وانت تقرأ هذا الموضوع استمع لتلاوة الشيخ علي جابر يعتبر من افضل القراء في العالم الاسلامي رحمه الله
المقدمة الرابعة
فيما يحق أن يكون غرض المفسِّر
فيما يحق أن يكون غرض المفسِّر
مراد الله من كتابه هو بيان تصاريف ما يرجع إلى حفظ مقاصد الدين، فالمقصد الأعلى منه صلاح
أولا: الأحوال الفردية؛ بصلاح الاعتقاد وتهذيب النفس وتزكيتها..الخ
ثانيا: الأحوال الجماعية؛ وهو يحصل أولا بالصلاح الفردي، ثم ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على وجه يعصمهم من مزاحمة الشهوات ومواثبة القوى النفسانية.
ثالثا: الأحوال العمرانية؛ ويكون بحفظ نظام العالم الإسلامي، وضبط تصرف الجماعات والأقاليم بعضهم مع بعض على وجه يحفظ مصالح الجميع، ورعي المصلحة الإسلامية.
فغرض المفسر بيان ما يصل إليه من مراد الله تعالى بأتمِّ بيان مع ما يتوقف عليه الفهم أو يخدم المعنى تفصيلا وتفريعا مع إقامة الحجة.
وطرائق المفسرين ثلاث:
الأولى: الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب. وهو الأصل.
الثانية: استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها اللغة ولا تتجافى مع مقصد القرآن، باستعمال علوم الآلات.
الثالثة: جلب المسائل وبسطها لمناسبة بينها وبين المعنى، لزيادة الفهم أو للتوفيق بين المعنى القرآني وبين بعض العلوم مما له تعلق، أو لرد المطاعن..الخ. وبناء على ذلك يتوسع بعض العلماء بذكر مسائل علمية تجريبية أو فلكية أو نحو ذلك. ويشترط أن يقصد فيه الخلاصة وذكر ما يليق بالتفسير ويخدم المعنى.
وشرط التفسير ألا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية، ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل، ولا يكون تكلفا بينا ولا خروجا عن المعنى الأصلي حتى لا يصير كالتفاسير الباطنية.
رأي الإمام الشاطبي والرد عليه
قال الإمام الشاطبي في الموافقات الفصل الثالث من المسألة الرابعة:"لا يصح في مسلك الفهم والإفهام إلا ما يكون عاما لجميع العرب، فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه."اهـ، وبناء على ذلك منع أن يورد فيه من العلوم ما لم يكن يعرفه العرب، تجريبية كانت أو غيرها. ومبناه في ذلك على أن الخطاب إنما كان للأميين فيجب الاعتماد على مقدرتهم في الفهم.
والجواب:
- إن هذا يقتضي عدم مراعاة ما يمر فيه العرب من الانتقال من حالهم الذي كانوا عليه إلى حال آخر لا يكونون فيه أميين، بل عالمين عارفين.
- ولما كان القرآن عام الدعوة، فلا بد أن يكون فيه ما يلائم أن يفهمه الناس من مختلف الطبقات والمستويات.
- والقرآن لا تنقضي عجائبه، ولو كان كرأي الشاطبي لانقضت.
- والقرآن لإعجازه يشتمل على معاني لا تنقضي مع إيجاز لفظه.
- وكون القرآن يخاطب العرب الأميين، لا يقتضي أكثر من أنهم متمكنون من فهم المعنى الأصلي، أما تفاصيل معانيه ودقائقها، فلا، بل قد يأتي من بعدهم فيتمكن من إدراك معنى كان خفيا. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
- وإن السلف قد فصلوا في مقاصد المعاني، ونحن نقتفي أثرهم في علوم أخرى راجعة لخدمة المقاصد القرآنية أو لبيان سعة العلوم الإسلامية.
علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب:
الأولى: علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
الثانية: علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيأة وخواص المخلوقات.
الثالثة: علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
الرابعة: علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.
أولا: الأحوال الفردية؛ بصلاح الاعتقاد وتهذيب النفس وتزكيتها..الخ
ثانيا: الأحوال الجماعية؛ وهو يحصل أولا بالصلاح الفردي، ثم ضبط تصرف الناس بعضهم مع بعض على وجه يعصمهم من مزاحمة الشهوات ومواثبة القوى النفسانية.
ثالثا: الأحوال العمرانية؛ ويكون بحفظ نظام العالم الإسلامي، وضبط تصرف الجماعات والأقاليم بعضهم مع بعض على وجه يحفظ مصالح الجميع، ورعي المصلحة الإسلامية.
فغرض المفسر بيان ما يصل إليه من مراد الله تعالى بأتمِّ بيان مع ما يتوقف عليه الفهم أو يخدم المعنى تفصيلا وتفريعا مع إقامة الحجة.
وطرائق المفسرين ثلاث:
الأولى: الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب. وهو الأصل.
الثانية: استنباط معان من وراء الظاهر تقتضيها اللغة ولا تتجافى مع مقصد القرآن، باستعمال علوم الآلات.
الثالثة: جلب المسائل وبسطها لمناسبة بينها وبين المعنى، لزيادة الفهم أو للتوفيق بين المعنى القرآني وبين بعض العلوم مما له تعلق، أو لرد المطاعن..الخ. وبناء على ذلك يتوسع بعض العلماء بذكر مسائل علمية تجريبية أو فلكية أو نحو ذلك. ويشترط أن يقصد فيه الخلاصة وذكر ما يليق بالتفسير ويخدم المعنى.
وشرط التفسير ألا يخرج عما يصلح له اللفظ عربية، ولا يبعد عن الظاهر إلا بدليل، ولا يكون تكلفا بينا ولا خروجا عن المعنى الأصلي حتى لا يصير كالتفاسير الباطنية.
رأي الإمام الشاطبي والرد عليه
قال الإمام الشاطبي في الموافقات الفصل الثالث من المسألة الرابعة:"لا يصح في مسلك الفهم والإفهام إلا ما يكون عاما لجميع العرب، فلا يتكلف فيه فوق ما يقدرون عليه."اهـ، وبناء على ذلك منع أن يورد فيه من العلوم ما لم يكن يعرفه العرب، تجريبية كانت أو غيرها. ومبناه في ذلك على أن الخطاب إنما كان للأميين فيجب الاعتماد على مقدرتهم في الفهم.
والجواب:
- إن هذا يقتضي عدم مراعاة ما يمر فيه العرب من الانتقال من حالهم الذي كانوا عليه إلى حال آخر لا يكونون فيه أميين، بل عالمين عارفين.
- ولما كان القرآن عام الدعوة، فلا بد أن يكون فيه ما يلائم أن يفهمه الناس من مختلف الطبقات والمستويات.
- والقرآن لا تنقضي عجائبه، ولو كان كرأي الشاطبي لانقضت.
- والقرآن لإعجازه يشتمل على معاني لا تنقضي مع إيجاز لفظه.
- وكون القرآن يخاطب العرب الأميين، لا يقتضي أكثر من أنهم متمكنون من فهم المعنى الأصلي، أما تفاصيل معانيه ودقائقها، فلا، بل قد يأتي من بعدهم فيتمكن من إدراك معنى كان خفيا. فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
- وإن السلف قد فصلوا في مقاصد المعاني، ونحن نقتفي أثرهم في علوم أخرى راجعة لخدمة المقاصد القرآنية أو لبيان سعة العلوم الإسلامية.
علاقة العلوم بالقرآن على أربع مراتب:
الأولى: علوم تضمنها القرآن كأخبار الأنبياء والأمم، وتهذيب الأخلاق والفقه والتشريع والاعتقاد والأصول والعربية والبلاغة.
الثانية: علوم تزيد المفسر علما كالحكمة والهيأة وخواص المخلوقات.
الثالثة: علوم أشار إليها أو جاءت مؤيدة له كعلم طبقات الأرض والطب والمنطق.
الرابعة: علوم لا علاقة لها به إما لبطلانها كالزجر والعيافة والميثولوجيا، وإما لأنها لا تعين على خدمته كعلم العروض والقوافي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق