وانت تقرأ هذا الموضوع استمع لتلاوة الشيخ علي جابر يعتبر من افضل القراء في العالم الاسلامي رحمه الله
المحاضرة الثانية
تتمة التشريع في عصر النبي ﷺ
عناصر المحاضرة
التشريع في حياة الرسول.
مصادر التشريع في هذا العصر:
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي.
خصائص التشريع في القرآن والسنة
اولاً:التشريع في حياة الرسولﷺ
التشريع إما أن يكون وحياً إلهياً بالمعنى واللفظ, وذلك يتمثل في القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسولنا محمد ﷺ, وإما أن يكون وحياً إلهياً بالمعنى دون اللفظ, وذلك يتمثل في سنة رسول الله ﷺ, فإن لفظ الحديث من كلامه ﷺ, وإن كان معناه وحياً, لقوله تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى {3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) .
**فالله وحده هو المشرع, ورسوله هو المبين لشرعه: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)
وقد أوجب الله طاعة رسوله لأنها من طاعته: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ)
بين حديث عائشة كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله ﷺ , وأن الرؤيا الصالحة كانت أول أمره, ثم حبب إليه الخلاء, حتى جاءه الملك وهو يتعبد في غار حراء, فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: "أول ما بدء به رسول الله ﷺ من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم, فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح, ثم حبب إليه الخلاء, وكان يخلو بغار حراء فيحنث فيه _وهو التعبد_ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك, ثم يرجع إلى خديجة لمثلها, حتى جاءه الحق وهو في غار حراء, فجاءه الملك, فقال: اقرأ, قال: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني, فقال: اقرأ, قلت ما أنا بقارئ, فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني, فقال: اقرأ, فقلت: ما أنا بقارئ, فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني, فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) ,فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده, فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني زملوني, فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي, فقالت خديجة: كلا, والله ما يخزيك الله أبداً, إنك لتصل الرحم, وتحمل الكل, وتكسب المعدوم, وتقري الضيف, وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى "ابن عم خديجة" وكان امرءاً تنصر في الجاهلية, وكان يكتب الكتاب العبراني, فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب, وكان شيخاً كبيراً قد عمي, فقالت له خديجة: يا ابن العم: اسمع من ابن أخيك, فقال له ورقة: يا ابن أخي, ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما رأى, فقال له ورقة, هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى, يا ليتني فيها جذعاً, ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك, فقال رسول الله ﷺ : أوَمُخرجيَّ هم؟ قال: نعم, لم يأت رجل قطُّ بمثل ما جئت به إلا عودي, وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي ". والحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما.
ووقع في تاريخ أحمد بن حنبل عن الشعبي أن مدة فترة الوحي كانت ثلاث سنين, وبه جزم ابن إسحاق, وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر, وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو شهر ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة, وبدئ بذلك ليكون تمهيداً وتوطئة لليقظة, ثم كان ابتداء وحي اليقظة في رمضان في الليلة السابعة عشرة منه, ثم كان نزول سورة المدثر بعد فترة الوحي, وفي الصحيحين عن أبي سلمة عن جابر, قال رسول الله ﷺ وهو يحدث عن فترة الوحي, قال في حديثه: بينما أنا أمشي سمعت صوتاُ من السماء, فرفعتُ بصري فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففرقتُ منه, فرجعت فقلت: زملوني زملوني, فدثروني فأنزل الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ {1} قُمْ فَأَنذِرْ {2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ {3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ {4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)
..........................................................................................................
وقد جاء في القرآن الكريم ثلاث آيات بينات تتعلق بنزول القرآن:
الأولى :في سورة البقرة:( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)
الثانية: في سورة الدخان: (وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ)
الثالثة: في سورة القدر: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
ولا يجد الإنسان تعارضاً بين هذه الآيات, فالليلة المباركة, هي ليلة القدر من شهر رمضان, وإنما يلتبس عليه التوفيق بين هذه الآيات والواقع التاريخي في نزول القرآن على رسول الله ﷺ منجماً في أكثر من عشرين عاماً, فكيف تجتمع هذه الأعوام في شهر, بل في ليلة ؟!!
وللعلماء في التوفيق مذهبان:
المذهب الأول:
يتزعمه ابن عباس, فيرى أن القرآن نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا, في ليلة القدر من شهر رمضان, ثم نزل بعد ذلك مفرقاً على رسول الله ﷺ , وفق الحوادث والمقتضيات مدة البعثة, وعلى هذا فلا تنافي بين الآيات والواقع.
"من المحاضرة يرى ابن عباس للقرأن نزولان :
1-نزل من اللوح المحفوظ من السماء السابعه الى السماء الدنيا
2-من السماء الاولى بدأ نزول الوحي الى الارض في ليله القدر من رمضان ثم تتابع نزول الوحي 23عام
المذهب الثاني:
يتزعمه الشعبي, فيرى أن أول ما بدئ به الوحي على رسول الله ﷺ إنما كان في شهر رمضان في الليله المباركة "ليلة القدر" ثم نزل القرآن الكريم تباعاً على رسول الله ﷺ بقية حياته, وعلى هذا فالآيات الثلاث أخبرت عن بدء نزول القرآن لا عن نزوله كله, ولا يتعارض هذا مع الواقع.
..........................................................................................................
آخر ما نزل من القرآن
فيه أقوال:
آخر ما نزل آية الربا, لما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا. والمراد بها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا) الآية.
وقيل: آخر ما نزل من القرآن قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ) الآية. لما رواه النسائي وغيره عن ابن عباس وسعيد بن جبير: آخر شيء نزل من القرآن (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ).
وقيل: آخر ما نزل آية الدين, لما روي عن سعيد بن المسيب: أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين, والمراد بها: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).
وقيل: آخر من نزل آية الكلالة. فقد روى الشيخان عن البراء بن عازب قال: آخر آية (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ) الآية. وحمل هذا من البراء على أنه آخر ما نزل فيما يتعلق بالمواريث.
وقيل: آخر ما نزل قوله تعالى: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ) إلى آخر السورة, ففي المستدرك عن أبي بن كعب قال: آخر آية نزلت (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ) إلى آخر السورة.
وعن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت : (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ).
وهذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي ﷺ , وكلٌّ قال بضربٍ من الاجتهاد وغلبة الظن.
مصادر التشريع في عصر النبي ﷺ :
أولاً: القرآن الكريم.
ثانياً: السنة النبوية.
أولاً: القرآن الكريم
تعريفه لغةً: القرآن في الأصل مصدر.
قال تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ {75/17} فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ), قال ابن عباس: "إذا جمعناه وأثبتناه في صدرك فاعمل به" وقد خص بالكتاب المنزل على محمد ﷺ , فصار له كالعالم, كما أن التوراة أنزلت على موسى والإنجيل أنزل على عيسى عليهما السلام.
ومعنى القرآن لغةً:هو الجمع والضم, وقد صار علماً بالغلبة على الكتاب العزيز
تعريف القرآن اصطلاحاً: هو كلام الله الذي أنزله على محمد ﷺ ونقل إلينا تواتراً لنتعبد بتلاوته وأحكامه, وكان آية دالة على صدقه فيما ادعاه ممن الرسالة.
وقد نزل به جبريل على رسول الله ﷺ بلسان عربي
(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ {192} نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ {193} عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ {194} بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ). فتحدى به رسول الله العرب وهم أرباب الفصاحة والبيان, فظهر عجزهم, وبهذا كانت الحجة عليهم (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ).
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بعشر سور مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بمثلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)
أركان الإعجاز في القرأن الكريم :
عجز العرب عن معارضة القرآن مع توافر الداعي عجز أهل اللغة في ريعان شبابها وعنفوان قوتها مع انتفاء موانع التحدي.
مظاهر الإعجاز في القرأن الكريم :
فهو معجز في ألفاظه وأسلوبه, والحرف الواحد منه في موضعه من الإعجاز الذي لا يغني عن غيره في تماسك الكلمة. والكلمة في موضعها من الإعجاز في تماسك الجملة, والجملة في موضعها من الإعجاز في تماسك الآية.
معجز في بيانه ونظمه, يجد فيه القارئ صورة حية للحياة والكون والإنسان.
معجز في معانيه التي كشفت الستار عن الحقيقة الإنسانية ورسالتها في الوجود.
معجز في تشريعه وصيانته لحقوق الإنسان, وتكوين مجتمع مثالي تسعد الدنيا على يديه.
والقرآن الكريم: هو أساس الدين ومصدر التشريع, وحجة الله البالغة في كل عصر ومصر, قال جل شأنه: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ {49} أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) وتلقاه الصحابة عن رسول الله ﷺ تلاوة له وحفظاً ودراسة لمعانيه وعملاُ لما فيه, قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن, عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي ﷺ عشر آيات لا يتجاوزونها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل. قال: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
وهكذا استمر حفظ المسلمين للقرآن في كل عصر, وتوارثت الأمة نقله بالكتابة على مر الدهور, جيلاُ بعد جيل ممن غير تحريف أو تبديل, وذلك مصداق قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).
القرآن الكريم
ما جاء مجملاً وما جاء مفصلاً:
وقد اشتمل القرآن الكريم على أصول الشريعة وقواعدها من الحلال والحرام, وجاءت أكثر أحكامه مجملة تشير إلى مقاصد الشريعة وتضع بين الأئمة والمجتهدين المصباح الذي يستنبطون في ضوئه أحكام جزئيات الحوادث, في كل زمان ومكان.
وإنما فصّل القرآن ما لا بد فيه من التفصيل الذي يجب أن يسمو عن مواطن الخلاف والجدل, كما في العقائد وأصول العبادات, أو لأنه يبنى على أسباب لا تختلف ولا تتغير بتغير الأزمنة والأمكنة, وذلك كما في تشريع المواريث ومحرمات النكاح وعقوبة بعض الجرائم.
نزول القرآن منجماً (مفرّقاً ) :
قال تعالى: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)
فهذه الآيات وغيرها تدل على نزول جبريل بالقرآن على قلب رسول الله ﷺ , وأن هذا النزول غير النزول الأول إلى السماء الدنيا, فالمراد به نزوله منجماُ. ويدل التعبير بلفظ التنزيل دون الإنزال, على أن المقصود النزول على سيبل التدرج والتنجيم.
والفرق بين الإنزال والتنزيل في وصف القرآن والملائكة:
أن التنزيل: يختص الموضع الذي يشير إليه إنزاله مفرقاً, ومرة بعد أخرى.
والإنزال: عام.
الحكم من نزول القرآن منجماً:
تثبيت فؤاد رسول الله ﷺ
التحدي و الإعجاز
تيسير حفظه وفهمه
مسايرة الحوادث و التدرج في الشريعة
الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزل من حكيم حميد
الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد رسول الله ﷺ:
لقد وجه رسول الله ﷺ دعوته إلى الناس, فوجد منهم نفوراً وقسوة, وتصدى له قوم غلاظ الأكباد فطروا على الجفوة, وجبلوا على العناد, يتعرضون له بصنوف الأذى والعنت, مع رغبته الصادقة في إبلاغهم الخير الذي يحمله إليهم, حتى قال الله فيه (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا), فكان الوحي يتنزل على رسول الله ﷺ فترة بعد فترة, بما يثبت قلبه على الحق, ويشحذ عزمه للمضي قدماُ في طريق دعوته.
وهذه كانت سنة الأنبياء من قبله كذلك جاء القرآن يأمره بالصبر كما صبر الرسل من قبله (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
وكلما اشتد ألم رسول الله ﷺ لتكذيب قومه, ودخله الحزن لأذاهم نزل القرآن دعماً وتسليه له, يهدد المكذبين بأن الله يعلم أحوالهم, ويجازيهم على ما كان منهم.
(ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ)
(وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
الحكمة الثانية : التحدي و الإعجاز:
فالمشركون تمادوا في غيهم , وبالغوا في عتوهم, وكانوا يسألون أسئلة تعجيز وتحد يمتحنون بها رسول الله في نبوته, ويسوقون له من ذلك كل عجيب من باطلهم, كعلم الساعة (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) واستعجال العذاب (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ), فيتنزل القرآن بما يبين وجه الحق لهم, وبما هو أوضح معنى في مؤدى أسئلتهم.
الحكمة الثالثة : تيسير حفظه وفهمه :
لقد نزل القرآن الكريم على أمة أمية لا تعرف القراءة ولا الكتابة, سجلها ذاكرة حافظة, ليس لها دراية بالكتابة والتدوين حتى تكتب وتدون, ثم تحفظ وتفهم (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ). فما كان للأمة الأمية أن تحفظ القرآن كله بيسر لو نزل جملة واحدة, ,وأن تفهم معانيه وتتدبر آياته, فكان نزوله مفرقاً خير عون لها على حفظه في صدورها وفهم آياته.
الحكمة الرابعة : مسايرة الحوادث و التدرج في الشريعة:
لقد كان القرآن الكريم بادئ ذي بدء يتناول أصول الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسلة واليوم الآخر. وكان يأمر بمحاسن الأخلاق التي تزكو بها النفس ويستقيم عوجها, وينهى عن الفحشاء والمنكر. ثم تدرج التشريع بالأمة في علاج ما تأصل في النفوس من أمراض اجتماعية. كما كان القرآن يتنزل وفق الحوادث التي تمر بالمسلمين في جهادهم الطويل لإعلاء كلمة الله. ففي مكة شرعت الصلاة, وشرع الأصل العام للزكاة مقارناً بالربا : (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ {38} وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)
ونزلت سورة الأنعام –وهي مكية- تبين أصول الإيمان, وأدلة التوحيد.
ثم نزل بعد ذلك تفصيل هذه الأحكام.
فأصول المعاملات المدنية نزلت بمكة, ولكن تفصيل أحكامها نزل بالمدينة كآية المداينة وآيات تحريم الربا.
وأسس العلاقات الأسرية نزلت بمكة, أما بيان حقوق كل من الزوجين وواجبات الحياة الزوجية فقد جاء في التشريع المدني.
وأصل حرمة الدماء نزل بمكة: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ)
ولكن تفصيل عقوباتها من الاعتداء على النفس والأطراف نزل بالمدينة.
ومثال التدرج في التشريع التدرج في تحريم الخمر:
فقد نزل قوله تعالى : (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ), من معالم الامتنان بنعمه سبحانه –وإذا كان المراد بالسكر ما يسكر من الخمر, وبالرزق ما يؤكل من هاتين الشجرتين كالتمر والزبيب- وهذا ما عليه جمهور المفسرين- فإن وصف الرزق بأنه حسن دون وصف السكر يشعر بمدح الرزق والثناء عليه وحده دون السكر.
ثم نزل قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)
فقارنت الآية بين منافع الخمر وفيما يصدر عن شربها من مضار ومفاسد.
ثم نزل قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى).
فاقتضى هذا الامتناع عن شرب الخمر من الأوقات التي يستمر تأثيرها إلى وقت الصلاة.
ثم نزل التحريم القاطع للخمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {90} إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ).
ويوضح هذه الحكمة ما روي عن عائشة رضي الله عنها, قالت: إنما نزل أو ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار, حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام, ولو نزل أول شيء "لا تشربوا الخمر" لقالوا: لا ندع الخمر أبداً, ولو نزل "لا تزنوا" لقالوا: "لا ندع الزنا أبداً".
الحكمة الخامسة : الدلالة القاطعة على أن القرآن الكريم تنزل من حكيم حميد:
إن هذا القرآن الذي نزل منجماً على رسول الله ﷺ في أكثر من عشرين عاماُ تنزل الآية أو الآيات على فترات من الزمن يقرؤه الإنسان ويتلو سوره فيجده محكم النسج, دقيق السبك, مترابط المعاني, رصين الأسلوب, متناسق الآيات والسور, كأنه عقد فريد نظمت حباته بما لم يعهد له مثيل في كلام البشر: (كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ), ولو كان هذا القرآن من كلام البشر لوقع فيه التفكك ولانفصام, واستعصى أن يكون بينه التوافق والانسجام (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا).
.......................................................................................................................................
التشريع في مكة:
اتجه التشريع طوال العصر المكي – قرابة ثلاثة عشر قرناً- إلى إصلاح العقيدة وتعميق جدورها والحفاظ على تطهيرها. وجعل الإسلام الشهادتين "أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمداً رسول الله" عنواناً لتحقيق العقيدة, ومفتاحاً يدخل به الإنسان في الإسلام وتجري عليه أحكامه.
ومنهج الإسلام في الدعوة إلى تلك العقائد يعتمد على الحجة العقلية وذلك بلفت أنظار الناس إلى التفكير في الكون, وتدبر ما فيه من دلائل القدرة وبديع الخلق.
مثال: قال تعالى:
(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ)
وإلى جانب هذا نزل القرآن الكريم في مكة بإبطال ما توارثته الجاهلية من عقائد فاسدة وتقاليد باطلة, وحثهم على مكارم الأخلاق, وتطهير النفس, وبين لهم الأصول الكلية في الحلال والحرام أمراً ونهياً.
فحرم وأد البنات وقتل النفس:
(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ {8} بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ), (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ).
وورد المكي من القرآن بتحريم الزنى, والأمر بحفظ الفروج إلا على الأزواج أو ملك اليمين:
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {70{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)
ونهى القرآن المكي عن الذبح لغير الله , والتقرب إلى الشركاء, وندد بما حرموه على أنفسهم وخصوا به آلهتهم, وأمر بالأكل مما ذكر اسم الله عليه.
التشريع في المدينة:
نزل التشريع في المدينة لمواجهة الطوائف المختلفة التي تعيش فيها.
العرب من المهاجرين والأنصار.
المنافقون.
اليهود.
وتناول التشريع في المدينة بقية العبادات, وهي الأركان العملية التي يبنى عليها الإسلام.
فشرع الله الزكاة والصوم والحج , وتناول شؤون التعامل, فأحل الله البيع وحرم الربا, وبين ما يجب في المداينة من كتابة أو إشهاد, وما يكون من أداء أو إمهال, وأرشد إلى التجارة ونهى عن أكل الأموال بالباطل.
وتناول نظام الأسرة في النكاح, العشرة في الحياة الزوجية, والطلاق والميراث والوصية.
وتناول مشروعية القتال وفرضية الجهاد, وما يتبع ذلك من عهود أو فيء أو غنيمة أو أسر.
وتناول العقوبات على الجرائم الكبرى, صيانة للحقوق الإنسانية العامة التي جاءت بها الملل جميعاً, وهي الكليات الخمس: حفظ الدين, والنفس, والمال, والنسل, والعقل. فيما فرض من قصاص أو حد.
وتناول شؤون القضاء والحكم بالعدل بين الناس, وتحكيم كتاب الله تعالى.(وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ).
...........................................................................................................
تعداد السور المكية و المدنية
أولاً: القرآن الكريم
أقرب ما قيل في تعداد السور المكية والمدنية إلى الصحة: أن المدني بالاتفاق عشرون سورة, والمختلف فيها اثنتا عشرة سورة.
ما سوى ذلك مكي باتفاق, وهو اثنتان وثمانون سورة, فيكون مجموع القرآن مئة وأربع عشرة سورة.
ولا يقصد بوصف السورة بأنها مكية أو مدنية أنها بأجمعها كذلك, فقد يكون في المكية بعض آيات مدنية, وفي المدنية بعض آيات مكية, ولكنه وصف بحسب أكثر آياتها. ولذلك يأتي في االتسمية: سورة كذا مكية إلا آية كذا فإنها مدنية, وسورة كذا مدنية إلا آية كذا فإنها مكية, كما نجد ذلك في المصاحف.
ضابط معرفة المكي والمدني:
للعلماء في المكي والمدني ثلاثة آراء اصطلاحية, كل رأي منها مبني على اعتبار خاص
الاعتبار الأول:
اعتبار زمن النزول, فالمكي ما نزل قبل الهجرة, وإن كان بغير مكة, والمدني ما نزل بعد الهجرة, وإن كان بغير المدينة. فما نزل بعد الهجرة ولو بمكة أو عرفة أو غيرهما مدني, ومثالة ما نزل عام الفتح أو بحجة الوداع, كقوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
الاعتبار الثاني:
اعتبار مكان النزول, فالمكي ما نزل بمكة وما جاورها كمنى وعرفات والحديبية, والمدني: ما نزل بالمدينة وما جاورها كأحد وقباء وسلع.
الاعتبار الثالث:
اعتبار المخاطب, فالمكي: ما كان خطاباً لأهل مكة, والمدني: ما كان خطاباً لأهل المدينة.
ويبنى على هذا الرأي عند أصحابة أن ما في من القرآن من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) مكي, وما فيه قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ) مدني.
مميزات المكي :
الدعوة إلى التوحيد وعبادة الله وحده, وإثبات الرسالة وبالبعث والجزاء بآيات الله الكونية, والرد على المشركين ومجادلتهمم, وذكر القيامة وأهوالها,
وضع الأسس العامة للتشريع والفضائل التي عليها يقوم المجتمع, وفضح جريمة المشركين في سفك الدماء, وأكل أموال اليتامى ظلماً, و وأد البنات, وما كانوا عليه من سوء العادات.
ذكر قصص الأنبياء والأمم السابقة زجراً للكفار حتى يعتبروا بمصير المكذبين قبلهم, وتسلية لرسول الله ﷺ حتى يصبر على أذاهم, ويطمئن إلى الانتصار عليهم.
قِصَرُ الفواصل مع قوة الألفاظ, وإيجاز العبارات.
صيغة الخطاب في المكي تكون عامة كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ), وقوله: (يَا بَنِي آدَمَ). أما المدني فصيغة الخطاب فيه غالباً للمؤمنين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ).
"ولم يرد في المدني توجيه الخطاب إلى الناس إلا في سبع آيات"
اثنتان من البقرة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ), (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ)
وأربع في النساء أولها: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ), (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ), (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ), (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ).
وواحدة في الحجرات: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى).
6. يكثر القسم في الآيات المكية, فقد جاء القسم فيها ثلاثين مرة, ولم يأت إلا مرة واحدة في المدنية في قوله تعالى: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
مميزات المدني:
بيان العبادات والمعاملات والحدود والمواريث وفضيلة الجهاد, ونظام الأسرة وصلات المجتمع والدولة وقواعد الحكم, ومسائل التشريع.
مخاطبة أهل الكتاب من اليهود والنصارى ودعوتهم إلى الإسلام, وبيان تحريفهم لكتب الله وتجنيهم على الحق واختلافهم من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم.
الكشف عن سلوك المنافقين وتحليل نفسيتهم وإزاحة الستار عن خباياهم وبيان خطرهم على الدين.
طول المقاطع والآيات في أسلوب يقرر الشريعة ويوضح أهدافها ومراميها.
..........................................................................................................
المحاضرة الثالثه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق