وانت تقرأ هذا الموضوع استمع لتلاوة الشيخ علي جابر يعتبر من افضل القراء في العالم الاسلامي رحمه الله
كتابة الحديث فى عهد الرسول (ص):
من الغرائب قولهم أن كتابة الأحاديث لم تبدأ إلا فى القرن الثانى أو الثالث الهجرى وهو قول لا أساس له من الصحة للتالى :
من البديهيات فى نشأة أى دين كتابته فى الصحف ولذا لا تجد دين ليس له كتاب أو عدة كتب وإلى ذلك يشير قوله تعالى بسورة النجم "أو لم ينبأ بما فى صحف موسى وإبراهيم الذى وفى "وقوله بسورة الأعلى "إن هذا لفى الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى "ومن ثم نجد لليهود كتب وللنصارى كتب وللهندوس كتب وللمجوس كتب ولغيرهم كتب ،صحيح أن الكتب أصابها التحريف والتغيير عبر العصور ولكن وجود هذه الكتب دليل كافى على أن الأصل فى نشأة الدين هو تدوين نصوصه للعودة إليها عند النسيان وما سمى الإنسان إلا لأنه ينسى كما قيل .
قال تعالى بسورة الحجر "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "والذكر هنا القرآن وتفسيره وقد سمى الله حديث النبى (ص)ذكرا فقال بسورة النحل "وأنزلنا إليك الذكر لتبين لهم ما نزل إليهم "وسمى القرآن الذكر فى قوله "وإنه لذكر لك ولقومك ولسوف تعلمون "وما دام الله قد حفظ الذكر وهو الوحى فهذا يعنى دوامهما للأبد- فى مكان ما هو الكعبة حيث لا يقدر أحد فيها على تحريفه حتى يعود البشر للحق إذا وجدوا الكعبة بعد أن غير الكفار مكانها كما هو الحادث الآن -حتى ولو خلطوهم بغيرهم من الباطل ووسيلة الحفظ هى الكتابة فى الصحف والحديث الشريف الحقيقى محفوظ فى داخل الكعبة الحقيقية وهى البيت المعمور وهو الكتاب المسطور المذكور بقوله تعالى بسورة الطور "والطور وكتاب مسطور فى رق منشور والبيت المعمور " ومن ثم لابد من معرفة مكان الكعبة الحقيقى لمعرفة الحديث الصحيح.
-قال تعالى بسورة القلم "ن والقلم وما يسطرون "هنا أقسم الله بنون وهم الناس والقلم والذى يسطرون وهو الوحى الذى يكتبونه فى الصحف لأنه ليس معقولا أن يقسم بأى كتابة حتى ولو كانت باطلة وعليه فالمسلمون كانوا يكتبون الوحى سواء قرآن أو بيان منذ بداية الدعوة وكان على الأقل توجد نسخة من الذكر وهو بيان أى تفسير القرآن فى كل بلدة حتى يحتكم الناس لها عند الخلاف وحتى يحكم بها القضاة وولاة الأمر الأخرين .
قال تعالى بسورة البقرة "يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه "فهل يأمر الله هنا بحفظ حق الدائن بالكتابة ولا يأمر بحفظ أصل الحكم بالكتابة ؟أليس عجيبا أن يطالبنا الله بحفظ كلامنا الذى لا فائدة منه سوى حفظ حق الدائن ولا يطالبنا بحفظ كلامه كتابة وعليه أمر الدنيا كلها والأخرة ؟ طبعا لا يمكن أن يحدث هذا لكونه غير معقول .
أن الله أخبرنا بوجود كتاب يكتبون كما علمهم الله فى قوله بسورة البقرة "ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله فليكتب "فإذا كان الكتاب موجودين فلابد أنهم كانوا يكتبون كل شىء أمرهم الله بكتابته لأن ليس معقولا أن يتركوا وهم على دين الله ما أمرهم الله بحفظه .
ليس من المعقول أن يأمر الله الناس بالكتابة مثل كتابة عقد العتق تطبيقا لقوله تعالى بسورة النور "والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا "ولا تكون الأحكام نفسها مكتوبة لأن الفرع تابع للأصل فإذا كانت الأعمال التابعة للأحكام تكتب فلابد أن تكون الأحكام ذاتها مكتوبة .
أن من يفهم يرى الآن كل جاهل أو عالم يكتب أو يتحدث تجد له تلاميذ يدونون ما يكتب ويعتنون به أشد العناية فإذا كان الأمر هكذا مع بنى البشر العاديين فما بالنا مع بنى البشر الذين اختصهم الله برسالته كرسولنا (ص)تنفى كتابة الحديث .
أن تنظيم أى دولة يستلزم تدوين الأحكام التى تحكم بها فليس معقولا أن تدار دولة بلا أحكام أو أن تدار عن طريق شخص واحد هو الذى يصدر كل القرارات أو أن ينتظر أهل المناطق البعيدة من هذا الشخص قراراته وعليه فالدولة الإسلامية فى عهد الرسول (ص)كانت الأحكام فيها مدونة فى الصحف وذلك لكى يستطيع القضاة الحكم بناء عليها ولكى يستطيع عامل بيت المال جمع الأموال من الطوائف التى يجب عليها دفع الأموال وتوزيعها ولكى يستطيع الشرطى أن يعرف الجرائم التى يجب أن يقبض على أصحابها 0000
أن من يعرف الكتابة والقراءة من الصحابة كانوا عددا كبيرا ومن يحسن الكتابة يجد نفسه مدفوعا لكتابة ما يحب فما بالنا إذا كان الأمر متعلق بتسجيل وتدوين القرآن والحديث.
أن أحاديث النهى عن الكتابة كلها متناقضة ومخالفة للقرآن وسوف نناقشها هنا :
روى مسلم بسنده عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله (ص)قال لا تكتبوا عنى ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على –قال همام أحسبه قال- متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
روى الترمذى بسنده عن أبى سعيد الخدرى قال :استأذنا رسول الله (ص)فى الكتابة فلم يأذن لنا ".
روى أحمد فى مسنده بسنده إلى أبى سعيد الخدرى قال :كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبى (ص)فخرج علينا فقال ماذا تكتبون ؟فقلنا ما نسمع منك فقال أكتاب مع كتاب الله ؟محضوا كتاب الله وخلصوه قال فجمعنا ما كتبناه فى صعيد واحد ثم أحرقناه قلنا أى رسول الله أنتحدث عنك ؟قال نعم حدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "
أحاديث النهى كلها جاءت من طريق واحد والمشترك فيها هو همام وهو أحد الوضاعين الكبار أو هكذا أرادنا أن نعتقد محرفوا الأحاديث وهى أحاديث آحاد وتنتمى لما يسمونه الحديث الغريب فقد جاءت عن أبى سعيد الخدرى فقط والوحى لا يبلغ لواحد وإنما للكل والتناقض فى الروايات الثلاثة واضح فالأولى جعلت النهى عن الكتابة صادر عن الرسول (ص)دون أن يرى من يكتب حديثه والثانية بينت أن النهى صدر بناء على سؤال من يطلب الكتابة والثالثة بينت أن النهى صدر بناء على رؤية الرسول (ص)للكتابة وسؤاله عما يكتبون وبالطبع كل واحد من النواهى يتناقض مع الأخر ولو كانت الروايات صحيحة لأجمعت على أمر واحد خاصة أن راويها واحد وليس معقولا أن تصدر ثلاثة أقوال مختلفة من إنسان فى مسألة واحدة ،زد على هذا أن الرواية الثانية لا تدل على النهى عن كتابة الحديث وإنما تدل على النهى عن الكتابة كلها سواء قرآن أو حديث والدليل قول القائل "فى الكتابة "فهو غير محدد والرواية الثالثة بها تناقض فقول القائل "كنا قعودا نكتب ما نسمع من النبى (ص)"يدل على أن الرسول(ص)كان جالسا يتكلم والناس يسمعون وقوله "فخرج علينا"يدل على أنه لم يكن جالس معهم والروايات الأولى والثالثة بهما جنون هو أن الكاذب عليه أن يبوء نفسه مقعده من النار وبالطبع لا يمكن أن يدخل أحد نفسه النار وهو فى الدنيا وحتى فى الأخرة لا يدخل بنفسه وإنما تسوقه الملائكة للنار كما قال تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق