آخر الأخبار
... مرحبا بزورا موقع شعبة وتخصص الدراسات الاسلامية

تذكر ان الله هو الموفق للمسلم في جميع امور دنياه واخرته فتوكل عليه

بحث هذه المدونة الإلكترونية

إذاعة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد للقران الكريم - المصحف المجود بث مباشر 24 ساعة

افضل موضوع في المدونة اضغط في عنوان هذا الموضوع لقراءته

حمل اكبراسطوانة وموسوعة لكتب الزهد و الرقائق موجودة الانترنت اكثر 900 كتاب 5.6 GB

 كتب أبو الدرداء إلى بعض إخوانه، أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والزهد في الدنيا، والرغبة فيما عند الله، فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبت...

البلاغة ( الحقيقة والمجاز )

0

وانت تقرأ هذا الموضوع استمع لتلاوة الشيخ علي جابر يعتبر من افضل القراء في العالم الاسلامي رحمه الله



الحقيقة والمجاز

1- قال ابن العميد:

قامت تظللني من الشمس... نفس أحب إليَّ من نفسي



قامت تظللني ومن عجب...شمس تظللني من الشمس

2- قال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} سورة غافر:13

3- قال تعالى: {وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ}. الأنعام:6

إيضاح:

1- تأمّل الشطر الثاني من البيت الثاني تجد أن كلمة (شمس) ذكرت مرتين وتدرك أن المقصود من الشمس الأولى ليس هو نفسه المقصود من الشمس الثانية فالشمس الأولى لا يمكن أن تكون هي النجم المعروف لأن الشمس الحقيقية لا تظلل بل هي تحرق بأشعتها لذلك نقول:إن الشمس الأولى وردت بمعنى غير معناها الحقيقي (الأصلي) وهو دلالتها على امرأة (على وجه التشبيه) وفي هذه الحالة نقول:استعمل الشاعر الشمس الأولى بالمعنى المجازي.لاحظوا أن الفعل تظلل منع من أن تكون الشمس حقيقية وهذا الذي نسمّيه استعارة.

أما الشمس الثانية فقد دلت على معناها الحقيقي (الأصلي) وهو دلالتها على النجم الساطع المعروف الذي نتجنب حرارته الحارقة وفي هذه الحالة نقول:إن الشاعر استعمل الشمس بالمعنى الحقيقي.

2- تأمّل قوله تعالى:{ويُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السماءِ رزْقاً}؛فهل الرزق ينزل من السماء؟ كلّا،ولكنّ الذي ينزل هو المطر الذي ينتج عنه رزقنا،فالرزق مُسبَّب عن المطر،فهذا مجاز مرسل علاقته المُسبَّبية،

3- وفي الآية الثالثة أسند الله تعالى الجري إلى الأنهار وهي أمكنة للماء،فالنهر لا يجري ولكنّ الماء الذي فيه هو الذي يجري،وهنا نقول:أسند الفعل إلى غير صاحبه وهذا هو المجاز العقلي.

تذكّر:

1- الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في الأصل.

2- المجاز هو اللفظ المستعمل في غير معناه الحقيقي (الأصلي) أي في غير ما وضع له في الأصل مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي.

إذا قلت:رأيت أسدا صعب عليّ أن أحكم بأن الأسد المقصود هو الحيوان المعروف أو هو إنسان شجاع لعدم وجود قرينة تبيّن لي المعنى المراد.

فإذا قلت:ابتسم لي الأسد سهل عليّ أن أعرف أنّ الأسد هنا ليس هو الحيوان لوجود قرينة تمنع ذلك وهي (ابتسم) وفي هذه الحال أقول:إنّ الأسد ورد بالمعنى المجازي.

3- العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازيّ قد تكون المشابهة،وقد تكون غيرها،والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حاليّة.

لاحظ في المثال التالي حيث إن السحاب في معناه الأصلي يدل على الغيوم وقد تستعمل للدلالة على معنى غير هذا.

مثال:تعرض لي السحاب وقد قفلنا...فقلت إليك إن معيَ السحابا

السحاب الأولى حقيقية وهي الغيوم

قفلنا:عدنا ورجعنا

إليك:ابتعد

السحاب الثانية يقصد بها الرجل الكريم

تنبيهات:

1- العلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة وقد تكون غير المشابهة.

2- القرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي قد تكون لفظية (مذكورة) وقد تكون حالية تفهم من سياق الكلام.

3- إذا كانت العلاقة بين المعنى المحذوف والمعنى المذكور هي المشابهة نقول :إننا أمام استعارة.

4- إذا كانت هذه العلاقة ليست المشابهة نقول:إننا أمام مجاز مرسل.

5- إذا أسند الفعل إلى غير صاحبه نقول:نحن أمام مجاز عقلي.
6- المجاز نوعان:مجاز لغوي ومجاز عقليّ والمجاز اللغويّ نوعان:استعارة ومجاز مرسل.



ü الاستعارة

1- قال تعالى :"الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور." سورة إبراهيم:2

2- قال الحجَّاج مخاطبا خصومه:"إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها."

إيضاح:

في الآية الكريمة مجاز لغوي ورد مرتين فكلمة (الظلمات) لاتدل على معناها الحقيقي الذي هو زوال ضوء الشمس تماما وإنما دلت على معنى (مجازي) آخر يفهم من سياق الكلام وهو الضلال والكفر.

وقل مثل ذلك في كلمة (النور) فهي لا تدل على معناها الحقيقي بل هي تدل على معنى غير الذي وضعت له في الأصل وهو الهدى والإيمان.

المجاز اللغوي الوارد في الآية علاقته المشابهة حيث شبه الله الكفر والضلال بالظلمات والإيمان والهدى بالنور وهذه هي الاستعارة.

هذه الاستعارة تصريحية لأن المشبه به (الظلمات) و(النور) قد صُرِّح به (أي ذكر) في الآية أما المشبه فقد حذف.

أما كلام الحجاج فقد ورد فيه مجاز لغوي آخر حيث شبه الرؤوس بالثمار وحذف المشبه به (الثمار) ورمز لها بقرينة (خاصية) تدل عليها وهي (أينعت وقطافها) وهذه أيضا استعارة.

هذه الاستعارة مكنية لأن الحجَّاج حذف المشبه به وكنى عنه بذكر إحدى خصائصه الدالة عليه.

تذكّر:

تعريف الاستعارة:

الاستعارة من المجاز اللغوي علاقتها المشابهة دائما وهي تشبيه حذف أحد طرفيه (المشبه أو المشبه به).

أقسام الاستعارة:

للاستعارة قسمان:

1- الاستعارة التصريحية وهي التي حذف منها المشبه وصُرِّح (ذكر صراحة) فيها بالمشبه به.

2- الاستعارة المكنية وهي التي ذكر فيها المشبه وحذف منها المشبه به ورُمز له بإحدى لوازمه (خصائصه) للدلالة عليه.

تنبيهات:

1- الاستعارة التصريحية = مجاز لغوي+ مشبه به

2- الاستعارة المكنية = مجاز لغوي + مشبه

3- يمكن تحويل التشبيه إلى استعارة بحذف طرفيه:المشبّه أو المشبّه به وتغيير ما يلزم تغييره.

4- لنطبّق ذلك على هذا التشبيه:هذا الملاكم كالأسد في شجاعته.

أ- نحذف أولا المشبّه به:افترس الملاكم خصمه افتراسا.

كما نلاحظ هنا أنّي حذفت المشبه به (الأسد) وذكرت قرينة (افترس) مع المشبّه (الملاكم ) للدّلالة على المشبّه به المحذوف وبذلك حصلت على استعارة مكنيّة ممثلة بالمعادلة التالية:

مجاز لغوي (افترس) + طرف تشبيه وهو المشبّه (الملاكم) = استعارة مكنية

ب- نحذف ثانيا المشبّه:أسقط الأسد خصمه على الحلبة.

كما نلاحظ هنا أنّي حذفت المشبه (الملاكم) وذكرت قرينة (الحلبة) مع المشبّه به (الأسد) للدّلالة على المشبّه المحذوف وبذلك حصلت على استعارة تصريحيّة ممثلة بالمعادلة التالية:

مجاز لغوي (الحلبة) + طرف تشبيه وهو المشبّه به (الأسد) = استعارة تصريحيّة

أمثلة على الاستعارة:

1- قال المتنبي يَصِفُ دخول رسولِ الرّوم على سيف الدولة :
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى ... إلى البَحرِ يَسعَى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي

2- قال تعالى على لسان زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} مريم:4

3- وقال ابن المعتز:
جُمِعَ الحقُّ لنا في إمامٍ ... قتلَ البخلَ وأحيا السماحا

4- ذم أعرابي قوما فقال:"أولئك قوم يصومون عن المعروف ويُفطرون على الفحشاء."

5- وقال المتنبي وقد قابله مَمْدُوحُهُ وعانقَه :
فلم أرَ قَبلي مَن مَشَى البحرُ نحوَه ... ولا رَجُلاً قامَتْ تُعانِقُهُ الأُسْدُ

6- قال دعبِل الخزاعِيُّ:
لا تَعجَبي يا سَلمُ مِنْ رَجُلٍ ... ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

7- قال المتنبي في وصف قلم:

يمج ظلاما في نهارٍ لسانُه...ويفهم عمَّن قال ما ليس يسمع

8- قال تعالى:"ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون".

9- ورد إذا ورد البحيرة شاربا...ورد الفرات زئيره والنيلا

10- شر الناس من يرضى بهدم دينه لبناء دنياه.
11- وقال في مدح سيف الدولة :
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلْواً سِوَى ظَفَرٍ ... تَصافَحَتْ فيهِ بِيضُ الهِنْدِ وَاللِّممُ
12- وقال المتنبي:
ولمّا قَلّتِ الإبْلُ امْتَطَيْنَا ... إلى ابنِ أبي سُلَيْمانَ الخُطُوبَا
13- وقال أيضا:
ألمَجْدُ عُوفيَ إذْ عُوفيتَ وَالكَرَمُ ... وَزَالَ عَنكَ إلى أعدائِكَ الألَمُ
14- وصفَ أعرابيٌّ أخاً له فقال: كان أخِي يَقْري العينَ جَمالا والأُذنَ بيانا.
15- وقال أعرابيٌّ في المدح: فُلانٌ يَرمي بِطَرْفِهِ حَيْثُ أَشَارَ الكَرمُ.
16- قال السَّريّ الرَّفَّاء الموصلي :
كلُّ زَنْجيَّة كأَنَّ سوَادَ الْـ ... لَيْل أَهْدى لها سَوادَ الإِهَابِ
17- وقال أيضاً في وصف مزيِّنٍ:
إذا لمعَ البرقُ في كَفِّهِ ... أفاضَ على الوجهِ ماءَ النَّعيمِ
له راحَة ٌ سَيرُها راحة ٌ... تَمُرُّ على الوَجْهِ مَرَّ النَّسيمِ
18- مدحَ أَعرابيٌّ رجلاً فقال:تَطَلَّعتْ عيونُ الفضلِ لكَ، وأَصغتْ آذانُ المجدِ إليك.
19- ومدحَ آخر قوماً بالشجاعة فقالَ: أَقْسمتْ سيوفُهمْ ألا تُضيع حقًّا لهم.
20- وذمَّ آخرُ رجلاً فقال: إِنه سمينُ المال مهزولُ المعروف.
21- وقال البحتري يرثي المتوكل وقد قتِلَ غِيلةً :
فَمَا قَاتَلَتْ عَنْهُ المَنَايَا جُنُودُهُ ... وَلاَ دَافَعَتْ أمْلاَكُهُ وَذَخَائِرُهْ
22- قال الشاعر:
وإِذا السعادةُ لاحظتْك عيونُها …نَمْ فالمخاوِفُ كلُّهُنَّ أَمانُ
23- وقال أَبو العتَاهِية يهنِّئُ المهدي بالخلافة:
أتتْهُ الخِلاَفَةُ مُنْقادَةً ... إلَيْهِ تُجَرِّرُ أذْيالَها
24- وقال السَّرِيّ في وصف الثلج وقد سقطَ على الجبال :
أُلِمُّ برَبعِها حَذِراًفألقَى ... مُلِمَّ الشَّيبِ في لِمَمِ الجِبالِ
25- وقال في وصف قلمٍ :
وأهيفُ إنْ زعزعتهُ البنا ... نُ أمطَرَ في الطّرْسِ لَيلاً أحَمّ
26- يزحف القطار وهو يقطع السهول والجبال.
27- تبتسم الأرض في الربيع.
28- زارنا القمر في بيتنا.
29- هزم الأسد خصومه على البساط بالعلامة النهائية.
30- أنشبت الموت أظفارها وأنيابها في سكان القرية.

31- قال حسان بن ثابت يفتخر بشعره:
لساني صارم لا عيب فيه...وبحري لا تكدره الدلاء





ü المجاز المرسل.


1- قال المتنبيّ:
له أيادٍ عليّ سَابِغة ... أُعَدّ منها وَلا أُعدِّدها
2- قال تعالى:{وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا}غافر:13
3- قال شاعر:
كم بعثنا الجيش جرّا .... رًا وأرسلنا العيُونَا
4- قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}نوح:7
5- قال تعالى:{وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ}النساء:2
6- قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:{إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا}نوح:27
7- قال ابن حمديس:
لا أركب البحر إني ... أخـاف مـنه المعـاطـب
طين أنا وهو ماء ... والطين في الماء ذائب
8- قال تعالى:{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} الانفطار:13
إيضاح:
1- تأمل قول المتنبي تجد أنه لا يقصد الأيدي الحقيقية بل يريد بها النّعم التي تمنحها الأيادي،فكلمة أَياد هنا مجازٌ،ولكن ما العلاقة بين الأَيدي والنعم؟ بسهولة ستدرك أنها ليست المشابهة وكما عرفت فيما سبق أنّ لكل مجاز علاقة،والمعروف أَنَّ العرب لا يستعملون معنى مكان معنى آخر إِلا إذا وُجدت صلة وعلاقة بين المعنيين؟ ركّز جيّدا تدرك أَنَّ اليد هي التي تمنح النعمة فهي سببٌ فيها،فالعلاقة إِذًا السَّببية.
2- وبملاحظة قوله تعالى:{ويُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السماءِ رزْقاً}؛تدرك أنّ الرزق لا ينزل من السماءِ وإنّما ينزل سببه وهو المطر،فالرزق مسَّببٌ عن المطر،فهو مجاز علاقته المُسبَّبية.
3- وبالتفكير في كلمة العيون في البيت تجد أنّ الشاعر أطلق الجزء (العيون) وأراد الكل (الجواسيس) وذكر هذا الجزء لأهميته في عمل الجاسوس،فهذا مجاز علاقته الجزئية.
4- أما في قوله تعالى:{جَعَلُوا أصَابِعَهُمْ في آذَانهمْ} فإنَّ الإنسان لا يستطيع أنْ يضع إِصبعَه كلها في أُذنه،ولكنّ الله أطلق الكل (الأصابع) وقصد الجزء (أطرافها) فهذا مجاز علاقته الكلية.
5- وإذا تأمّلت قوله تعالى:{وآتُوا الْيتَامى أمْوَالَهم} تدرك أَنَّ الله لم يطلب منّا إعطاء المال لليتيم وهو صغير حتّى لا يضيّعه ولكنّه يقصد اليتيمَ الذي بلغ سنّ الرشد،والمقصود أعطوا المال إلى أصحابه البالغين الذين كانوا يتامى،فهذا مجاز فكلمة اليتامى هنا مجاز علاقته اعتبار ما كان.
6- أما في قوله تعالى:{ولا يلِدُوا إِلاَّ فاجرا كفارا} فأنت تجد العكس فقد ذكر سيدنا نوح الولد باعتبار أنه عندما يكبر سيكون حسب تجربته مع قومه فاجرًا وكفارًا لأنك تعرف أن الولد يولد على الفطرة مؤمنا،فهذا مجاز علاقته اعتبار ما يكون.
7- أَما البحر في بيت ابن حمديس فالمقصود منه هو السفينة التي تمشي في البحر،وبتفكير بسيط تجد أن الشاعر أُطلق المَحَلّ وأراد الحالَّ فيه،فهذا مجاز علاقته المحلية.
8- وعكس ذلك في قوله تعالى:{إِنَّ الأَبْرارَ لَفِي نَعِيم} فإن النعيم لا يحُلّ فيه الأبرار بل يحلّن في محلّه وهو االجنّة،فالله أطلق الحالّ وأراد المحلّ فهذا مجاز علاقته الحالية.
و كما رأيت فكلّ هذه المجازات اعتمدت على علاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي،وهذا النوع من المجاز اللغوي يسمّى المجاز المرسل.
تذكّر:
تعريف المجاز المرسل:
المجاز المرسل هو كلمة تستعمل في غير معناها الأصلي و تكون فيه العلاقة بين المعنى المذكور والمعنى المحذوف هي غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
علاقات المجاز المرسل:
للمجاز المرسل ثماني علاقات:
1- السببية (المعنى المذكور سبب والمعنى المحذوف المقصود نتيجة له)
مثال: يد الله فوق أيدينا. (المعنى المقصود هو قوة الله لأن اليد سبب في القوة)
2- المُسَبَّبِية (المعنى المذكور نتيجة والمعنى المقصود المحذوف سبب له)
مثال: شرب هذا الرجل الأذى. (ذكرت المُسَبَّب والنتيجة وهو الأذى وقصدت السبب وهو الخمر)
3-الكلية (المعنى المذكور كل والمعنى المقصود المحذوف جزء منه)
مثال:شربت ماء زمزم (ذكرت الكل وهو الماء وقصدت جزءا منه)
4- الجزئية (المعنى المذكور جزء والمعنى المقصود المحذوف كل)
مثال:طلب عمر يد فاطمة. (طلبها كلها وليس يدها فقط ولكن اليد ذكرت لأهميتها في عقد الزواج كأن تستعمل للإمضاء ووضع الخاتم..)
5- المحلية (المعنى المذكور محل ومكان والمعنى المقصود المحذوف حالٌّ فيه)
مثال:كيف وجدت بيتك؟ (ذكرت المكان وهو البيت وقصدت الذي يحل فيه وهو الزوجة)
6-الحالِّية (المعنى المذكور حال في المعنى المقصود المحذوف)
مثال: وإنّ الفُجّارَ لفي جَحيمٍ. (ذكر الجحيم وقصد به محله وهو جهنّم)
7-اعتبار ما كان (المعنى المذكور هو الأصل والمعنى المحذوف حالة جديدة ناتجة عن الأصل)
مثال:نحن في الجزائر نأكل القمح ونلبس الصوف. (نحن لا نأكل القمح بل الخبز الناتج عنه ولا نلبس الصوف بل الملابس المصنوعة منه).
8- اعتبار مايكون (المعنى المحذوف هو الأصل والمعنى المذكور حالة جديدة ناتجة عن الأصل)
مثال: أوقدْ لنا نارا لنتدفأ بها. (أوقد لنا حطبا ليصبح نارا)



ü المجاز العقليّ:

1- بنى الوليد بن عبد الملك مسجد قبة الصخرة.

2- هذا الرجل دارت به الأيام فصار فقيرا.

3- تزدحم شوارع مدينة كل صباح

4- جُنّ جنون هذا الرجل.

5- هذا الرجل نهاره صائم وليله قائم .

6- قال تعالى:" إنّه كان وعده مأتيّا " مريم:61

إيضاح:

- في المثال الأول أسند البناء إلى الخليفة الوليد ولكنّه لم يبن المسجد بنفسه بل كان سببا في ذلك بأنّه أمر بالبناء وأشرف عليه بالمتابعة، فهذا مجاز علاقته السّببيّة.

- وفي المثال الثاني أسند الدوران إلى زمن وهو الأيام،ولكنّها لا تدور بل الإنسان هو الذي يدور فيها،فهذا مجاز علاقته الزّمنية.

- وفي المثال الثالث أسند الازدحام إلى مكان وهو الشوارع،ولكنّها لا تزدحم بل الناس هم الذين يزدحمون فيها، فهذا مجاز علاقته المكانية.

- وفي المثال الرابع أسند الجنون إلى مصدر بدل أن يسند إلى شخص،فهذا مجاز علاقته المصدريّة.

- وفي المثال الخامس نلاحظ أننا استعملنا اسم الفاعل (صائم،قائم) مع العلم أنّ المقصود بهما هو اسم المفعول (مصوم،مقوم) لأن النهار لا يصوم بل يُصام والليل لا يقوم بل يُقام، فهذا مجاز علاقته الفاعليّة.

- وعلى العكس من ذلك في المثال السادس فإننا استعملنا اسم المفعول (مأتيّا) بدل اسم الفاعل (آتيا)، فهذا مجاز علاقته المفعوليّة.

تذكّر:

المجاز العقليّ:

1- المجاز العقليّ هو إسناد الفعل أو ما يقوم مقامه إلى غير صاحبه لعلاقة مع قرينة تمنع من أن يكون الإسناد حقيقيّا.

2- الإسناد المجازى يكون إلي سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره،أو باستعمال اسم المفعول بدل اسم الفاعل والعكس صحيح.

نوعا المجاز العقليّ:

1- المجاز في الإسناد:

أ- الإسناد إلى الزمان،مثل قول الشاعر :

لا تحسبنّ سرورا دائما أبدا ... من سرّه زمن ساءته أزمان

ب- الإسناد إلى المكان،مثل قوله تعالى:(وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ) الأنعام:6

ج- الإسناد إلى السببِ،مثل قولنا:بنى أبو جعفر المنصور مدينة بغداد.

د- الإسناد إلى المصدر،مثل قول أبي فراس :

سيذكرني قومي إذا جدّ جِدّهم ... وفي الليلة الظلماء يُفتًقد البدر

ه- استعمال اسم الفاعل في مكان اسم المفعول،مثل قول هند بنت عتبة:

إن تقبلوا نعـانــق ... ونفرش النمــارق

أو تدبروا نفـارق ...فـراق غير وامــق

الوامق معناه المحبّ وهند قصدت المحبوب

و- استعمال اسم المفعول في مكان اسم الفاعل،مثل قوله تعالى:(وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا) [الإسراء:45

وردت اسم المفعول (مستورا) للدلالة على اسم الفاعل (ساتراً) والمعروف أنّ الحجاب ساتر وليس مستورا.

2- المجاز في النسبة الإضافية:

1 - الإضافة إلى المكان مثل قولنا:جري الأنهار.

2 - الإضافة إلى الزمان مثل قولنا:صوم النهار.

3 - الإضافة إلى السببِ مثل قولنا:غراب البين.

4 - الإضافة إلى المصدر مثل قولنا:اجتهاد الجِدّ.

تنبيهات:

أ –علاقات المجاز المرسل هي السببية والزمنية والمكانية والمصدرية والفاعلية والمفعولية.

ب- إذا استعملنا اسم المفعول في مكان اسم الفاعلِ فالعلاقة مفعولية وإذا استعملنا اسم الفاعل في مكان اسم المفعول فالعلاقة فاعلية.

قرائن المجاز العقليّ:

القرينة اللفظيّة: تُذكرُ في الكلام قرينة المجاز العقلي ذكراً لفظياً،مثال: بَنَت بلديتنا مستشفى بديعا بفضل خبرة البنائين والمهندسين الذين اختارهم المقاول.

القرينة العقليّة: يُذكر الدافع النفسي أو المعنوي إلى فعل الحدث،مثال:حبي لك دفعني لزيارتك.

فالحب ليس في الحقيقة فاعلاً،بل هو الدافعُ النفسي للزيارة،وهذا شيء يدرك بالعقل.

القرينة المدركة بالعادة:يُذكر من كلف الفاعل بالقيام بالفعل،مثال:أنشأ رئيس الدولة مشاريع سكنية ضخمة،فالرّئيس ليس في الحقيقة فاعلاً،بل هو مَنْ أمر بذلك وأشرف عليه،وهذا شيء يدرك بالعادة.

القرينة الحالية: إذا عرفنا أن الفاعل لا يستطيع القيام بالفعل،مثال:كتب الوالد رسالة إلى ابنه،فإنْ كانت حالة الوالد معروفةً بأنّه مكفوف مثلا،أو أمّيا عرفْنا بأنه أمر منْ يكتبها له.

فوائد المجاز العقليّ :

1- الإيجاز: إذا قلنا:بنى الوالي المستشفى،لكان في كلامنا إيجاز وهو أبلغ من ذكر البنائين والمهندسين وغيرهم.

2 -سعة اللفظ:لولا المجاز العقلي لكان لكلّ لفظ معنى واحد ولكانت اللغة العربية فقيرة في معانيها.

3 - إيراد المعنى في صورة دقيقة واضحة مقرّبة إلى الذهن تظهر في مهارة إسناد الفعل إلى سببه القويّ أو مكانه المختصّين.

4- إفادة المبالغة البديعة التي تترك أثرا في النفس.



4

وانت تقرأ هذا الموضوع استمع للرقية الشرعية تعمل 24 ساعة طوال اليوم لابطال السحر والعين والحسد والمس العاشق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

استمع للدروس العلمية في جميع اقسام الشريعة الاسلامية والمواعظ والقران الكريم

تصفح موقع اسلام ويب هذا الموقع مهم وشامل للكل مايبحث عنه طالب الشريعة والدراسات الإسلامية

موضيع المدونة

موقع روح الإسلام للتحميل الموسوعات الاسلامية

الإذاعة العامة للقران الكريم اذاعة متنوعة لمختلف القراء

تلاوات خاشعة من القران الكريم

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية الاولى من القرآن الكريم ومن السنة النبوية

استمع الى راديو إذاعة آيات السكينة على موقع

استمع الى إذاعة الرقية الشرعية من القرآن الكريم تعمل 24 /24 ساعة

الرقية الشرعية لعلاج السحر والمس والعين للشيخ احمد العجمي

الرقية الشرعية للعلاج من السحر والمس والعين والحسد بصوت الشيخ ماهر المعيقلي

افضل مواضيع المدونة

افضل مواضيع هذا الشهر

افضل المواضيع هذا الاسبوع

جميع الحقوق محفوظه © شعبة الدراسات الاسلامية

تصميم htytemed