسف بن تاشفين لم يزل من أول امارته يستدعي أعيان الكتاب من جزيرة الأندلس وصرف عنايته الى ذلك حتى اجتمع له منهم ما لم يجتمع لملك قبله {7} نجد من كُتابه عبد الرحمن بن أسباط ومحمد بن عبد الغفور وعبد المجيد بن عبدون يقول بن الحسن بن الجد في مدح يوسف بن تاشفين انظر الى الصبح سيفا في يدي ملك
                                     في الله من جنده التأييد و الظفر
يرعى الرعايا بطرف ساهر يقظ    
                               كما رعاها بطرف ساهر عمر{8}ومن كتابه أيضا أبو القاسم الجد وأبو بكر بن محمد المعروف بابن القبطرينة وغيرهم كثير ...وكذلك الشأن بالنسبة لبقية أمراء الدولة وولاتها فقد أبدوا كبير اهتمام بالكُتاب والشعراء فرعوهُم وشجعُوهم وكان أكثرهم رعاية للأدب وأهله ابراهيم بن يوسف وأبو بكر بن تافلويتوعبد الله بن مزدلى فقد قرب ابراهيم الفتح بن خاقان وهو من هو الكاتب الفذ مؤلف كتاب القلائد , حيت ذكر في مقدمته فضل الأمير ابراهيم على احياء رسم الأدب حيث قال "و لم يزل شخص الأدب وهو متوار و زنده غير وازر وجده عاشر و منهجه داثر، الى أن اراد الله اعتلاء اسمه و احياء رسمه و انارة افقه و اعادة رونقه، فبعث من الامير الاجل ابو اسحق ابراهيم بن يوسف ابن تاشفين ملكا عاليا للبة المجد حليا وهي على الامة وسما دوليا البس الدنيا جمالا جدد لأهلها امالا ناهيك به من ملك عالي ناظم لأشتات المعالي"  {9}       و من الشعراء الذين مدحوه ابن خفاجة و ابو بكر بن رحيم و الشمنتري، و غيرهم كثيرون تجدون مدائحهم في قلائد العقيان و مغرب ابن سعيد.
اما عبد الله بن مزدلي فكان يقصده الادباء والشعراء للمدح والثناء امثال ابي محمد بن عطية و ابي عامر بن ارقم و ابي جعفر ابن مسعدة الذي اتخذه كاتبا له.
اما ابن تافلويت فكان من اهم كتابه و مادحيه : ابو بكر بن باجة و كذلك ابن سارة الشنتريني، وهو نفسه كان يقرض الشعر و بلغ من عناية المرابطين للأدب – و الشعر خاصة – ان نساءهم كن يحفظنه و وينشدنه و يحكى انه كانت لهن مجالس أدب و قد لمعت في هذا المجال حواء بنت ابراهيم بن تافلويت و اختها زينب و كذلك تميمة بنت يوسف بن تاشفين.وكنتيجة لهذا التوجه نبغ أدباء من أبناء المغرب نذكر منهم ابن حبوس الذي قيل في حقه أن شعره بلغ ستة الف بيت والذي بلغنا لم يكذ يتجاوز ثلث هذا المقدار- ابن زنباع{الطبيب الشاعر} - ابن الزيتوني - ابن القابلة السبتي – عبد الله التادلي – ابن عطاء {الكاتب }– ابن غازي { الخطيب } – القاضي عياض{الفقيه الأديب الشاعر} وكذلك ظهرت عائلات اشتهرت بالعلم كعائلة عياض وعائلة بن الملجوم وظهور أمهات الكتب الفقية والحديتية والأدبية كمؤلفات عياض الشهيرة والموسوعات الضخمة كالذخيرة  وكذلك أُلفت مشارق الأنوار والمحرر الوجيز وبالمقابل هناك من ينعث المرابطين بعدم الدوق الأدبي , وخير شاهد على بطلان هذا الادعاء معاملة ابن تاشفين للمعتمد بن عباد وما تُعبر عنه من نُبل وأدب رفيع على عكس معاملة ابن عباد الشاعر لوزيره ابن عمار حيت قتله بيده وهو مُكَبل بالأغلال يجُرها ويبكي ويستعطفه شعرا , ولا يخفى علينا ما تردد على ألسنة بعض المستشرقين الذين غلفوا الموضوع بالعلمية والبحت النزيه , وللتعرف أكثر على هذا الاتجاه التي سارت فيه هذه الحملة نستعرض أمثلة من أهمها قول المستشرق رنهرت دوزي في تاريخه  قال : {أن سلاطين المرابطين لم يبدوا كبير عناية بأمر الفنون والعلوم والشعر وأنهم كانوا يعملون على تحطيم روح الشعر بالأندلس} {10}والواقع أن عناية المرابطين بالأدب أوضح من أن تُنكَر فقد أولى أمراءهم رعاية كبيرة للأدباء من كُتاب وشعراء من اليوم الذي توطدت فيه دعائم مُلكهم ,خاصة أدباء الأندلس حتى لم يبق منهم أديب مرموق إلا وَعُين في بلاط أمير المسلمين أو ديوان أحد الأمراء في الأقاليم .وقد قال اميليو كورسيا كومس أن بن خفاجة وبن الزقاق يُعتبران الذروة العليا للشعر العربي القديم الحديث في الأندلس ولا نجد بعدهما الا تكرارا وانحدارا { الشعر الأندلسي صفحة 59}.وعليه فالشعر المرابطي قمة الشعر الأندلسي عكس ما ذهب اليه رنهرت دوزيوفي الأندلس عرف أيضا تطور ملحوظ حيت ازدهر فن التوشيح على يد وشاحين كبار من أشهرهم التطليلي – ابن بقى حيت كانت لهما موشحات في مدح بعض الولاة والقضاة المغاربة حيت نقل ابن باجة وابن اللبانة هذا الفن الى المغاربة وعرفهم به وكذلك ظهر الزجل كفن مستقل يفرض وجوده في ميادين الشعر وكان رائده ابن قزمان وله اكثر من مئة وتسعة وأربعون قصيدة نـــــــــــــــــــــــــــــماذج شـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعرية
يقول ابن زنباع واصفا للطبيعة :أبدت لنا الايام زهرة طيبها                                      
                  و تسربلت بنضيرها و قشيبها
و اهتز عطف الارض بعد خشوعها                             
                  و بدت بها النعماء بعد شحوبها
و تطلعت في عنفوان شبابها                                        
                  من بعد ما بلغت عتى مشيبها
وقفت عليها السحب وقفة راحم                                    
                 فبكت لها بعيونها و قلوبها
فعجبت للازهار كيف تضاحكت                                       
                     ببكائها و تبثرت بقطوبها   
و تسربلت حللا تجر ذيولها                                                
                    من له مها فيها وشق جيوبها
فادر كؤوس الانس في حافاتها                                                   
                     و اجعل سديد القول من مشروبها
و اركض الى اللذات في ميدانها                                                  
                    و اسبق لسد ثغورها و دروبها {12}أتناء تتبع الحقول الدلالية لهذه القصيدة نجدها تتكون من حقلين دلالين : معجم لغوي من قبيل زهرة , طيبها , الأزهار ... حيت وصف الشاعر الطبيعة في أحسن تصوير وكأنه يرسمها, وكانت أدواته هي ألوان من البديع من تشبيه واستعارة وجرس , ونجد كذلك مصطلحات مثل اهتز - الأرض - خشوعها . ويظهر أن الشاعر استقاها من قوله تعالى :وترى الأرض هامدة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج {سورة الحج الأية5 }من هذا يتبين تأتر صاحب القصيدة بالقرأن والدين كيف لا وهو الشاعر الفقيهالأبيات التالية وهي للقاضي عياض التي يصف فيها خامات الزرع بينها شقائق النعمان هبت عليها الريح :انظر الى الزرع و خاماته                      
                     تحكي و قد ماست امام الرياح
كتيبة خضراء مهزومة                           
                    شقائق النعمان فيها جراح    {15}الملاحظ أن النزعة الغالبة في هذه الأبيات دينية , اذ البيت الأول المقتبس من الحديت الشريف {مثل المؤمن مثل الخامات من الزرع تُفيؤها الرياحُ} ونرى في تقريظ الشاعر القاضي عياض للموطأ خير مثال على أثر المذهب المالكي على الأدب في هذه المرحلة :اذا ذكرت كتب العلم فخيرها                                                         كتاب الموطأ من تصانيف مالكأصح أسانيد وأثبت سنة                                             وأوضحها في الفقه نهجا للسالكأسانيد أمثال الرواسي الصحيحة                                     ورأي كأنوار النجوم الشوابكنجد القصائد التي قيلت في أمراء المرابطين تكاد تكون في عمومها أقرب الى شعر الحروب والمعارك منه الى شعر الفتوح , وقصائد في مدح الأمراء و يكفينا في هذا الصدد ان نذكر ابياتا للاعمى التطليلي، مقتبسة من قصيدة يمدح بها ابن يوسف ، يقول:
جلبت الخيل مشرفة الهوادي                   
                  تعز على قيادك او تهون   
كارام الصريمة او مهاها                               
                 و ليس سوى الرماح لها قرون
سوابح من غمار في حديد                              
                 فما تدري اخيل ام سفين   
يلقيها الطعان و لا يبالي                                    
                 مشيح ما يبل له طعين          
يجللها ثياب مكايديه                                         
                اذا انتفضت من الورق الغصون{11}ومعظم شعراء هذا العصر كانوا ميالين بالقول في الطبيعة والغزل تأثرا منهم بالأندلسيين الذين لهم قصب السبق في هذين الفنين .ولعل قصيدة ابن زنباع في وصف الطبيعة خير شاهد على ذلك :ويعتبر شعر القاضي عياض أكثر دلالة على هذا الاتجاه وهو العالم الفقيه وله بيتين ينسبان اليه يمثلان معادلة غزلية رائعة رأت قمر السماء فأدركتني           
                     ليالي وصلها بالرقمتين
كلانا ناظر قمرا و لكن                
                     رأيت بعينها و رأت بعيني{13}ويُلاحظ في بعض الأحيان أثر المعارك والحروب منعكسا على التعبير الشعري حتى في موضوعات الغزل والطبيعة على حد قول ابن زنباع في هذا البيت الذائعو قد تحمي الدروع من العوالي            
                      و لا تحمي من الحرق الدروع  {14}أثر التيار الفقهي على الأدب
ومن هذا كله , يتبين لنا أن التيار الفقهي الذي كان سائدا في هذا العهد , والذي اتخذه المرابطون أساسا لقيام دولتهم ونبراسا لتحقيق دعوتهم الاصلاحية لم يكن له من تأثير على الفكر إلا بالقدر الذي نشطت به الدراسات الفقهية دون تجميد بقية الدراسات. ولم يكونوا يمارسون أي ضغظ فكري فوق ما تفرضه ضرورة الحفاظ على الوحدة في ظل المذهب المالكي وهذه الوحدة رُسخت وكما هو مُلاحظ طيلة تاريخ المغرب , اما في الادب فلم يكن له من تأثير يُذكر الا ما كان من الغاء المظاهر الرسمية التي كانت تقام للأدب و الشعر في أحضان اللهو و المجون على عهد الطوائف، و ما كان من روح القوة التي تسيطر على شعر المدائح و الفتوح و ما قد يعلو بعض ابيات هذا الشعر من مُسحة دينية لعلها كانت باهتة في غالب الاحيان, وعلى عكس ما يُتهم به المرابطون من جمود على المستوى الفكري والأدبي , وأنهم كانوا دولة فقهاء بامتياز , فقد عرف المغرب في عهدهم نهضة حقيقية في كل المجالات الدينية منها و السياسية والاجتماعية وكذا الاقتصادية وقد تأتى لهم, وفي اطار الوحدة مع الأندلس الاستفادة فكريا وأدبيا وفي باقي ميادين العلم والحياة مما جعلهم قبلة للفقهاء والأدباء , وكما سبق الذكر أن امراء الدولة المرابطة وولاتهم قد أولوا كبير عناية بالأدب وأهله , سواء باستقدامهم أو الرحلة  للدراسة عليهم , ونذكر في هذا المقام خالوف بن خلف الله الصنهاجي وعمر بن معتز الصنهاجي وكذا نجد الأمير ميمون بن ياسين وغيرهم ... ولعل خير شاهد على هذا التوجه هو انشاء المدارس والرباطات في مختلف المراكز قصد بت الوعي الديني والإصلاح الاجتماعي , وكذلك لنشر العلم وتعميم الثقافة , ومن أهم هذه المعالم نجد جامع بن يوسف في مراكش و مثله جوامع في سبتة التي كانت مزدهرة بالعلم حتى قال عنها المعتمد بن عباد" أشتهي أن يكون عندي ثلاثة نـفر من أهل سبتة ابن غازي الخطيب وابن عطاء الكاتب وابن مرائـــة الـفرضي" {16}هذا بالإضافة الى الازدهار العلمي الذي عرفه جامع القرويين بفاس , وجامع قرطبة بالأندلس , وقد كان لهذا التيار الفقهي بالغ الأثر في تحقيق الاستقرار الداخلي للدولة , أما على مستوى العلاقات الخارجية فقد تمكن المرابطون من خطاب ود الاخوة في المشرق تمثل في مساندة العباسيين لابن تاشفين مما مكنه من ترتيب أولوياته وبسط سيادة وهيبة الدولة .ولم يُعكر على المرابطين صفوة ادعى والرخاء والأمن الذي كانوا يتمتعون به هم ورعيتهم الا قيام ابن تومرت عليهم فما دوافع قيام ابن تومرت ؟؟   قائمة المراجع
 {9}كتاب المطرب صفحة 87{10}الحلل الموشية 16 الجزء 2 صفحة 251 {11}ديوان الأعمى التطليلي صفحة 200
{12}كتاب القلائد صفحة 225{13} نفح الازدهارصفحة 9{14}كتاب القلائد صفحة 228{15} كتاب القلائد صفحة 3 {16}معجم البلدان (سبتة) ج 5 صفحة 26-27مجلة الدراسات الإسلامية وشؤون الثقافة والفكرالعددان 156 و157 {1}الحلل الموشية ، صفحة 9{2} مذكرات من التراث المغربي لحسن الصقــلي، مج: 2: 102، ط. 1984م
الأمير الشاعر أبو الربيع سليمان الموحدي، عصره، حياته، شعره، عباس الجراري: 28، دار الثقافة، الدار البيضاء 1974م{3}النبوغ المغربي عبد الله كنون صفحة 48

{4} الغنية فهرست شيوخ القاضي عياض صفحة 68{5}كتاب عياض بين العلم والأدب صفحة 5{6} كتاب التشوف صفحة 73{7}المعجب في تلخيص أخبار المغرب صفحة 73{8}كتاب اعمال الأعلام صفحة 242  
4

وانت تقرأ هذا الموضوع استمع للرقية الشرعية تعمل 24 ساعة طوال اليوم لابطال السحر والعين والحسد والمس العاشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استمع للدروس العلمية في جميع اقسام الشريعة الاسلامية والمواعظ والقران الكريم

تصفح موقع اسلام ويب هذا الموقع مهم وشامل للكل مايبحث عنه طالب الشريعة والدراسات الإسلامية

موضيع المدونة

موقع روح الإسلام للتحميل الموسوعات الاسلامية

الإذاعة العامة للقران الكريم اذاعة متنوعة لمختلف القراء

تلاوات خاشعة من القران الكريم

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية الاولى من القرآن الكريم ومن السنة النبوية

استمع الى راديو إذاعة آيات السكينة على موقع

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية من القرآن الكريم تعمل 24 /24 ساعة

الرقية الشرعية لعلاج السحر والمس والعين للشيخ احمد العجمي

الرقية الشرعية للعلاج من السحر والمس والعين والحسد بصوت الشيخ ماهر المعيقلي

افضل مواضيع المدونة

افضل مواضيع هذا الشهر

افضل المواضيع هذا الاسبوع

جميع الحقوق محفوظه © شعبة الدراسات الاسلامية

تصميم htytemed